القلعة نيوز- كتبت الكاتبة جنى عيد
لم تكن الليلة هي المحبذة لقلبي قط، كنت أصارع أفكاري السوداوية مع دقة عقارب الساعة التي تذكرني بأن الوقت قد مضى فعلاً على تذكر تجاربي السيئة، وها أنا وحيدةٍ أمام خيبات الماضي مستسلمة أمام ما قد يحصل لاحقاً لا أمل بالبقاء ولا شغف بالاستمرار، أكاد أجزم بأن ضوء القمر قد سأم من شكاوي لساني المتكررة ولكن ما العمل؟
أنه صديقي الوحيد الذي يستمع لتجاربي المنهكة دون إطلاق أعذار وهمهمات سخيفة دائما ما تنتهي بكلماتٍ بِتُ أحلم بها بأنني فتاة ساذجة تجري وراء أساطير الحب المزعومة لدى جميع فتيات سني، كم أود في هذه اللحظة بأن أعود لأصدق تلك الروايات ولكنني قد جُرحتُ بالفعل، الألم كان أكبر مما قد تخيلته يوماً أشعر بأنني يائسة كرهت ضوء الشمس الذي يتسلل دوما ليوقظني من فترة الراحة مع نفسي، وكأنني خفاش ليلٍ أنتظر كل يوم رحيل تلك الشمس الحمقاء لأجلس على شباك ذكرياتي واسترجع ألامي ألما ً تلو الأخر،.
أستذكر كل ما حدث وأتدارك كل ما سيحدث، أكنت حقاً حمقاء ليتسلل الحب من نافذتي بهذه السهولة، أم كنت أكثر شغف لخوض تجربةٍ سمعة بها ولم يسمح لي بالخوض بها أبداً، كنت متحمسةً لكسر قوانين عائلتي والدخول الى ساحة المحظورات التي وضعها أبائي وأجدادي، يا ليتني وقفت في نصف تلك الدائرة واستمعت بإنصات لتلك القوانين لعلّها اخرجتني من ما أنا بهِ الان، وحيدة لا خليل ولا صديق ،كل ما تبقى لي هو تلك الليالي الطويلة وذاك القمر المستمع ونافذتي البالية.