فايز الماضي
في هذا الزمن ما أكثرهم أشباه الرجال .. وما أقلّهم أصحاب المروؤة والعزم والإيمان ..وفي هذا الوطن ...ما أحوجنا الى ذوات ..لا يكذبون...ولايُواربُون ...
ولايتلونون...ولايرتجفون ....
وفي ظل مثل هذه الظروف الدقيقة..والاستثنائية والحرجة ..وغير المسبوقة في تاريخ الدولة الاردنية ... ما أحوجنا الى رجال دولة ...وأصحاب همةٍ وقرار.... تقصُر ايديهم عن المال الحرام...وتطهُرُ قلوبهم ...من الخيانةوالدسيسة والجحود والمؤامرة...وتعمُرُ صدورَهم بالإيمان بكينونة هذا الوطن وأصالة أهله وحكمة وفروسية قيادته... وبسالة جيشه ..وحرفية أمنه ..ويقظة رجاله.
وأعلم أن حديثي اليوم عن الرئيسين الشابين ...النبيلين الفارسَين الرائعيَن ..وهذا الثنائي الفريد ....دولة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة ..ودولة الرئيس الاسبق سمير الرفاعي ..قد لايروق للبعض من مُدعيِّ الفهم والسياسة والتحليل والتنجيم... والضرب في الرمل ...القابعين في أقبية مجالس النميمة السياسية ...والتي لطالما إزدهر سوقها وانتعشت ورَبت في مثل هذه الايام ....وفي السويعات الاخيرة من عمر مجلس الامة ...وتزامناً مع الحديث عن انتخابات برلمانية قادمة ووشيكة ...لكنها شهادة الرجال في الرجال ...وكلمة الحق...التي لاخير فينا إن لم نقولها ...ويسمعها الجميع .
ولعل في قراءة النهج السوي القويم لمدرستي الزعيمين الوطنيين زيد وهاني .والديّْ فارسينا النبيلين ..عبرةً وعِظةً..ورسالةً كافيةً....ليتعلم منهما البعض ..من الطارئين في علم السياسة ..بديهيات المواطنة الصالحة....فكلا الرجلين .اللذين شارفا على التسعين من عمرهما المديد باذن الله ...لم ينقلب يوماً على وطنه ..ولم يُغرد خارج سربه ...ولم يرتمِ يوماً .في حضنٍٍ غير حضنه....وبناءاً على هذا الإرث العظيم ...فلاغرابة اليوم أن نشهد هذا التناغم الوطني الجميل مابين نجليهما .....ومع الاحترام الجزيل لكل ماأُنجز في عهد حكوماتٍ سابقة .. حظيت بهامشٍ من تاريخ الدولة الرعوي مكّنها من كسب شعبوية الشارع .... إلا أن كلا الرئيسين الخصاونة والرفاعي قد قُدِّر لهما أن يتسلما مهمتين مفصليتين وعظيمتين في بواكير المئوية الثانية من عمر هذه الدولة.... ولا أعتقد أن اختيارهما من لدن صاحب الجلالة لهاتين المهمتين الثقيلتين كان من باب الصدفة او المغامرة ...وبالتزامن ...فقد صدع دولة الرئيس للأمر السامي بقيادة فريقٍ وزاريٍ كفوءٍ ومحترف .ينسجم تماماً مع دقة المرحلة...وارثاً تركةٍ ثقيلةً تنوء بها الجبال الثقال....وأدار وبروح الفريق ..وبميزان الذهب ...ملفات معقدةٍ وطارئةٍ وغير مسبوقة ...لم يكن من اولها ارتدادات الازمة السورية على حدودنا الشمالية....وتداعيات جائحة كورنا ...ومعضلة الامن الغذائي ....وما نشهده اليوم من تصعيدٍ عنيفٍ وهمجيٍ ومخيف على الساحة الفلسطينية..واستباحةٍ صهيونيةٍ حاقدةٍ للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف...ومحاولات خبيثة للقفز على دور الاردن في المحافظة على شرف وصاية الهاشميين على المقدسات ...
وتهديد حقيقي للأمن الوطني الاردني ...في حين برع دولة الرئيس الرفاعي في قيادة لجنةِ تحديث سياسي واقتصادي واداري أبدعت في إنجاز مخرجاتٍ جوهرية ...من شأنها أن تؤسس لمرحلة جديدة وفاعلة في تاريخ الدولة الاردنية....
ويسجل للرئيسين المبدعين ترجمتهما الواعية والدقيقة والذكية والمخلصة.... للتوجيهات الملكية السامية ..المتعلقة بلجنة التحديث ...وقد أفرز هذا التماهي مابين الحكومة وادواتها التنفيذية ...وفريق لجنة التحديث ..ترجمةً عاجلةً وفاعلةً ومبشرةً لمخرجات لجنة التحديث سياسياً واقتصادياً وإدارياً....كان من بواكيرها ..إقرار قانون انتخاب عصري ..وتعديلات دستورية تقدمية ..... تليق بدولةٍ حديثةٍ وعصرية وديمقراطية ..وستشهد الدولة الاردنية ...عمّا قريب..وباذن الله وحوله وقوته ولادة حكومات برلمانية وحزبية برامجية ...ستخدم مستقبل الاجيال القادمة.