ميسر السردية
يقول مؤرخ العرب العلامة فيليب حتي، في ذخيرته تاريخ العرب المطول الجزء الثاني عن الحياة البيتية ابان العصر العباسي وخاصة مايتعلق بالمرأة ومكانتها وما طرأ عليها من صعود وهبوط حينذاك .
"تمتعت المرأة في العصر العباسي الأول بحظ من الحرية يعادل حظ المرأة الأموية ولكن ماكاد يبسط البويهيون نفوذهم في أواخر القرن العاشر حتى حُدت حريتها وعزلت عن الرجال ، ولم تكن حرية المرأة ونفوذها ظهورها في اوائل هذا العصر مقصورة على نساء الطبقة العالية كالخيزران زوجة المهدي (ام الرشيد) وعُلية بنته و زبيدة زوجة الرشيد (ام الأمين) وبوران زوجة المأمون بل تعدتها إلى نساء العامة، فكان هناك فتيات عربيات يخرجن إلى الحرب وينظمن ويناظرن الرجال في أسواق الأدب لطالما ازدهرت المجالس بمواهبهن الأدبية والموسيقية.
وفي حقبة الانحطاط السياسي التي تميزت بازدياد التسري وسقوط مستوى الآداب الجنسية وكثرة الانغماس في الملذات والتهتك تدنت منزلة المرأة الى الدركات التي تصفها (الف ليلة وليلة) حيث جُعلت المرأة مثال المكر والدسائس ومستودع الفساد والأفكار المنحطة.
َفي رسالة تعزية ارسلها ابو بكر الخوارزمي وهو اقدم من خلّف لنا رسائل أدبية من هذا النوع يقول أبو بكر إلى صديقه معزياً اياه على فقد ابنته :"ولولا ماذكرت من سترها ووقفت عليه من غرائب أمرها لكنت إلى التهنئة أقرب من التعزية، فإن ستر العورات من الحسنات ودفن البنات من المكرمات ونحن في زمن إذا قدم أحدنا فيه الحرمة فقد استكمل النعمة واذا زف كريمته إلى القبر فقد بلغ امنيته من الصهر".
تاريخ العرب المطول، ج٢، ص ١٧١.
*الصورة المرفقة مستوحاه للرائدة زبيدة بنت ابي جعفر التي يشار إليها في التاريخ العربي الإسلامي وعناياتها بالآداب والهندسة والبناء وشق الاقنية والعناية بالمحتاحين....يستطيع المهتم والمهمة خاصة بالحديث عن المرأة أيضا الإطلاع على مكانة سكينة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة كمثال في العصر الأموي. في الجزء الأول من ذات الموسوعة.........