شريط الأخبار
الرواشدة يزور بيت الثقافة في لواء الشوبك محافظ المفرق يرعى انطلاق اليومي الوظيفي في قضاء دير الكهف / شاهد بالصور ولي العهد : جهود مميزة بذلها الفريق القائم على جناح الأردن في إكسبو اليابان 2025 متشاجرون يقتحمون مسجدا في مصر والامن يحقق رفع كسوة الكعبة المشرفة استعدادًا لموسم الحج نقابة التخليص: رفع العقوبات عن سوريا يزيد انسياب البضائع ويقلل كلف الشحن إكتشاف مهمّ... طريقة فعالة وسريعة لمُعالجة المصابين بـ"كورونا" طرق فعّالة لتخفيف نوبة الهلع "نظنها آمنة".. ممارسات شائعة قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان مع ارتفاع درجة حرارة الجو.. احرص على تناول هذه المشروبات لماذا نرغب في تناول الأطعمة الحارة؟ عوامل تسرع شيخوخة الدماغ 5 مشروبات صادمة تساعدك على النوم طريقة عمل السمك الفيليه مع بطاطس محمرة لايت.. صحية ولذيذة 4 ربطات تمنع شعرك من النمو تجنبيها واعرفي النوع الأفضل لحمايته من التلف كيف تحمين الحقيبة الجلدية من التقشير والتلف؟ سلطة المكرونة بالمايونيز مثل المطاعم كباب لحم مشوي بالفرن مدير المعهد القضائي يلتقي وفدا من المجلس الأعلى الفرنسي "الأرصاد": تناقص المنخفضات الجوية على مدار الموسم الشتوي الأخير

الماضي يكتب : رسالتي لسيدي ولي العهد ....لماذا لا نقرأ البادية من جديد؟

الماضي يكتب : رسالتي لسيدي ولي العهد ....لماذا لا نقرأ البادية من جديد؟
فايز الماضي

لاشك أن البادية الأردنية..قد شكلت الركيزة الأساس في البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للدولة الأردنية ....وقد اكتسب أبناؤها وعيا سياسيا مبكرا..تأثر وأثر..بالروح التحررية والعروبية والقومية التي كانت تجتاح ديارنا العربية والإسلامية آنذاك.

والى جانب عشائر وعائلات وأُسرٍ اردنية عريقة.. استوطنت المدن والأرياف..شكل أبناء البادية الملامح الاولى للدولة الأردنية الهاشمية... وكانوا بمجموعهم ....أُسرة اردنية واحدة ....هم عماد هذه الدولة الصلب..وعصبها المتين.. وسيفها البتار....وقد تعلموا من شظف عيشهم..الصبر وسعة الصدر..والحلم ..وتربوا على قيم وعادات وتقاليد سامية ونبيلة..توارثوها كابر عن كابر...وصقلتها الايام والسنين... وتقديراً من القيادة الهاشمية الحكيمة لدور أبناء العشائر في بناء الدولة...فقد إرتأت أن تمنحهم موقعاً شرفياً ورمزياً ارتبط بمؤسسة العرش وأسمته مستشارية العشائر .

وادراكاً من الدولة للظروف المعيشية والاقتصادية الخاصة التي رزحت تحتها البادية ردحاً من الزمن ولازالت ...وإبان الدور الرعوي للدولة ...فقد حظي أبناء البادية بالعديد من المكارم..وفي مقدمتها المكارم الدراسية..وأُستهدفت البادية بالمشاريع المتعلقة بالبنية التحتية من ماء وكهرباء ومدارس ومراكز صحية...إلا أن هذا الاستهداف قد قٓصُر عن قراءة البعدين الاقتصادي والتنموي لإقليم البادية الأردنية...وأجهز متنفذون وسياسيون طارئون وذوي أجندة على المكارم بحججٍ واهية... فأفرغوها من مضمونها الحقيقي.

وتُشكل البادية اليوم ....سلة غذاء الاردن...وخزان جنده ..وثروته التي لاتنضب...فضلاً عن موقعها الجيوسياسي..واطلالتها على دول ذات أثر فاعل على الساحة الدولية والإقليمية...وفي إطار التعاون البيني الثنائي وتشكل بعضها عمقاً استراتيجياً في البعدين الاقتصادي والسياسي إضافة إلى البعد الأمني .

وفي ظل التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي نعيش..لا ادري لماذا لا نطلق يد مستشارية العشائر في دور جديد..ورؤية جديدة ..تتعدى دورها البروتوكولي التقليدي..وتهدف إلى المزيد من التشبيك الفاعل والنشط مع مؤسسات الدولة المختلفة وذات الصلة ...لقراءة البادية من جديد. وتؤسس لولادة إقليم اقتصادي متكامل ...يرفع من سوية حياة الأردنيين وعيشهم ...ويحقق أبعاداً سياسية واقتصادية واجتماعية واقتصادية وأمنية .

وفي ضوء التحديات الأمنية...التي تعصف بهذا الإقليم ...من غربنا وشمالنا وشرقنا وجنوبنا..ونظراً للتنامي المهول لنوازع الإرهاب من حولنا ...واتساع رقعة مراتعه من فقر وبطالة وحاجة ...ما أحوجنا اليوم الى أن ننتشل شبابنا من آفة المخدرات ومن براثن الضياع واليأس والفراغ ...وأن نصنع من هذه التحديات .. فرصاً لحياة كريمة وهادئة ومستقرة..ومستقبل مشرق للأجيال القادمة.

ولعل القارئ المتفحص المعني بواقع البادية وشجونها ..يعلم حق العلم أنها مؤهلة لمثل هذا الطرح ...فأرضها زراعية وشاسعة ومترامية الأطراف ...ومصادر مياهها وفيرة ..ومصادرها الطبيعية مبشرة.... وصناديق تنميتها المعنية متعددة...يمكن دمجها واستثمارها .... والأيدي العاملة قادرة على الإنجاز والإنتاج ...واطلالتها على معابر ثلاث دول هامه ... تؤهلها لأن تؤسس لشراكات اقتصادية مع دول الجوار .

ورسالتي لسيدي ولي العهد..الامير الفارس الشاب الهُمام...أن يجعل من هذا الطرح واقعاً ملموساً..ذا أثر ..نلمسه ..وتذكره الأجيال القادمة.