شريط الأخبار
«مستقلة الانتخاب» توضح احتساب «العتبة» بالقوائم الحزبية مؤتمر سلام دولي لحل القضية الفلسطينية في البحرين الملك وولي العهد يعزيان بوفاة الوزير الأسبق السحيمات ( توفر 21 الف فرصة عمل ) تزامنا مع زيارة الخيرالملكيه للزرقاء: د. الخصاونه يفتتح اكبر مدينة صناعيه في المملكه ( أسماء ومقابلات ) الملك يكرم شخصيات ومؤسسات في الزرقاء بالانعام عليهم بميدالية اليوبيل الفضي ( شاهد بالصور) تزامنا مع زيارة الملك وولي العهد لمحافظة الزرقاء: العيسوي يفتتح متنزه بلديه الزرقاء بعد تحديثه بتوجيه ملكي ( بالصور) الملك من الزرقاء لكل الاردنيين : الانتخابات النيابية محطة مهمة في عملية التحديث السياسي وتحتاج لمشاركة الجميع افتتاح فعاليات المنتدى العلمي الثاني لصيدلة عمان الأهلية اللواء المعايطة يرعى تخريج مستجدي الأمن العام انطلاق اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لقمة البحرين بدء اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية في المنامة الأردن يدين اقتحام المسجد الأقصى ورفع العلم الإسرائيلي في ساحاته سفير الأردن في البحرين: تطابق موقف البلدين تجاه قضايا عدة على رأسها القضية الفلسطينية ابوزيد: هكذا ورطت المقاومة الاحتلال شمال وجنوب غزة العفو الدولية تدعو أميركا وبلدان العالم لوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة الملك يلتقي وجهاء وممثلين عن أبناء محافظة الزرقاء الملك يفتتح مشروع حافلات التردد السريع عمان - الزرقاء الخصاونة يضع حجر الأساس لمشروع مدينة الزرقاء الصناعية الجامعة العربية: ما يحدث في فلسطين يستدعي مواقف وقرارات قويّة الملك يزور "المعيارية للصناعات الخرسانية" بمدينة الحلابات الصناعية

د. تمارا برو تكتب : الصين لاعب دولي لتحقيق السلام في الشرق الاوسط

د. تمارا برو  تكتب : الصين لاعب دولي لتحقيق السلام  في الشرق الاوسط
تسعى الصين من خلال التشاور مع الأطراف المعنية في الشرق الاوسط إلى تجنب امتداد رقعة الصراع في الجبهات التي تشهد أعمالاً قتالية مرتبطة بالحرب في غزة لحماية المصالح الصينية أولاً، وللظهور كلاعب دولي يسعى إلى تحقيق السلام في العالم ثانياً.
=================

بيروت - القلعه نيوز - كتبت الدكتوره تمارا برو / باحثة في الشأن الصيني

يشهد جنوب لبنان منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي مواجهات بين المقاومة اللبنانية و"جيش" الكيان الإسرائيلي على خلفية العدوان على قطاع غزة. وقد ارتفعت حدة المواجهات خلال الأيام الماضية مع توسيع "إسرائيل" عملياتها العسكرية لتصل إلى عمق جنوب لبنان من خلال استهداف سيارة في منطقة جدرا شمال مدينة صيدا. وقبل ذلك بأيام، طال القصف الإسرائيلي مدينة النبطية.

لقد جاءت جبهة لبنان لمساندة قطاع غزة ودعمه، وبالتالي فإن الوضع في جنوب لبنان مرتبط بالأوضاع في القطاع؛ فتوقف أعمال القتال في غزة سيؤدي حتماً إلى توقف الهجمات العسكرية بين حزب الله و"إسرائيل"، وهذا ما عبّر عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه لمناسبة بوم الجريح، إذ قال: "التهديد والتهويل وحتى شنّ الحرب، كل ذلك لن يوقف الجبهة الجنوبية. توقّفها مرتبط فقط بتوقف العدوان على غزة"، ولكن في المقابل إذا عاودت "إسرائيل" هجماتها على جنوب لبنان، فالمقاومة اللبنانية ستدافع بثبات وعزم عن الأراضي اللبنانية.

الارتباط بين غزة وجبهة جنوب لبنان تجلى مثلاً في الهدن التي تم الاتفاق عليها بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل" لإدخال المساعدات وإطلاق الرهائن والأسرى؛ فمع توقف الأعمال القتالية في قطاع غزة، توقفت أيضاً الهجمات بين "إسرائيل" وحزب الله. ومع معاودة الكيان قصفه القطاع، عاد التوتر في جنوب لبنان.

مع بدء الهجمات بين المقاومة اللبنانية و"إسرائيل"، بدأت الأصوات الخارجية تدعو إلى التهدئة وعدم توسع الصراع ليشمل لبنان الذي شهد حركة زيارات كثيفة لمسؤولين أميركيين، منهم أموس هوكستين الذي زار لبنان مرات عدة منذ بدء الأعمال القتالية في جنوب لبنان، ومسؤولين أوروبيين، من ضمنهم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الذي حذر لبنان من أن "إسرائيل" قد تشن حرباً من أجل إعادة عشرات الآلاف من مواطنيها إلى المنطقة الحدودية، ووزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون. وقد هدفت هذه الزيارات إلى ضمان أمن "إسرائيل" وحمايتها ووقف إطلاق النار على المواقع الصهيونية وإعادة المستوطنين إلى شمال فلسطين المحتلة.

الصين من جهتها لم تعلّق صراحة على الأوضاع في جنوب لبنان، ولكنها أعربت مراراً عن قلقها من توسيع الصراع إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط؛ فقد أعرب مبعوثها الخاص إلى المنطقة تشاي جيون عن قلق بكين من امتداد الصراع إلى الحدود اللبنانية "الإسرائيلية" والسورية "الإسرائيلية".

تدرك بكين أن التوترات في جنوب لبنان، كما أزمة البحر الأحمر، مرهونة بالحرب في غزة، وأن عمليات المقاومة اللبنانية جاءت بعد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، ووقف الحرب في القطاع سيتبعه وقف الهجمات العسكرية بين حزب الله و"إسرائيل".

تقوم سياسة الصين الخارجية على حل أي نزاع بالطرق السلمية. لذلك، نراها تدعو دائماً عند وقوع صراع أو نزاع أو توتر في منطقة ما من العالم إلى التهدئة وحل الخلافات بالطرائق السياسية والدبلوماسية من دون استخدام القوة.

منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، دعت الصين إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإلى التوقف عن ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني، واستخدمت مختلف الوسائل الدبلوماسية والسياسية لوقف القتال، وأرسلت مبعوثها الخاص إلى الشرق الأوسط للعمل على تهدئة الأوضاع، كما دعت إلى عقد مؤتمر للسلام لحل القضية الفلسطينية.

إضافة إلى سعي الصين للعمل مع الأطراف الأخرى المعنية لمنع اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، قدمت بكين المساعدات الإنسانية لقطاع غزة والنازحين في جنوب لبنان.

ترتبط بكين بعلاقات جيدة مع مختلف الأحزاب اللبنانية، ومن بينها حزب الله الذي يعتبر بكين ذا ثقة ومصداقية، إذ إنها لا تتدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى وتربطها علاقة جيدة بطهران. ولطالما رحَّب حزب الله بالاستثمارات الصينية في لبنان، ودعا إلى التعاون مع بكين؛ ففي أحد خطاباته العام الماضي، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن الصين جاهزة ومستعدة للبدء بمشاريع في لبنان، وهو ما سيحسن الوضع الاقتصادي.

لقد طلب لبنان مساعدة الصين مرات عدة، فإزاء الأوضاع الاقتصادية الخانقة التي يمر بها، طلب عام 2021 مساعدة الدول الصديقة، ومن ضمنها الصين. ولأجل ذلك، اجتمع السفير الصيني السابق لدى لبنان وانغ كيجيان مع المسؤولين اللبنانيين للتباحث في الاستثمارات الصينية في لبنان، ولا سيما في مشاريع البنى التحتية والكهرباء ومعالجة النفايات والطاقة المتجددة.

أما عن الصراع بين "إسرائيل" وحزب الله، فترى الصين أن حزب الله هو حركة مقاومة تدافع عن أرضها. هذا ما عبّر عنه السفير الصيني السابق في لبنان وو تسيشيان عندما اعتبر "أن "إسرائيل هي التي تحتل أراضي لبنانية، وهذا أمر واضح، ونحن ندافع عن مبدأ حق اللبنانيين في حماية سيادتهم"، وأن "مساعي اللبنانيين لحماية بلدهم والحفاظ على سيادته هي مساعٍ مشروعة".

ومنذ أن بدأت الهجمات الإسرائيلية على لبنان، أصدر مجلس الأمن العديد من القرارات التي دان فيها هذه الهجمات، وأصدر قرارات أخرى طلب فيها من "إسرائيل" الانسحاب من الأراضي اللبنانية.

وحظيت جميع هذه القرارات بموافقة الصين. وفي حرب تموز عام 2006، دعت الصين إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ودانت المجازر التي ارتكبتها "إسرائيل" بحق الشعب اللبناني، وصوتت على جميع قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تطالب فيها "إسرائيل" بالتعويض على لبنان من جراء التلوث النفطي الذي لحق بالشواطئ اللبنانية بعد ضرب "إسرائيل" خزانات الجية أثناء حرب تموز عام 2006.

وشاركت بكين في مؤتمر النهوض المبكر للبنان الذي عقد في ستوكهولم عام 2006، وفي مؤتمر باريس 3 المنعقد عام 2007، وقدّمت هبات للبنان بملايين الدولارات، وأدت دوراً مهماً في إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة والذخائر العنقودية التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عبر قوات حفظ السلام الصينية في الجنوب اللبناني.

بشكل عام، لا يختلف موقف الصين تجاه الصراع اللبناني الإسرائيلي عن سياساتها التي تتبعها عادة من الدعوة إلى التهدئة ورفض العنف وحل النزاعات بالطرائق السلمية وإدانة المجازر المرتكبة بحق المدنيين. أمّا المواجهات الدائرة حالياً بين المقاومة اللبنانية و"إسرائيل"، فترى الصين أنها مرتبطة بالحرب في غزة وتوقف الأعمال القتالية في القطاع، الذي يتبعه توقف المواجهات في جنوب لبنان.

من ناحية أخرى، تسعى الصين من خلال التشاور مع الأطراف المعنية إلى تجنب امتداد رقعة الصراع، سواء في لبنان أو اليمن أو غيرها من الجبهات التي تشهد أعمالاً قتالية مرتبطة بالحرب في غزة لحماية المصالح الصينية أولاً، وللظهور كلاعب دولي يسعى إلى تحقيق السلام في العالم ثانياً..

عن - قناة الميادين-