شريط الأخبار
"قمة البحرين".. 23 بندا على جدول أعمال القادة العرب غدا «لا ماء ولا طعام ولا مراحيض»... مخيمات غزة تعاني ظروفاً «مهينة للإنسانية» «القسام»: مقتل 12 جندياً إسرائيلياً في عملية بمخيم جباليا وزير الصناعة: الأردن يسعى ليكون نواة مركز إقليمي لصناعة المحيكات ( ماذا فعلنا في الاردن لحماية الاسر الاردنيه ) بمناسبة اليوم العالمي للاسرة : الامم المتحده تحذر من تراجع مستوى رفاهية الأُسر اليوم الدولي للعيش بسلام:بفضل الهاشميين:الأردن قدوة عربيه في كونه دولة حاضنة للتنوّع والتّعددية والسلم المجتمعي الأردن عضو بهيئة الرقابة المالية والإدارية للمنظمة العربية للتنمية 9 بنود رئيسية على جدول أعمال القمة العربية الخميس في المنامة مفتي القدس المحتلة يحذر من حرب دينية بفعل العدوان الإسرائيلي الصفدي ووزراء خارجية عرب يبحثون جهود وقف الحرب المستعرة في غزة أورنج الأردن تعلن عن الفائزات في جائزة ملهمة التغيير باستخدام العالم الرقمي وفد تونسي يُشيد بالتجربة الأردنية في إنشاء مركز مكافحة الأوبئة الأمانة تنجز أتمتة الإعفاء من غرامة المسقفات والمعارف على أنظمة خدماتها الإلكترونية وفاة الشاب ماجد الفواعير جريمة غامضة.. أردني يقتل زوجته ويُنهي حياته في الولايات المتحدة الأمريكية لاحتلال يكشف عدد الفرق العسكرية التي تقاتل في غزة حاليًا ارتـفاع أسعار الـنفط عالميا قبل أن يبلغ 17 عاما .. لامين يامال يحطم رقما قياسيا في الليغا هل يجوز الجمع بين راتب العجز الإصابي والأجر من العمل؟ مدعي عام الجنائية الدولية: لن أرضخ لنفوذ أقوياء العالم

المجازر الاسرائيلية بحق ابناء الشعب الفلسطيني

المجازر الاسرائيلية بحق ابناء الشعب الفلسطيني
د. غازي فناطل العطنه

لقد لخصت عبارة دافيد بن غوريون، أول رئيس وزراء للكيان الاسرائيلي : "إن الوضع في فلسطين سيتم تسويته بالقوة العسكرية" أهم المنطلقات الاستراتيجية لتحقيق أهداف الحركة الصهيونية ودولة الاحتلال الاسرائيلي، وتنفيذ برامجها التوسعية في فلسطين والمنطقة العربية، فكانت المجازر المنظمة ضد أهالي القرى والمدن الفلسطينية من جانب العصابات الصهيونية، وجيش الاحتلال فيما بعد، من أبرز العناوين لتوجهات هذه الحركة، بهدف حمل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين على الرحيل من أرضهم وإحلال اليهود مكانهم.

بدأت المجازر الاسرائيلية بحق الفلسطينيين قبل الاعلان عن قيام دولة اسرائيل بنحو 11 عاما منذ كانت فلسطين تحت وصاية الانتداب البريطاني، الذي كان يتحمل مسؤولية حماية حياة المواطنين الفلسطينيين ، وخلال هذه الفترة ارتكبت العصابات الصهيونية: الاتسل وليحى والهاجاناة وفرقة البالماخ وعصابة شتيرن أكثر من 57 مجزرة ذهب ضحيتها أكثر من 5000 فلسطيني وآلاف الجرحى.

كانت أولى المجازر التي ارتكبتها هذه العصابات في مدينة حيفا بتاريخ 6 اذار 1937 حيث استشهد 18 فلسطينيا بعد انفجار قنبلة وضعت في سوق المدينة، وبعد عام واحد طورت العصابات الصهيونية أساليبها الإجرامية حيث استخدمت السيارات المفخخة، وحدث ذلك للمرة الأولى في حيفا أيضا عندما وضعت سيارتين ملغمتين في السوق، مما اسفر عن استشهاد 21 فلسطينيا وإصابة آخرين.

وفي مراحل لاحقة بدأت العصابات الصهيونية تستخدم الاسلحة الاكثر تطورا مثل قذائف المدفعية وقذائف الهاون والمورتر في مهاجمة الفلسطينيين العزّل في بلداتهم وقراهم، فكانت هذه العصابات تعمد الى تفجير المباني العامة والفنادق، كما كانت كثيرا ما تعمد الى مباغتة المواطنين الفلسطينيين في اوقات الليل، ولم تكن تستثني الاطفال والنساء والشيوخ من رصاصها، مما يدلل على أن هدفها يكمن في القضاء على ابناء الشعب الفلسطيني، وهذا ما تؤكده المجازر التي وقعت في دير ياسين واستشهد فيها 254 فلسطيني، ومجزرة بيت دراس التي استشهد فيها 260 فلسطيني، وكذلك قرية ابو زريق في حيفا التي استشهد معظم سكانها في ليلة واحدة، وهو يشبه ما حدث في مدينة الرملة عام 1948.

لجأت هذه العصابات في عدد من المجازر التي ارتكبتها الى التنكر بلباس القوات البريطانية، مستخدمة السيارات العسكرية البريطانية، وفي كثير من الاحيان لجأت إلى التمثيل بالجثث، كما حدث في مجزرة دير ياسين حيث قام الصهاينة بإلقاء الجثث في بئر القرية.

وطوال مدة احتلال الكيان الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، كان سجلّه حافلا بالمجازر الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال والمستوطنون اليهود بحق أبناء الشعب الفلسطيني. ولو القينا نظرة على تاريخ فلسطين المعاصر، لوجدنا عشرات المجازر التي نُفذت بدم بارد، ومن دون أي محاسبة أو ملاحقة قانونية لمرتكبيها من قيادات جيش الاحتلال أو العصابات الصهيونية.

وفي هذا الصدد، سنستعرض أبرز تلك المجازر: مجزرة بلد الشيخ: حدثت هذه المجزرة نتيجة غارة شنتها عصابة "الهاغاناه" الصهيونية في 31 كانون الأول 1947 على قرية بلد الشيخ الواقعة في الجنوب الشرقي لمدينة حيفا، حيث لاحقت سكانها المدنيين العزّل لعدة ساعات، الأمر الذي أسفر عن استشهاد نحو 60 منهم، اغلبهم من النساء والأطفال.

مجزرة دير ياسين: وقعت المجزرة في قرية دير ياسين الواقعة غربي مدينة القدس، وذلك في 9 نيسان 1948 على أيدي جماعتي "الأرغون" و"شتيرن" الصهيونيتين، ونتج عنها استشهاد نحو 300 من سكانها، ومعظمهم من الأطفال وكبار السن والنساء. وقد هدفت هذه المجزرة إلى تهجير الفلسطينيين إلى مناطق أُخرى من فلسطين والبلاد العربية المجاورة، عن طريق بث الرعب بين المدنيين في القرى والمدن الأُخرى.

مجزرة قرية أبو شوشة: وقد حدثت هذه المجزرة في قرية أبو شوشة الواقعة شرقي مدينة الرملة، في فجر يوم 14 أيار 1948، أي عشية موعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وفي أثناء الاستعدادات الأخيرة لقادة الحركة الصهيونية قُبيل إعلان قيام كيانهم على ارض فلسطين. وقد نتج من تلك المجزرة استشهاد نحو 60 من النساء والرجال والشيوخ وحتى الأطفال، وقد أطلق جنود لواء غيفعاتي الذي نفذ المجزرة النار حينها على كل شيء يتحرك من دون تمييز. مجزرة الطنطورة: في 23 أيار 1948، هاجمت الكتيبة رقم 33 التابعة للواء الإسكندروني قرية طنطورة الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط وعلى مقربة من مدينة حيفا، واحتلتها بعد ساعات من مقاومة أهالي البلدة لقوات الاحتلال الصهيوني. وقد خلفت هذه المجزرة نحو 200 شهيد، وتم دفنهم في قبر جماعي.

مجزرة قبية: طوقت وحدتان عسكريتان من قوات الاحتلال الاسرائيلي في 14 تشرين الأول 1953، بقيادة أريئيل شارون، رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق، قرية قبية الواقعة في الضفة الغربية غربي مدينة رام الله، وبعد قصف مدفعي مكثف استهدف المساكن، اقتحمتها القوات المدججة بأحدث الأسلحة مطلقة النار بصورة عشوائية على المدنيين العزّل، وعمد بعض الجنود إلى وضع شحنات متفجرة حول بعض المنازل، فنسفتها فوق ساكنيها.

وقبل ذلك، رابط هؤلاء الجنود بالقرب من المنازل، وأطلقوا النار على كل من حاول الفرار، فكانت حصيلة هذه المجزرة استشهاد 67 شخصاً، من الرجال والنساء والأطفال. مجزرة خان يونس: نفذ جيش الاحتلال الصهيوني في 3 تشرين الثاني 1956 مجزرة بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة، فراح ضحيتها أكثر من 250 شهيداً، بعد أن قامت قواته بتجميع بعضهم في الساحات العامة وإطلاق وابل من الرصاص عليهم.

وبعد تسعة أيام من المجزرة الأولى، أي في 12 تشرين الثاني ، نفذت وحدة من الجيش مجزرة وحشية أُخرى، راح ضحيتها نحو 275 شهيداً من المدنيين في المخيم نفسه. مجزرة صبرا وشاتيلا: وقعت هذه المجزرة في مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وذلك بين 16 و18 أيلول 1982، بعد اجتياح جيش الاحتلال الاسرائيلي، بقيادة أريئيل شارون للعاصمة بيروت، حيث تعرض المخيم لحصار ثم قصف متواصل خلّف سقوط 1500 شهيد من الفلسطينيين واللبنانيين العزل، بينهم مئات الأطفال والنساء.

مجزرة الحرم الإبراهيمي: وهي مجزرة نفذها الطبيب اليهودي باروخ غولدشتاين في مدينة الخليل فجر 25 شباط 1994، برفقة عدد من المستوطنين وجنود الاحتلال، بحق المصلين الفلسطينيين في المسجد الإبراهيمي خلال أدائهم صلاة فجر الجمعة الموافق للخامس عشر من شهر رمضان المبارك 1414هـ. وقد استشهد في هذه المجزرة 29 مصلياً، في حين نجح بعض المصلين في الانقضاض على باروخ وقتله.

مجزرة جنين: في الفترة بين 1 و11 نيسان 2002، اقتحمت آلاف القوات الاسرائيلية مدينة جنين بحجة القضاء على المقاومة، وقامت حينها بارتكاب أعمال القتل العشوائي، واستخدام الدروع البشرية، ومنع وصول الغذاء والدواء والمساعدات الطبية إلى أهالي المدينة.

وقد استشهد في هذه المجزرة أكثر من 500 فلسطيني، معظمهم من المدنيين العزل. تشرين الأول، شهر الزيتون والمجازر لشهر تشرين الأول خصوصية ومكانة تاريخية عند الشعب الفلسطيني، يكاد لا ينازعه عليها أي من الأشهر؛ فهو شهر الزيتون والبذل والعطاء للأرض، لكن جرائم الاحتلال الاسرائيلي التي لا تتوقف يوماً، بل تمضي في وحشيتها وجنونها وعربدتها، جعلت من هذا الشهر مصدراً لجرح لا يندمل، ولأوجاع تبدد أحلام الفلسطينيين، بفعل رصاص الغدر المنبعث من سلوك همجي لا يقدم عليه إلاّ جيش تسلح بالإجرام، وتجرد من كل القيم والأخلاق، واستعاض عنهما بالتوحش.

في تشرين الأول الدامي، تتوقف ذكريات الفلسطينيين، وتتناثر أحلامهم مع تناثر قطرات دمهم المسفوك من قبية وكفر قاسم إلى القدس وغزة، وهذا بفعل رصاص الجُبن والخِسّة، ومجازر اعتادوا عليها في هذا الشهر تختزل سادية الاحتلال، وتذكّرهم في كل عام بغطرسته وإجرامه.

مجزرة كفر قاسم: بعد ثلاث سنوات على مجزرة قبية، وفي 29 تشرين الأول 1956، كان جنود من حرس الحدود الاسرائيلي على موعد مع مجزرة جديدة، وهذه المرة في قرية كفر قاسم شرقي مدينة يافا المحتلة منذ سنة 1948.

فعشية العدوان الثلاثي على مصر، فرضت قيادة جيش الاحتلال صباح ذلك اليوم حظراً مفاجئاً للتجول على أهالي عدة قرى فلسطينية ، ومنها كفر قاسم، التي كان سكانها عائدين مساء إلى بيوتهم من حقولهم في أثناء موسم الزيتون، ولم يكونوا حينها يعلمون بموعد بدء سريان الحظر.

وكانت التعليمات الموجهة إلى الجنود أن يكون تنفيذ حظر التجول صارماً، وهذا عن طريق إطلاق النار على كل مخالف له.

ولدى عودة المئات من أهالي القرية إلى بيوتهم، كان جنود الاحتلال بانتظارهم، فعاجلوهم بإطلاق الرصاص عليهم، ليرتقي جراء ذلك 49 شهيداً، منهم 23 طفلاً دون سن الثامنة عشر، بدم بارد وخلال ساعة واحدة فقط، بالإضافة إلى أضعافهم من الجرحى، ولم تبق عائلة في القرية إلاّ ولها نصيب من الضحايا.

وحدث أن أُبيدت عائلة بأكملها في هذه المجزرة الوحشية، وكان قوامها 14 فرداً، لترتوي أشجار الزيتون في كفر قاسم بدماء الشهداء الطاهرة.

مجزرة المسجد الأقصى: وقعت هذه المجزرة حينما حاول متطرفون يهود، يُطلق عليهم اسم "أمناء جبل الهيكل"، وضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم في ساحة المسجد الأقصى، وذلك في 8 تشرين الأول 1990، فقام أهالي مدينة القدس بمحاولات لمنعهم من تدنيس المسجد، الأمر الذي أدى إلى وقوع اشتباكات بين المتطرفين اليهود الذين يقودهم جرشون سلمون ونحو خمسة آلاف فلسطيني قصدوا الأقصى لأداء صلاة الظهر فيه، وتدخّل حينها جنود الاحتلال الموجودون بكثافة داخل الحرم القدسي، وأمطروا المصلين بوابل من الرصاص، من دون تمييز بين طفل وامرأة وشيخ، وهو ما أدى إلى استشهاد نحو 21 فلسطينياً.

مجزرة مستشفى المعمداني: وفي تشرين الأول 2023، مجازر الاحتلال الصهيوني، وهذه المرة في مدينة غزة، فتتعانق دماء أهلها مع دماء أهالي قبية وكفر قاسم والقدس، في يوميات القتل والإجرام التي يتلذذ عبرها جيش الاحتلال بدم الأطفال والشيوخ والنساء، فتتوالى قوافل الشهداء، ومن دون أن يقتل هذا المشهد الإجرامي الدامي إحساس الفلسطيني بالحياة، أو الإبقاء على روح الكفاح والمقاومة في داخله، وهو صاحب الحق الشرعي في أرضه.

وما زالت الة الحرب الاسرائيلية تواصل عدوانها الغاشم على ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وسائر مدن الضفة الغربية، ضاربة بعرض الحائط كل العهود والمواثيق الدولية، التي تكفل للشعب الفلسطيني حريته، واقامة دولته المستقلة.