د.نسيم أبو خضير
عَنْ أبي هُريْرَةَ : أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّه ﷺ يقُولُ : مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً في المَسْجِدِ فَلْيَقُلْ : لَا رَدَّهَا اللَّه علَيْكَ ، فإنَّ المساجدَ لَمْ تُبْنَ لِهذَا ( رَواهُ مُسْلِم ).
وَعَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ : إِذا رأَيتم مَنْ يَبِيعُ أَو يبتَاعُ في المسجدِ فَقُولُوا : لا أَرْبَحَ اللَّه تِجَارتَكَ ، وَإِذا رأَيْتُمْ مَنْ يَنْشُدُ ضَالَّةً فَقُولُوا : لا ردَّهَا اللَّه عَلَيكَ . (رواه الترمذي) وقال : حديثٌ حسنٌ .
وعَنِ السَّائِبِ بْنِ يزيدَ الصَّحَابي قالَ : كُنْتُ في المَسْجِدِ ، فَحَصَبني رَجُلٌ ، فَنَظَرْتُ ، فَإِذَا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فَقَالَ : اذْهَبْ فَأْتِني بِهَذَيْنِ ، فَجِئْتُهُ بِهمَا ، فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا ؟ فَقَالا : مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ ، فَقَالَ : لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ لأَوْجَعْتُكُمَا ، تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ؟! رَوَاهُ البُخَارِي .
هذا الحديث وغيره من الأحاديث النبوية الشريفة تدل دلالة واضحة لا لبس فيها على حرمة رفع الصوت والخصومات في المساجد ، ووجوب التأدب داخل المسجد بما يليق وحرمة بيوت الله تعالى عز وجل .
فلا ينبغي أن تحدث الملاسنات ورفع الصوت بالمشاحنة على أمور تتعلق بمكان الصلاة والصلاة بالصف الأول وحجزه ، فالصف الأول وغيره من الأماكن في المسجد لمن يأتي مبكرا وليس لمن يأتي متأخرا ويصلي به لانه محجوز له .
كما لايجوز لمن يقوم ببناء مسجد ان يفرض رأيه على الإمام او لجنة المسجد او المصلين .
وكذ لجنة المسجد ليس من حقها أن تتكلم مع أي من المصلين بطريقة منفره ، بحيث يصل بالبعض قولهم للمصلي : لاتصلي هنا شوفلك مسجد آخر صلي فيه .
كل هذه سلوكات وتصرفات لاتليق ببيت الله ومنبر رسوله صلى الله عليه وسلم .
فعلى المسلم أن يتأدب بآداب المسجد ، ويتخلق بأخلاق الإسلام المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
فالمسجد اسمه جامع ، والأصل انه يجمع القلوب أي قلوب المصلين تجتمع على طاعة الله فتنقي القلوب ، وتنشر الابتسامة والمحبة بين المصلين لينالوا أجر صلاة الجماعة التي تزيد على صلاة الفرد لوحده بسبع وعشرين درجة .
لقد حث ديننا على صلاة الجماعة لتصنع منهم الصلاة قوة في المودة والمحبة والإيثار .
إذا أردنا أن نحظى بالأجر والثواب من الصلاة في المساجد لابد من الإلتزام بآداب المسجد وصيانة حرمته ونعمره بالذكر وقراءة القرآن الكريم ، والدعاء .
( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر...)