سيناريو يغير ملامح الشرق الاوسط
لا زلنا بحاجة الى الحقيقة ...بدون عاطفة
بدأت الجماعات المسلحة كلها تتضامن مع غزة ،ولكننا اليوم بحاجة الى سرد حقيقي وليست لسياسات للاستفادة من الوضع القائم في غزة .وكل هذا يزيد من الابادة البشرية في غزة وفلسطين المستمرة الى اليوم .
في خضم عمليات القرصنة من جماعة الحوثيين والتي أعلنوا عن أنفسهم أسم القوات المسلحة اليمنية ، نضع أنفسنا أمام سؤال هل نحن اليوم أمام حروب أقليمية ودولية أم أننا أمام تصفية حسابات وأجندات جديدة كلها تحت شعار نفديك يا غزة .اليوم ونحن نناقش سياسات متعددة نسأل هل الحوثيين تستغل هذه اللحظات للكسب شعبياً وسياسياً ولماذا لم تنتهي من أزمتها الداخلية في اليمن ،بدل أظهار أنفسهم بالسيطرة وإيمانهم الدائم بالموت والحروب الدائمة التي لا تنتهي .
وفي السياق نفسه نطرح لماذا الحوثيين بدل القرصنة والتهديد واستغلال المواقف الدعائية لماذا لم يتم الرد المباشر على اسرائيل؟ وعندما أطلقت صواريخها كان الرد في التصدي لها من الولايات المتحدة الامريكية ،هل هي مسرحية قابلة للتغيير ومنسقة ؟ .
و نتسأل ما هو الهدف من الاستهدافات الحوثيه على السفن التجارية ولمصلحة من ؟لا أعتقد بأن ما تفعله هو لمصلحة غزة وأنما هي أهداف أتمنى أن لا تكون هي الحقيقية وهي أنشاء قناة بن غوريون لتربط ايلات ببحر غزة وتصبح البديل لقناة السويس وما يجري بالبحر الاحمر يضعنا أمام قضايا متنوعة .ولن ننسى الحلم الاسرائيلي بقناة بن غوريون .وان ما يحصل بغزة يضعنا أمام تساؤل أخر هل اسرائيل حصلت على الضوء الاخضر مسبقاً للبدء بتنفيذ حلمها .الحقيقة المؤلمة أن حرب غزة وضعتنا أمام مجلدات من التساؤلات وخاصة قرب الانتخابات الامريكية او تخريب مشروع التطبيع السعودي ،وباعتقادي خروج ايران من المنطقة خاسرة من مواقعها التي أسستها في المنطقة وكبح جماحها هي وعملائها .
وانقلاب حماس عام 2007م على السلطة الفلسطينية وفصلها عن التراب الفلسطيني كان من ضمن الترتيبات لتفيذ ما حصل في 7102023م فالتناقضات كثيرة وخاصة عندما يتعلق الموضوع باسرائيل
لذلك تسعى اسرائيل دائماً وابداً وبتأييد من الدول الغربية الى القضاء على حماس واضعاف الفلسطينيين وطردهم من اراضيهم .
ولا بد من الرجوع الى الاشارة للحوثيين واستهدافهم للسفن الاسرائيلية وتحويل أمن البحر الاحمر الى ورقة تفاوض واكتساب شرعية محلية وخارجية من خلال هذه المواقف وما يثيره الحوثيين من تهديدات لا تنحصر في ادعاءاتهم بشأن غزة واعتقد كمراقب بأن هناك عوامل داخلية وخارجية تتعلق بوجودهم السياسي وهذه المواقف لهم التي لن تقف تأثيرها عند أمن دول الاقليم وسيادتها ومصالحها بل الى العالم ككل والى احزاب الدول المشتركة ببعضها ببعض.واضيف هنا بأن الحوثيين كانوا تحت مسمى منظمة ارهابية وبعدها تغير المسمى
و74يوماً لازالت الابادة للشعب الفلسطيني تتكرر والاصابات والوفيات والنزوح والتهجير في شتى المناطق بغزة وبالطبع انقطاع وسائل الاتصال والانترنت ببعض الاحيان الذي يحد بشكل كبير ما يجري في غزة، ولكن الى اليوم استشهاد أكثر من 19 الف شهيد واصابة أكثر من 51 الف جريح والمخفي أعظم .
هل نحن امام مسرح تمثيلي جديد يغير السيناريو بدول الشرق الاوسط والقضاء ليس على الفلسطينيين وحدهم بل على العرب أجمع وخلق قضايا حربية لتصل مآربها اسرائيل ودول الغرب .وهل نحن تحت خطة استعمارية جديدة تبدء وتنتهي ونحن نراقب غزة من بعد .لا زلنا بحاجة الى الحقيقة التي تغير من السيناريو القديم الذي نعرفه ونجهل السيناريو الجديد .أتمنى أن نصل سريعاً الى الحقيقة حتى لا تعود عقارب الساعة الى الوراء وكأنها لم تصل الى هذا الوقت وان نفكر بدون عواطف لأننا اليوم بحاجة الى لغة التفكير التي لم نستعملها من قبل . وإعادة دراسة السيناريو لكل ما نرى ونحلل الامور برؤية أعمق من قبل .
أمل الكردي