شريط الأخبار
"حزب الله" يعلن قصف جنود وأهداف عسكرية إسرائيلية الهلال الأحمر القطري يطلق حملة الشتاء الدافئ في 13 دولة رئيس الوزراء يزور سبعة مواقع في مناطق بلعما ورحاب والبادية الشمالية مقتل جندي إسرائيلي في توغل بري جنوب لبنان الذهب يتراجع عالمياً ميقاتي: هناك حاجة ملحة لوقف إطلاق النار في لبنان الأهلي يعين محمد طه مدرباً لفريق كرة اليد وزير الطاقة يفتتح أول مشروع لتوليد الكهرباء باستخدام الغاز الأردني الملك يهنئ بالعيد الوطني للعراق تشكيلات اكاديمية في جامعة الحسين بن طلال جوتك تفوز بالمركز الأول في جائزة الملك عبدالله الثاني للتميز للقطاع الخاص اربد .. البندورة بـ20 قرش في السوق المركزي اليوم صدور قرار خاص باعتماد المرجع الطبي لسنة 2024 ديوان المحاسبة: لا يمكن إغفال أي ملاحظة بالمؤسسات حتى إغلاقها "قانونيا" أبو حمور يكتب : الاقتصادي في محيط ملتهب الفاينانشل تايمز : المحطات ال 12 التي ادت الى تصعيد الصراع في ايران واسرائيل وجعلت الشرق الاوسط على شفا الهاوية تقرير اميركي :رصد الفروقات بين هجومي ايران على اسرائيل الأخير والأول .. والرد الاسرائيلي المتوقع قاس رئيس الوزراء يتفقد المركز الصحي الشامل في منطقة رحاب بالمفرق الخطوط التركية ترجئ رحلاتها من وإلى الأردن لمدة يومين اسعار بيع الخبر لن تتاثر ..برفع سعر طن الطحين الموحد 1 % مقابل رصد 288.5 مليون دينار لدعم السلع الاستراتيجيه

في يومها العالمي.. الصداقة ضرورة إنسانية وحاجة وجدانية

في يومها العالمي.. الصداقة ضرورة إنسانية وحاجة وجدانية

القلعة نيوز- يدرك الأفراد في كل المجتمعات أهمية بناء علاقات صداقة متينة سواء في مراحل الدراسة أو العمل لدورها في تنمية الحالة العاطفية والنفسية.

ويشير متخصصون التقتهم وكالة الأنباء الاردنية (بترا) إلى اهتمام العلوم الإنسانية، خاصة علم النفس الاجتماعي، بموضوع العلاقات بين الأفراد والصداقة باعتبارها علاقة إنسانية متميزة، مؤكدين أهمية الدور الذي تلعبه الصداقة في تحقيق التوازن النفسي والاجتماعي للإنسان في جميع مراحل حياته خصوصا الدعم الذي يحتاجه الأفراد خلال الأزمات النفسية الناجمة عن ضغوطات الحياة.


وأكدت الأخصائية النفسية لميس جمال أن للصداقة وظيفة نفسية ودورا قويا في الوقاية من بعض هذه الأمراض النفسية، مشيرة الى أنه قلما يصاب الأفراد الذين يقيمون علاقات صداقة مع أشخاص عديدين باضطرابات نفسية وعقلية.
ولفتت إلى بعض الدراسات التي تؤكد الدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه الأصدقاء في تجاوز الظروف الصعبة التي قد تواجه الإنسان من حين لآخر إضافة إلى تخفيف إحساس كبار السن والأرامل والمطلقين بالعزلة والوحدة وتعزيز ثقتهم بالنفس.
وأضافت، تتيح الصداقة للأفراد الإفصاح عن الذات وتبادل الأسرار، والتجارب، والآراء وهو ما يعتبر إحدى الآليات الرئيسية للتخفيف من الإحباط، موضحة أنه عن طريق إفصاح الفرد عن ذاته يعبر عن آماله ورغباته وحاجاته، ويستثير الطرف الآخر (الصديق) ليبادله المشاعر ذاتها وحينها تتشكل بين اثنين أو مجموعة الحميمية والثقة المتبادلة والإخلاص حيث يتشاركون المعاناة وتتراجع مشاعر التوتر الى حدها الأدنى.
وأضافت جمال: فيما يتصل بالصحة النفسية تبين الدراسات العلمية الحديثة أن الأشخاص الذين يفتقدون الأصدقاء يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطرابات نفسية منها الاكتئاب والقلق والملل وزعزعة الذات، كما يعانون من التوتر والخجل الشديد والعجز عن التصرف بكفاءة حين تضطرهم الظروف إلى التفاعل مع الآخرين.
وفيما يتصل بالصحة الجسمية فقد لاحظ الأطباء ضعف مقاومة المصابين بحالة نفسية للأمراض البدنية وتأخر شفائهم، وزيادة معدلات الوفاة بعد الإصابة بتلك الأمراض مقارنة بالمرضى الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية طيبة تمدهم بالمساندة الوجدانية.

وأشارت جمال الى وظيفتين تنهض بهما الصداقة من الناحية النفسية، الاولى تتمثل بخفض مشاعر الوحدة، ودعم المشاعر الإيجابية السارة، وهو أثر يتحقق من خلال التخاطب والحديث عن الأمور العامة وعن أدق تفاصيل الحياة الشخصية بين شخصين أو أكثر، والثانية الإسهام في عمليات التنشئة الاجتماعية من خلال اكتساب عدد من المهارات والقدرات والسمات الشخصية المرغوب بها.
وأوضحت أن صداقات الأطفال تسهم إسهاما بارزا في ارتقاء المهارات الاجتماعية والقيم الأخلاقية والأدوار الاجتماعية، وتمدهم بإدراك واقعي لذواتهم بالمقارنة بالآخرين، كما تبصرهم بمعايير السلوك الاجتماعي الملائم في مختلف المواقف.
وعند المراهقين تشير جمال الى أن الصداقة تنهض بوظائف مختلفة، فمن خلالها يتعلمون كيفية مشاركة الآخرين اهتماماتهم، والإفصاح عن المشاعر والأفكار وتكوين علاقات تتسم بالثقة المتبادلة مع أقرانهم.

بدوره قال الباحث في الفقه الإسلامي الدكتور زايد الدويري، إن نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية أكدت أهمية الصداقة ومعاييرها وأسسها والتي تعد نبراسا يهتدى به لكل مؤمن يريد اختيار صداقة تدوم آثارها على الطرفين ويعم نفعها المجتمع.
وأشار بهذا الخصوص الى الآية الكريمة "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين" (الزخرف: 67)
ولفت إلى أن الصديق الصالح هو العبد الصالح، المطيع لربه، الملتزم بأوامر دينه، الحريص على مرضاة الله، المسارع بالإيمان إلى كل خير، المنصرف بالتقوى عن كل شر، التقي النقي، البر الخفي، الذي لا غل في قلبه ولا حسد .
ومن آداب الصداقة وفقا للدويري أن يستر الصديق عيوب صديقه ولا ينشرها، وأن ينصحه ويصبر على النصيحة وتكون برفق ولين ومودة ولا يغلظ عليه في القول ولا ييأس من الاصلاح فيه، وأن يكون وفيا لصاحبه مهما كانت الظروف خاصة وقت الشدة.
وأضاف، إن على الانسان أن يحسن اختيار الصحبة الصالحة في حياته والتى تعود عليه بالنفع فى الدنيا والآخرة، لأن الصديق الصالح وسيلة للتقرب إلى الله والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فالإنسان فى الآخرة يندم لأنه لم يتخذ رفيقا صالحا مخلصا يعينه على طاعة الله.

وينطلق مفهوم وواقع الصداقة كمنفعة متبادلة الأثر والتأثير وفقا لتفاعل عاملين متكاملين تناغما مع الفئة العمرية للصديقين، هما: طبيعة ومستوى نضج المنظومة القيمية المشتركة بين الصديقين أولا، والسمات الشخصية المشتركة لكل منهما من حيث امتلاك اي منهما صفات قيادية مبادرة او صفات فردية منقادة للآخر ثانيا، وفقا لما بينه أستاذ علم الاجتماع بجامعة مؤتة، الدكتور حسين محادين.
وأضاف محادين: تمثل الصداقة من منظور علم الاجتماع نوعا من الخصوصية، وتقاربا على المستوى الاجتماعي والاقتصادي مضافا لهما الود العميق بين اثنين أو أكثر، وعادة ما تقوم على مستوى مرتفع من التوقعات الايجابية، لذا، من المهم ان تتأسس علاقات الصداقة على التوافق لا على التطابق كي يتمكن كل من الطرفين الابقاء على مسافة نفسية وتفاعلية مع الآخر تجنب كل منهما الاصطدام بالآخر في المواقف الطارئة او الاستثنائية في الحياة.
وأكد محادين أنه ليس بالضرورة ان تبقى حرارة العلاقات بين أي صديقين متنامية على الدوام فلكل مرحلة سواء في مرحلة الدراسة او العمل خصائصها وظروفها من حيث تغير أنماط التفكير لدى اي من الصديقين، أو انتقال أحدهما إلى منطقة جغرافية بعيدة وهكذا.

من جانبها، قالت المتخصصة بالعلاج السلوكي أمل الكردي، إن إحدى الدراسات العلمية أشارت إلى العلاقة المباشرة بين الصحة العقلية والنفسية ووجود علاقة صداقة قوية لدى الفرد، إذ لا شك بأن الصداقة تبعث علي الاستقرار النفسي.

وأكدت أن الصداقة الجيدة تنعكس على جميع نواحي أطرافها، فالصديق الناصح الامين يحرص على عدم وقوع صديقه في الخطأ، ويهون عليه صعاب الحياة وقت الشدائد، ويدعمه في النجاح، ويؤازره في مواقف كثيرة، وهو مستمع جيد من غير إطلاق الأحكام، وقد قيل فيه "رب أخ لك لم تلده أمك" و"الصديق وقت الضيق".
وركزت الخبيرة التربوية بشرى عربيات على أهمية أن يتعارف أهالي الأقران بداية على بعضهم كون أبنائهم لا يدركون في هذا العمر معنى الصداقة ذلك أن رحلة الأبناء في التعرف على الأصدقاء تبدأ منذ سن الطفولة المبكرة، ناصحة ذوي اليافعين بتفعيل ثقافة الحوار في هذه المرحلة باعتبارها مزيجا بين الطفولة والمراهقة.
وأضافت، في مرحلة المراهقة والشباب يعتقد الأبناء أن بإمكانهم اتخاذ القرارات دون الرجوع إلى ذويهم وهنا ينبغي على أولياء الأمور التعامل بحذر والانتباه قبل إعطاء رأيهم في هؤلاء الأصدقاء، مقترحة إشغال الأبناء في هذه المراحل بأي هواية تعود عليهم بالنفع؛ والانتباه إلى نمط استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي التي قد ينشأ منها جيلا متمردا على كل القيم والمبادئ التي يقوم عليها المجتمع.
ويحتفل العالم في مثل هذا اليوم من كل عام باليوم الدولي للصداقة لإدراك جدواها وأهميتها بوصفها إحدى المشاعر النبيلة والقيمة في حياة البشر.
واعتبرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الصداقة بين الشعوب والبلدان والثقافات والأفراد يمكن أن تصبح عاملا ملهما في جهود السلام، وتشكل فرصة لبناء الجسور بين المجتمعات، ومواجهة أي صور نمطية مغلوطة والمحافظة على الروابط الإنسانية، واحترام التنوع الثقافي.

--(بترا)