القلعة نيوز- كتب د.طلال طلب الشرفات
راقت لي المبادئ الخمسة التي أطلقها أميننا العام في حزب الميثاق الوطني، المتمثلة في ديننا الإسلامي السمح؛ دون الانتقاص أو التضييق على الشرائع الأخرى، وعرشنا المفدى؛ رمز عزتنا ووحدتنا واستقرارنا الوطني ومكانتنا في العالم أجمع، وجيشنا العربي الأبي المنافح والمدافع الشريف عن كرامة الوطن والأمة، وأجهزتنا الأمنية؛ العين الساهرة على أمن الوطن واستقراره، والكاشفة لكل الخبائث والتقية وازدواجية الانتماء، ووحدتنا الوطنية التي تجمع ولا تفرّق، ولا تشترط سوى صدق الانتماء للثرى والعرش، وقضيتنا الفلسطينية؛ خيارنا الشريف في نصرة الأشقاء لتقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
تلك المبادئ جميلة ووازنة وتكلل كل واحدة منها هويتنا الوطنية الأردنية، التي لا معنى للوطن -كل الأوطان- بدونها، ولا يمكن فهم العمل الوطني أو الولوج في ثناياه دون أن تكون حاضرة في ضمير كل وطني شريف، والهوية الوطنية الأردنية عنوان بحجم الشرف، وكل محاولة التفاف أو احتيال أو تحايل عليها هو غدر وخيانة لا تُغتفر؛ لأن الهوية كرامة وعقيدة لا تنبذ عرقاً أو ديناً أو منشأ أو لغة، ولا ترفض منتمياً؛ الهوية الوطنية الأردنية هي الأردن قيادة وجيشاً وشعباً وحضارة، وقيمًا راسخة، وتضحيات نبيلة للبناة الأوائل، وشهداء رووا التراب؛ كي تبقى الراية خفاقة، وأمهات زغردن للوطن بشرف.
الهوية الوطنية الأردنية التي دونها الرقاب، لا تلغي احداً إلا إذا خان او تآمر أو ارتمى بحضن الغير أو آمن بمرجعيات تقفز على الدستور أو العرش أو التراب أو الكينونة الأردنية الخالصة المؤمنة بمقتضيات الوحدة بخيارات شعوبها الحرّة دون ارتهان أو استقواء أو ازدواج في الولاء أو الانتماء. والهوية الوطنية الأردنية سيف مشرع في وجه المحتل أو المتآمر، وعقبة كأداء في مواجهة مشروع التهويد والتوطين والاستيطان وابتلاع أرض الجبّارين الذي يقدمون ملحمة تاريخية في الصمود ورفض الاحتلال.
كل من هو أردني في المفهومين القانوني والسياسي هو راعٍ للهوية الوطنية الأردنية ومدافع أمين عن استحقاقاتها ما لم يقدم عليها غيرَها عرقاً أو ديناً أو انتماء أو مرجعية تتجاوز الحدود، والهوية؛ هي شمسنا التي لا تغيب، وطهرنا الذي لا يعيب، بعيداً عن محاولات تشويه التمسك بالهوية في الغرف المغلقة ووصم المتمسكين بها بالإقليمية من أشخاص أكرمتهم الدولة بمواقع ومناصب عليا دون أن يثنيهم ذلك عن خطابهم المشوّه المدان.
الهوية الوطنية الأردنية شرف لا يدانيه شرف، وإيمان لن نتخلى عنه من أجل وطننا ودولتنا التي تتعرض لكل صنوف التآمر والخذلان، وإذا كان الوطن للجميع فإن الهوية الوطنية للمؤمنين بها والمناضلين من أجلها؛ حتى لا يكون الولاء والانتماء حكراً على الصابرين الصامتين الذين يريدون للسلم الأهلي أن يأخذ مداه، وللعيش المشترك أن يكتمل صداه، ولعل المجاملة في توصيف الهوية الوطنية، وتكريس مضامينها الشريفة ستجعلنا ندور دوماً في حلقة مفرغة، ويبقى الصراع الساكن أتون المرحلة الحزبية القادمة، ولن يقوم للعمل الوطني قائمة الا بالايمان الخالص بها.