شريط الأخبار
الخريشة: الأردن سيشهد ولادة برلمان قائم على الكتل البرلمانية والحزبية الفايز: لقاء الملك مع إدارة العبدلي دليل راسخ على رؤى توطين الاستثمارات والاعتزاز بالمنجزات الفيصلي يؤجل حسم الدوري ويفوز برباعية على سحاب السعودية .. أوامر ملكية بإعفاء وتعيين مسؤولين بمراتب عليا في الدولة قرارات مجلس الوزراء.. إدارة الموارد البشرية والخدمة المدنية ورسوم الطيران المدني المنتخب الوطني للتايكواندو يستهل مشواره ببطولة آسيا "الإسلامي الأردني" أفضل مؤسسة مالية إسلامية لعام 2024 الاتحاد الأوروبي يطالب بمحاسبة "إسرائيليين" يهاجمون قوافل مساعدات لغزة منتخب التايكواندو يخوض أولى منافساته في بطولة آسيا غداW العثور على شاب اختفى منذ قرابة 30 عاما في الجزائر بن غفير: يجب استبدال غالانت لتحقيق أهداف الحرب نجم ريال مدريد سابقاً سالغادو يزور الأردن الملك يصل إلى البحرين لترؤس الوفد الأردني في القمة العربية الخارجية : لا أردنيين بين ضحايا فيضانات إندونيسيا وكينيا الملك يتوجه إلى البحرين لترؤس الوفد الأردني في القمة العربية الملك ورئيس وزراء إيرلندا يبحثان هاتفيا الأوضاع الخطيرة بغزة الملك وولي العهد يحضران الجلسة الرئيسية للقمة الإقليمية للمحيطات مصدر مسؤول: إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى الأردن في آذار الماضي "قمة البحرين".. 23 بندا على جدول أعمال القادة العرب غدا «لا ماء ولا طعام ولا مراحيض»... مخيمات غزة تعاني ظروفاً «مهينة للإنسانية»

تراشق دبلوماسي أردني سوري رياح سموم المخدرات والسلاح القادمة من سورية تغطي أجواء الأردن العسكرية والدبلوماسية والياسمين الشامي يلطفها

تراشق دبلوماسي أردني سوري  رياح سموم المخدرات والسلاح القادمة من سورية تغطي أجواء الأردن العسكرية والدبلوماسية والياسمين الشامي يلطفها
كتب : عبد الله اليماني

جراء ازدياد عمليات تهريب المخدرات والسلاح من سورية الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية ، يحدث تبادل انزعاج في كلا البلدين الأردن وسورية . وظهر ذلك جليا خلال اللقاء الذي دعا إلية القائم بأعمال السفير السوري في عمان السفير عصام نيال : حيث كشف انزعاج الدولة السورية ، من قيام الأردن بضرب ، عدد من الأراضي السورية ، بذريعة استمرار تعرضه ، إلى عمليات تهريب المخدرات والسلاح إلى أراضيه .
وقد نقل السفير عصام : انزعاج سورية عبر ، رسائل دبلوماسية سياسيه هادئة ، أرسلها إلى الأردن ، وهي رسائل عتاب رقيقه محملة بالود، مضمونها رسائل عسكرية وأمنية ، ودبلوماسية ، بين فيها أن بلاده قامت بإرسال ( خمس ) ، رسائل عسكرية وأمنية إلى الأردن ، ورسالة سياسية إلى وزير الخارجية ( ألصفدي ) ، ولم يتم الاستجابة لها والرد عليها .
جاء ذلك أثناء حديث السفير: مع نخبة ( شخصيات حزبية ونقابية وإعلامية وصحافية ) ، وهي رسائل رقيقه غير منفعلة ، هادئة لا تعبر عن ( انبعاث رائحة المخدرات والسلاح ) ، نتيجة عمليات تهريبا م ن سورية وإدخالها إلى الأردن . رسائل تحمل في طياتها عطر الياسمين الشامي ، الذي يعمل على تلطيف الأجواء المشحونة برائحته العطرية .
رسائل بعيده كل البعد عن ظاهرة إطلاق التهديد والوعيد، وتبادل التوتر العسكري والدبلوماسي بين البلدين . وهي رسائل موجه من قبل مركز القرار السوري إلى نظرائهم الأردنيين .
رسائل تؤكد أن سورية ، تتعرض إلى حملة عسكرية أردنية، من دون تنسيق مسبق مع الجانب السوري، وسابق إنذار .يرافقها شن حملة إعلامية أردنية ، تؤشر بكل وضوح إلى اتهام سورية ، بأنها غير جادة ، في مواجهة تهريب المخدرات والسلاح إلى الأراضي الأردنية .
والرسائل السورية ، تكشف حرصها على مواجهة مهربي المخدرات ، وتجار السلاح ، وأنها على استعداد تام ، لبذل أية جهود لمنع ، واو تحد من دخول المخدرات ، والسلاح إلى الأردن .
وتحمل في طياتها سعي سورية، نحو إزالة اية عوائق ، وشوائب قد تعيق ( مسيرة العلاقات الثنائية السورية الأردنية ) . رسائل توضح بشكل لا لبس فيه أن ( أبواب وقلوب وأيادي ) الأخوة في سورية مفتوحة . ولا تحمل اية دعوة إلى التهديد والتصعيد أو الوعيد ، أو تؤدي في نهاية المطاف إلى ( القطيعة ) .فالعلاقات الأردنية السورية ، كانت ولا زالت مبنية ، كما يصفها السفير السوري: عنوانها ( الاحترام المتبادل ) ، وهي علاقات ( بلدين جارين ) ، تربطهما صلات الأخوة والقربى الاجتماعية . و(كلاهما مكملين لبعضهما البعض ، وهما بأمس الحاجة لها ) .
والذي لم يقله سعادة السفير : في لقائه مع عدد من الشخصيات الأردنية الحزبية والسياسية والصحافية والإعلامية .
قاله السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد : خلال مقابلة أجرته معه قناة ( سكاي نيوز) ، حول مسألة عبور المخدرات من سوريه إلى الأردن، إن ( تجارة المخدرات ) كعبور وكاستيطان هي ( موجودة لم تتوقف دائمًا ) ، وهذه حقيقة.
ولكن عندما تكون هناك ( حرب وضعف للدولة ) ، فلابد أن ( تزدهر هذه التجارة) ، وهذا ( شيء طبيعي ) .
وحمل الرئيس الأسد : خلال مقابلتة التي بثت في 9 من آب 2023 م ، أن مسؤولية تهريب المخدرات والسلاح ، إلى الدول التي أسهمت بخلق ، ( الفوضى في سورية ) ، وليست ( الدولة السورية) .
ومن جانبه قال : الملك عبد الله الثاني ، في أيلول من العام الماضي ، إنه غير ( متأكد ) ، مما إذا كان ( الرئيس الأسد ) ، هو المسؤول الكامل عن البلاد ، في ضوء المشكلة الكبرى ، المتمثلة بتهريب المخدرات ، والأسلحة إلى الأردن.
وأن ( الرئيس بشار ) لا يريد أن يحدث ذلك، ولا يريد صراعًا مع الأردن، لا ( أعرف مدى سيطرته) .
وبحث وزير الخارجية ( ألصفدي ) ، خلال زيارته إلى سورية ، مع سيادة الرئيس الأسد ، الخطر الذي يمثّله ، ( تهريب المخدّرات والسلاح من سورية إلى الأردن ) ، على ضرورة التعاون لمواجهته.
وخلال زيارتة التقى ( ألصفدي) نظيره فيصل المقداد. ونتج عن هذه الزيارة ( الاتّفاق بين الوزيرين ) على ( تشكيل لجنة مشتركة لمكافحة تهريب المخدرات) .
وهنا يقول السفير : أود إيضاح الحقيقة الغائبة عن الأردنيين ، فيما يقال ويكتب ، في وسائل الأعلام والتواصل الاجتماعي ، أن ( سورية لا تتعاون مع الأردن ) ، في مكافحة تجارة المخدرات والسلاح .
ويضيف السفير : تقوم السفارة السورية في عمان، في تزويد الخارجية الأردنية ، بأسماء تجار المخدرات المقبوض عليهم ، وكميات المخدرات والسلاح المضبوطة في نهاية كل شهر . وبنظرنا هذا يعتبر جهدا كبيرا تبذله سورية في مكافحة المخدرات.
ووجهة النظر الأردنية تعني انه غير ، مقتنع في الإجراءات ، الضعيفة التي تتخذها سورية ، والتي لاتسمن ولا تعني ، عن وقف نشاط ، تجار مهربي المخدرات ، وتجار السلاح ، وتعمل على وقف استهداف الأراضي الأردنية ، من هنا يقوم الأردن ، بشن غاراته العسكرية ، على الأراضي السورية. ويساند الأردن ، بعض الدول العربية المتضررة من هذا الملف .
وقد جرى بحث هذا الملف في اجتماع ، وزراء خارجية ، ( مصر ، العراق ، السعودية ، الأردن ، لبنان، وسورية) ، الذي عقد اجتماعه اليتيم في آب 2023م. وهدفه تطبيق ( المبادرة الأردنية) ، المتضمنة (حل مشكلة المخدرات). القادمة من سورية إلى الأردن.
كونها ظاهرة في ازدياد المخدرات مستمر .وتم بحث التعاون المشترك في مواجهة ( خطر المخدرات ومصادر إنتاجها وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات التهريب عبر الحدود نحو( الأردن ) . ويصر الأردن على أن سورية ، لا تمتلك زمام أمور سيطرتها على أراضيها . لان هناك أراضي تحت السيطرة الأمريكية والكردية والتركية والإيرانية وحزب الله.
ومن هنا الأردن ، يتعامل الأردن بحزم مع عصابات تجارة المخدرات والسلاح ، القادمين إلية من سورية ، ومن ضمنهم ( عصابات سورية ) بغض الطرف عن الذي يدعمها ، وهناك مليشيات مدعومة من( إيران ) ، موجودة في سورية ، و( حزب الله اللبناني) . وجميعهم معرفون لدى سورية ، وحتى السكان السوريين في المناطق التي تتواجد فيها ( مصانع المخدرات والتجار ) .
فمن غير المعقول والمقبول ، أن الجيش العربي السوري ورجال قوى الأمن السوري الأبطال ، لا يعرفون كل كبيرة وصغيرة ، عما يجري في سورية . فلا احد يصدق أنهم لا يعلمون ، ما يجري على الأراضي السورية وخارجها .
وهم الذين خاضوا معارك مصيرية ، طيلة سنوات المؤامرة ، التي تعرضت لها سورية ، وخرجت منها منتصرة . فهؤلاء دولة داخل الدولة السورية ، وهذا يعني أن وجودهم معروف لديهم .وهم الذين يتحركون بكل سهولة ويسر على الأراضي السورية .ويقدر الأردن أن لا سلطان للدولة السورية ، إلا على المناطق الواقعة تحت سيطرتها . من هنا يتواصل تهديد ( أمن واستقرار ) الأردن .
وطالما استمر، انتشار غبار زوابع ، حركة ( تهريب المخدرات والسلاح) ، قادمة من الأجواء السورية يبقى تهديد الأردن مستمرا .
من هنا يرى الأردن أن الأخوة في سورية ، غير جادين وقادرين ومتمكنين ، من السيطرة على الضالعين من ( حيتان التصنيع والتهريب المخدرات والسلاح ) في أراضيهم ، حيث يتم تحت سمعهم وبصرهم ( تدريب وتأهيل عصابات المهربين) ، ويقوم الأردن بضبط الشحنات، العابرة للحدود باستمرار.
وان ما يتم تزويد الأردن فيه ، من أسماء ألقى القبض ، عليهم في الداخل السوري لا يمثل شيئا .
والأخوة في سورية يعلمون ، علم اليقين من هم ، ( حيتان تهريب المخدرات والسلاح ) ، ومن يقف معهم ويدعمهم في سورية ، وآماكن تواجدهم ، وأسماؤهم ، والجهات الداخلية والخارجية التي تعمل معهم وتساندهم.
ويوضح سعادة السفير بقولة : إلى أن الناجين من ( المهربين وتجار المخدرات والسلاح يهربون سالمين ) ، ولو كان هناك تنسيق لكنا( القينا عليهم القبض) ، قبل أن يفروا من القصف وبعده .
حيث يغادرون الأماكن ، تاركين السكان ضحايا لنشاطهم الإجرامي ، وان نجاتهم وسلامتهم في مناطق ( تصنيع وتهريب المخدرات ) . تشكل خطرا على بلدينا . ومن هنا نؤكد ، على استمرارية التعاون لأنه من مصلحة بلدينا. ولذا نشدد على وجود التعاون ، والتنسيق فيما بين بلدينا .
وبين سعادة السفير: أن مادة المخدرات ( الكريستال ) ، تأتي من الشمال السوري ، وهي المناطق التي يسيطر عليها الأكراد .
+ لماذا تشكلت اللجنة الأردنية السورية وعقدت اجتماعها الأول ؟
لقد جاء تشكيل اللجنة على اثر التقاء ، وزير الخارجية ألصفدي، بمسؤولين سوريين في دمشق، وناقشوا العديد من القضايا ، التي تهم البلدين ، وأولاها ( تهريب المخدرات والسلاح ) . ومن نتيجتها عقد قادة الجيش والاستخبارات في البلدين اجتماعهم . في الأول من أيار العام الماضي في عمان ، وفيه شكلت لجنه أردنية سورية مشتركة مكونه من ، ( رئيس هيئة الأركان المشتركة ) اللواء الركن يوسف الحنيطي، و( مدير المخابرات العامة ) اللواء أحمد حسني، ومن ( الجانب السوري( نائب القائد العام ووزير الدفاع ) العماد علي محمود عباس، و( مدير المخابرات العامة ) اللواء حسام لوقا.
وخلالها وضع الأردن ، في الغرفة المغلقة ، ( ملفا كبيرا ) على طاولة الاجتماع ، أمام المسؤولين السوريين ، يتضمن ( عمليات تهريب المخدرات والسلاح ) ، من الأراضي السورية ، إلى الأراضي الأردنية . حيث يعتبر ( ملف المخدرات والسلاح ) ، تهديدا لأمن واستقرار الأردن ، وهو يشكل تحديا للجيش الأردني واستنفارا له ، وقلقا أمنيا أردنيا.
وكشف وزير الخارجية ألصفدي ، أن من بين ( ثلاث عمليات تهريب من سوريا تنجح واحدة) . فلهذا سورية جهودها لم تثمر جهودها في منع وصول المخدرات نحو الأردن.
وهذه هي القضية الجوهرية التي ناقشتها اللجنة ، في هذا الاجتماع ( اليتيم ) ، كما يقول سعادة السفير.ويضيف : هدف تشكيل اللجنة المشتركة ، وضع تصور من قبل البلدين ( لمواجهة خطر السلاح وتهريب المخدرات ، ومصادر إنتاجها وأماكن تهريبها. والجهات السورية والعربية والدولية، التي تنظمها وتديرها وتقوم في تنفيذها ، وتزودهم بالمخدرات ) . ومواجهة هذا الخطر المتصاعد على المنطقة برمتها. وتهريبها إلى الحدود الأردنية.
وحرص البلدين على ( سرعة تبادل المعلومات ، والاتصالات السلكية واللاسلكية )، والعمل على ( موافاة الجانب السوري بأسماء الموقوفين السوريين لدى الأردن ، وهذا الاجتماع هو الوحيد الذي جرى بين الجانبين الأردني والسوري ، ولم يتبعه أي لقاء آخر .
وبين السفير : أن كل العمليات العسكرية الأردنية ، التي تعرضت لها الأراضي السورية ، كانت من دون تنسيق بين البلدين .
و من بعد هذا اللقاء وملفه الضخم الذي وضعه الأردن على طاولة البحث والتنفيذ ، وعدم قيام سورية باتخاذ إجراءات فورية على ارض الواقع ، أبدى الأردن انزعاجه ، من عدم إيفاء الجانب السوري، بالتزاماته العسكرية والأمنية ، لحفظ سلامة ، ( امن الحدود السورية الأردنية ) ، ( المحمية أردنيا ) .
ورغم ذلك لم يوجه الأردن أصابع الاتهام إلى سورية في ( صناعة وتجارة وتهريب المخدرات والسلاح ) إلية، وإنما وجهها إلى مجموعات إرهابية تتواجد في سورية ، منها ما هو موالي لـ ( إيران ) في الدرجة الأولى . والسوريين المتعاونين معهم ، فهذا عائد لتردي الأوضاع الاقتصادية في سورية. نظرا لقيام أميركا بفرض قانون قيصر على سوريه.
ومن المحزن أن ما تم بحثه ، وعرضه وطلب تنفيذه بقي ( حبرا على ورق ) لم يفض ، إلى ( اتخاذ إجراءات ملموسة ) ، على أرض الواقع ، وعلى العكس فقد أخذت عمليات التهريب منحى تصاعدي لتصل إلى حد تهريب الأسلحة الثقيلة والمتفجرات. فزاد ( تهريب المخدرات والسلاح إلى الأردن والدول العربية ) .
وبدأ ( حيتان تهريب المخدرات والسلاح ) في الضغط على الأردن بإدخال وسائل جديدة منها ( استخدام الطائرات المُسيّرة ، الدرون ) ، في ( تهريب المخدرات والسلاح والمواد المتفجرة ) من خلالها ونقلها من سورية إلى الأردن .
ويوضح السفير : أن هدف تشكيل اللجنة المشتركة هو ( سرعة تبادل المعلومات ،والاتصالات السلكية واللاسلكية )، لمواجهة ( خطر المخدرات ومصادر إنتاجه وتهريبه، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريبه ) ، عبر الحدود إلى الأردن، و( موافاة الجانب السوري ، بأسماء الموقوفين السوريين ، لدى الأردن ومعرفة الجهات، التي تزودهم بالمخدرات ) .
ويعلم الأخوة في سورية ، أن الملك عبد الله الثاني ، زار الحدود الأردنية السورية ، مرات عديدة ، وجه جلالته خلالها رسائل ، تتضمن إصرار الجيش ، ( القوات المسلحة الأردنية ) ، على مواجهة تجار المخدرات والسلاح العابر للحدود.
ويقول السفير : أن كل العمليات العسكرية الأردنية التي تعرضت لها الأراضي السورية تمت من دون تنسيق بين البلدين . وإعلام الجهات السورية المختصة . وكـأن لسان السفير يقول : كيف تتعامل سورية مع الأردن ، وهي غائبة عن إجراءاته العسكرية؟
ومع ذلك نحن نتفهم حالة القلق الأردني ، من تزايد عمليات التهريب إلى أراضية ، وهذه الآفة تشكل لنا قلقا كبيرا ونقوم بمحاربتها.
وكشف السفير : أن هناك بعض المناطق لا سيطرة سورية عليها ، منها الكنف والسويداء ودرعا ، ومثلث الحدود الأردنية السورية . والموجودين في التنف شلة ( زعران ) يطلقون على أنفسهم مغاوير الثورة. وأننا على ( استعداد تام ) لتسيير دوريات عسكرية وأمنية، مشتركة على الحدود ، وتنفيذ اية فكرة لضبط الحدود . ومثلما المصلحة أردنية هي سورية ، ونحن جاهزون للتعاون والتنسيق المشترك ، فيما بيننا ، وهذا قدرنا فالعدو يستهدف الجميع .
وأننا بظل الظروف المعروفة لدى الجميع مطالبون في تجاوز ظهور اية ، مشاكل تعيق تطوير العلاقات الثنائية بيننا . خاصة وانه ويربط بلدين ، روابط عشائرية وتجارية ، وان تهريب المخدرات مضرة لنا جميعا .
والخلاصة من رسائل السفير عصام نيال : أنها ترتكز على خدمة البلدين والشعبين الشقيقين، وتحمل المحبة الكبيرة ، من الشعب السوري ، وأن امن واستقرار الأردن يهم سورية ، مثلما يهم الأردن امن واستقرار سورية. والدور الأردني نحو عودة سورية إلى البيت العربي ( ألجامعه العربية ) مقدر سوريا . وكذلك احتضان الأردن لآلاف السوريين ، حيث يلقون كل رعاية وعناية واهتمام .
ويعني وجوده هنا هو دعوة سورية ، كلما اقتربتم خطوة نحونا ، هرولنا نحوكم خطوات . وان من يعتدي على امن وسلامة بلدينا وشعبينا ، سنتصدى له ولا يستطيع احد أن يسيء للعلاقات السورية الأردنية ، وسنتجاهل كل المعيقات والمحبطات .
ومستمرون وحريصون على طريق التنسيق ، والتعاون بين بلدينا ، في شتى المجالات، مثمنين مواقف الأردن ، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني تجاه سورية وحرص جلالته على وحدة سورية ، بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد ، وعلى تماسك الشعب وسلامة أراضينا .
وبعد حديث السفير : من القلب إلى القلب ، لا يوجد هناك ما يمنع أو يعيق أي تعاون بين البلدين . خاصة وان سورية تحملت خلال سنوات الحرب المدمرة ، والتي فرضت عليها ، وما زالت تتحمل نتائجها الكارثية . أكثر مما تتحمله اليوم ، جراء وجود صناعة وتجارة ومهربي وتجار المخدرات على أراضيها .فهناك ( سوريين ومليشيات مدعومة من إيران وحزب الله اللبناني) .
وتتواجد العصابات في قرى جنوبي وشرقي السويداء، وبينهم ( رجال الكرامة) ، وهي اكبر الفصائل العسكرية في السويداء، لقربها من الحدود الأردنية، ومن أبرزها ( الشعاب، وملح، وعرمان) ، وصلخد التي يوجد فيها عصابة السعدي ، وهي أبرز عصابات تهريب المخدرات في الريف الجنوبي للسويداء.
وكذا بلدتي الأكيدر ونصيب جنوب شرقي درعا ، على الحدود السورية الأردنية. والسويداء في جنوب سوريا ، قرب الحدود المشتركة الأردنية السورية العراقية .
وهناك معلومات صحافية تشير ، إلى أنّ سورية تنتج( 80% ) من إنتاج ، مخدرات ( الكبتاجون العالمي ) . بالتعاون مع ( حزب الله ) اللبناني، ويهرب إلى الأردن عبر الحدود الأردنية السورية ، وتستهدِف أسواق الخليج العربي، وعبر ميناء اللاذقية للسوق الأوروبي.
ويوجد في سورية ( أحد عشر مصنعا ) رئيسا. و ( 80 ) معملًا في منطقة درعا، توفِر دخلًا سنويا يقدر من( 5.6 ) من مليارات الدولارات. وهي منتشرة في عموم المحافظات السورية، ك ( السويداء ، وحلب والمناطق الساحلية.
إن أهم ما ( يقلق الأردن ) إلى جانب ( تهريب المخدرات والسلاح ) ، هو الوجود ( الإيراني ) ، في الجنوب السوري ، وهذا حل بعد انسحاب روسية ، من الجنوب السوري ، وانشغالها في الحرب الأوكرانيّة، من هنا جاء التمدد الإيراني في هذه المناطق الحدودية . حيث قامت ( إيران ) بنشر مليشيات ( الفاطميين ) التابعين لها، وهم من الجنسية الأفغانية، وعددهم يتجاوز( 10 ) عشرة آلاف مقاتل ، وتم تدريبهم في القواعد الإيرانية في سورية ، منها (قاعدة الإمام علي ) في ( البو كمال)، وقاعدة الإمام ( الاشتر في درعا).
ويرتدون ( لباس الجيش السوري النظامي) ، وينتشرون على طول الحدود الأردنية السورية. ووجودهم حول الحدود ساحة حرب متوترة، ومسرحا للاشتباكات بين ( حرس الحدود الأردنية ) ، وعصابات مهربي المخدرات والسلاح . حيث يعملون بتوجيه من إيران ، على زعزعة امن واستقرار الأردن.
إن قضية تهريب المخدرات والسلاح ، من سورية هي قضية كبيرة ، والعصابات العاملة فيها عصابات ( سورية ودولية) ، ويستغلون كل ثغرة موجودة في ، الحدود الأردنية السورية ، من ( درعا غربا حتى المثلث الحدودي الأردني السوري العراقي شرقا ) . التي يتجاوز طولها أكثر من( 375 ) كيلو مترا.
وإذا لم يحل هذا الملف برمته ، وتقوم الدولة السورية في منع إيران من تهديد امن واستقرار الأردن أتوقع استمرارية تراشق البلدين في البيانات والقصف العسكري سيد الموقف. ( لا مبرر لمثل هذه العمليات داخل الأراضي السورية) . وان ( تهريب المخدرات والسلاح يمثل ( خطرا يهدد الأمن والاستقرار الوطني الأردني ) .