القلعه نيوز - كتب الدكتور عمر الرياحي -تحليل -
في قلب الصراعات الدائرة في اليمن، تبرز جماعة الحوثيين كقوة مؤثرة تثير الجدل وتهدد الاستقرار في المنطقة. في هذا المقال، سنستعرض كيف نشأت الحركة الحوثيين، ومكان نشأتهم، ومذهبهم، وكيف استطاعوا السيطرة على اليمن، وعلاقتهم بإيران، ومصادر أسلحتهم، ولماذا تواجه الولايات المتحدة صعوبة في القضاء عليهم.
- نشأة الجماعة
في بداية التسعينيات، تأسست جماعة الحوثيين في اليمن بمنطقة حوث في محافظة صعدة حيث يعتبرون أنفسهم جزءًا من الزيدية، وهي فرع من الشيعة الإسماعيلية التي ترجع اصولها الى المعتزله. بدأت الحركة باسم "الشباب المؤمن"، وهدفت في البداية إلى الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة. تطورت الحركة لتشمل خدمات اجتماعية وتعليمية، واكتسبت طابعًا سياسيًا أكثر وضوحًا. مع توتر العلاقات بين اليمن والسعودية في التسعينيات بسبب الخلافات الحدودية، قدمت الحكومة اليمنية دعمًا لجماعة الحوثي وتجاهلت ممارساتهم، معتبرة إياهم وسيلة لمنع انتشار الحركة السلفية في صعدة. وبفضل التسهيلات المقدمة لهم، سافر أتباع الحركة إلى إيران لدراسة الفكر الشيعي وتلقوا تدريبات عسكرية هناك.
- بداية الصراع مع الحكومة اليمنية
بدأت اول حرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين عام 2004، عندما اندلعت صراعات في محافظة صعدة شمال اليمن بين القوات الحكومية والحوثيين. هذه الصراعات تصاعدت بسبب الخلافات السياسية والدينية والاجتماعية بين الطرفين، وشعور الحوثيين بالتهميش والتجاهل من قبل الحكومة اليمنية، مما دفعهم إلى السعي لتحقيق حقوقهم ومطالبهم بالقوة. حيث تطورت هذه الصراعات إلى حروب مستمرة على مدى السنوات اللاحقة، قُتل خلالها زعيم الحركة حسين الحوثي 10 سبتمبر 2004 خلال الحرب الأولى وتولى بعده قيادة الحركة شقيقة عبد الملك الحوثي ولا زال لغاية الان .
- العلاقة مع ايران
علاقة الحركة الحوثية بإيران بدأت في التسعينيات عندما سافر أتباع الحركة إلى إيران لتلقي العلوم الشيعية. تطورت العلاقة بين الحوثيين وإيران خلال السنوات الأخيرة بسبب الانتماء الديني المشترك، حيث ينتمي كلا الطرفين إلى المذهب الشيعي. إلى جانب الدعم السياسي واللوجستي الذي قدمته إيران للحركة الحوثية. تعززت العلاقة أيضًا بسبب الأجندة الإقليمية لإيران التي تهدف إلى تعزيز تأثيرها في المنطقة العربية ودعم الجماعات المتشددة أو المتمردة، مثل الحركة الحوثية، لتحقيق أهدافها السياسية والدينية.(1)
- كيف استطاعت الحركة السيطرة على اليمن
في عام 2012، تمت إقالة الرئيس علي عبدالله صالح من منصب الرئاسة بسبب الانتفاضة الشعبية والضغوط الدولية، وتشكيل حكومة شرعية بقيادة عبد ربه منصور هادي بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات ، وبعد إقالته، شكل علي عبدالله صالح تحالفًا مع الحوثيين، مما أدى إلى فوضى وانعدام أمن في اليمن. بدأت الحركة الحوثية بالتوسع والسيطرة على مناطق في اليمن ابتداءً من عام 2014، وتمكنت من السيطرة على عدة مدن ومحافظات. تدخلت السعودية ودول أخرى في تحالف لدعم الحكومة الشرعية وصد الحوثيين. في عام 2017، انقلب الحوثيون على علي عبدالله صالح وأدى ذلك إلى مقتله، مما زاد من التوترات والصراعات في اليمن. الوضع الحالي في اليمن ما زال معقدًا ويشهد صراعات مستمرة بين الأطراف المتنازعة.
- مصادر السلاح
من المعروف أن الحوثيين في اليمن يحصلون على الدعم والإمدادات العسكرية من إيران. وتشير التقارير والتحقيقات الاعلامية إلى أن إيران تزوّد الحوثيين بالأسلحة والصواريخ والتكنولوجيا العسكرية، وتقدم لهم الدعم المالي والتدريب العسكري.وقد ورد ذلك على لسان مساعد قائد فيلق القدس الايراني للشؤون الاقتصادية ( رستم قاسمي) في مقابلة تلفزيونية (2)، هذا الدعم الإيراني للحوثيين يعتبر عاملاً مهماً في استمرار الصراع في اليمن وزيادة تأثير الحوثيين في المنطقة.
- لماذا لا تستطيع امريكا والتحالف الغربي القضاء على الحوثيين؟
نتيجة للحرب الدائرة في غزة ، ونتجة لسيطرة الحوثيين على بعض الموانئ اليمنية على الساحل الغربي سمح لهم ذلك بتهديد حركة الملاحة في المنطقة ، والسيطرة على حركة الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب مما شكل تهديداً كبيراً على الأمن الإقليمي والدولي. حيث شهدت ممرات المضيق هجمات بحرية وتهديدات من قبل الحوثيين على السفن التجارية والناقلات النفطية. هذا الوضع اثار قلق الدول الإقليمية والدولية،
ولكن السؤال الذي يدور حاليا لماذا لا تستطيع امريكا والغرب القضاء على الحوثيين في اليمن ، للاجابة عن هذا السؤال نقول ان القضاء على جماعة الحوثي باليمن يعتبر تحدياً كبيراً لامريكا والغرب للعديد من الأسباب، منها:
- صعوبة التضاريس: اليمن يعتبر بلداً جبلياً وصحراوياً، مما يجعلها بيئة صعبة للعمليات العسكرية والقضاء على الجماعات المسلحة
- الدعم الايراني لهم
- صراعات داخلية معقدة باليمن بين الأطراف المتنازعة، مما يجعل من الصعب تحقيق الاستقرار والقضاء على الحوثيين بشكل فعال.
- الأزمة الإنسانية الخطيرة في اليمن والتي تجعل من الصعب تنفيذ عمليات عسكرية دون تأثير كبير على المدنيين والبنية التحتية.
------------------------------------------------------------------------
المصادر :
1.المصدر rasanah-iiis.org (المعهد الدولي للدراسات الايرانية ) 29 مايو 2016
2.المصدر العين الاخبارية 22/4/2021 https://al-ain.com/article/al-houthi-iran-yemen