المهندس سمير الحباشنة
أشقاء الروح الفلسطينيون يتشبثون بأرضهم بأظافرهم، ويقاتلون المحتل بأسنانهم، لكنهم عملياً وحدهم في مواجهة قوة عسكرية عاتية مدججة بأقوى الأسلحة الفتاكة، مدعومة من الغرب المنافق المنحاز ضد كل مُثُل الإنسانية التي يتشدق بها ولا يرى إلا بعين واحدة منحازة.
تخطط إسرائيل اليوم، في حربها المجنونة على شعبنا في غزة، إلى الشروع بنكبة ثانية بحق الشعب الفلسطيني .
وبدأت بالطلب من المواطنين الغزيين، بمكبرات الصوت والمناشير على وقع القصف الذي لا يهدأ، أن غادروا بيوتكم وغادروا المناطق الشمالية والوسطى نحو جنوب القطاع، أي المحاذية إلى الحدود المصرية وبعد ذلك خرج من يقول اذهب إلى مصر أو إلى سيناء لتعيش هناك، وبيان لاحق وبالتأكيد أمريكي الطلب بفتح ممر أمن لخروج الغزيّ وباتجاه واحد من غزة إلى مصر، أي تفريغ القطاع من أهله تمهيداً لضمه، كم حدث بالنسبة للجولان والقدس! لكننا نراهن على مصر وجيش مصر القوي، أن يقطع الطريق على هذه المؤامرة اللعينة، التي تريد تحقيق ما سبق، وإن تم التخطيط له في مراحل سابقة من مراحل القضية الفلسطينية بأن يطرد أبناء غزة نحو سيناء ومصر.
وأعود للأردن والضفة الغربية وأقول وأن قُدر لهذا السيناريو التآمري أن ينجح في غزة – لاسمح الله- فإن الخطوة الثانية ستتمثل باعادة تطبيق ما طُبق في غزة، على الضفة الغربية، بحيث يجري التصعيد والبدء بالقصف والقتل، يشبه مايتم حاليا في غزة لدفع أهل الضفة للنزوح شرقاً نحو الأردن. بهدف اكمال مشروع تفريغ فلسطين التاريخية من العرب الفلسطينيين، وبهذا يُستكمل المشروع التلمودي بالسيطرة التامة على أرض فلسطين، ولا أستبعد أن تشتمل مؤامرة التهجير على فلسطينيي الداخل.
من هنا، فأنا وغيري من أبناء هذا البلد المخلصين، الذي لا نرى غيره بلداً، نحذر منذ سنوات طويلة ونشدد على ضرورة أن نتجهز إلى يومِ كريهةٍ، و أن يتم تسليح البوادي و المخيمات والأرياف و المدن، و أن يعاد العمل بالخدمة الوطنية وأن يعاد العمل بالجيش الشعبي، فلا يجوز أن نسمح لإسرائيل أن تنجح بتطبيق مشروع نكبة ثانية، وهذا مشروع لن يتم إفشاله إلا بالتصدي الحازم القوي، فلا يفل الحديد إلا الحديد.
وبعد، حدود قطاع غزة مع مصر مسافة ضيقه، وهو ما يتيح لمصر وجيشها السيطرة عليها ومنع المؤامرة/ النكبة، أما نحن فهي جبهة تزيد حدودها عن 300 كم، و بالتالي فهي تحتاج إلى رجال، تحتاج إلى سواعد تقف إلى جانب الجيش البطل، و تمنع نكبة ثانية على حساب الشعب الفلسطيني و على حساب الأردن.
والله و مصلحة فلسطين و الأردن من وراء القصد