شريط الأخبار
عاجل : جلالة الملك المفدى اليوم في الزرقاء .. والاجهزة الرسمية تعمل على مدار الساعة والاهالي ينثرون يافطات الترحيب والتأييد للقائد بسام الفايز يُعلن ترشحه للانتخابات النيابية المقبلة كم ستكون نسبة المشاركة في الإنتخابات النيابية المقبلة ؟ لماذا تتريّث الأحزاب في إعداد قوائمها ، وأين غالبية الأحزاب من التحضير للإنتخابات المقبلة ؟ الاردن وسوريا : الصفدي يبحث مع نظيره السوري امن الحدود وتهريب الاسلحه والمخدرات من سوريا الإعلامية نجود المصري تهنئة العم الحاج خلف المصري بمناسبة زفاف حفيده "زيد" جمعية الصداقة الأردنية البنغلاديشية تحصل على الموافقة الرسمية .. أسماء و صور سمو الامير الحسين ولي العهد يتفقد ميناء حاويات العقبه الذي وفر 900 فرصة عمل للشباب "مصطفى وحجيلة" يغيبان عن بطولة آسيا للتايكواندو 1.61% ارتفاع معدل التضخم بالأردن في الثلث الأول مظاهرات في عدة مدن مغربية تطالب بدخول المساعدات الإنسانية لغزة المنتخب الوطني لكرة الطاولة يواصل تدريباته في السليمانية تخفيض رأس مال الشركة العربية للمشاريع الاستثمارية الصين تطالب بوقف معارضة انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة منتخب الجمباز يُشارك في بطولة آسيا بأوزبكستان في اليوم الثاني لتمرين الأسد المتأهب : تمرين عسكري اردني امريكي تحت الماءلاكتشاف الالغام والتلوث البحري نجاح عمليتي زراعة كبد لطفلين لأول مرة في الخدمات الطبية الملكية الاحتلال يرتكب 7 مجازر في غزة خلال الساعات الـ24 الماضية السقاف: وزارة الاستثمار انجزت 82 % من مشاريع الرؤية الاقتصاديه العضايلة يترأس وفد المملكة في الإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية

معركة وادي التفاح .. الشهيد المقدم القائد صالح الشويعر يوصي جنوده بصلاة المودع قبل الشهادة

معركة وادي التفاح .. الشهيد المقدم القائد صالح الشويعر يوصي جنوده بصلاة المودع قبل الشهادة

القلعة نيوز- في الطريق إلى الشهادة، رسم المقدم القائد صالح عبدالله الشويعر، لجنوده مسار تصديهم البطولي للعدو الإسرائيلي قبل أن يرتقوا شهداء على أرض وادي التفاح بنابلس. قال: أيها الأبطال صلوا صلاة مودع.


كان مسرح الحدث ضيقا لا يتسع سوى لأربعة رجال، هم إضافة إلى القائد الشويعر، الملازم الأول سليمان عطية الشخانبة، وضابطا الصف صياح الفقرا وراشد العظمات.

ومسرح الحدث كان محصورا داخل مدرعة مقاتلة، وكانت هذه المدرعة قد راوغت قوات الاحتلال الصهيوني، لتستكمل معركة وادي التفاح بنابلس، ببطولة استثنائية عصر يوم السابع من حزيران 1967.

"يا سليمان العطية، هتف الشويعر، قبل أن يفصح: أبيد جندنا ودمرت معداتنا ، فما ترى؟

قال الشخانبة الذي صعدت الدماء إلى رأسه: ما دام في الجسد حيل، سنقاتل حتى الشهادة، فلا خيار أمامنا. يعتقد العدو أنه أجهز على كل قواتنا. سنكون له بالمرصاد.

تململ الشويعر في مكانه بالمدرعة، وقال: لو كان لي جناحان، لطرت الآن، وأتيت بما يبيد العدو، ويخلص بلادنا منه.

هتف الجنديان صياح الفقرا، وراشد العظامات: المنية ولا الردية.

كان حارا كاويا، ذلك اليوم الحزيراني في وادي التفاح بنابلس التي أخذت قوات الاحتلال تقضمها جزءا جزءا بفعل غياب الغطاء الجوي.

استبد بالعظمات الشوق للقرية: ضحكات ينثرها الأصدقاء في الإجازات على ندرتها. نداء أبيه في مواسم الحصاد وثغاء الماشية في أوبتها من المراعي. وجبة تخصه بها أمه. حداء الحصادين: منجلي ومنجلاه.

تغريد ساحر لأسراب العصافير في سماء القرية. زغرودة تطلقها أمه في عرس ابن العم.

كانت بوصلة الزمن لا تعبأ إلا بالذكريات في خواطر الرجال.

تتكثف في خيالات سليمان العطية، صور عرسه قبل شهور ثلاثة؛ حبور الأصدقاء في زفافه وفرحه الذي كان بحجم الكون.

قرية المريجمة ومرابع الصبا. مشوار طارئ إلى بابور الطحين في مادبا رفقة الوالد ورجال آخرين. حفنة قضامة وحبات ملبس من دكان جريس الزوايدة أو جميل الضباعين. الخنافس التي كان وأصحابه يدفنونها في التراب. نار الحطب التي تبعث الدفء مع لمة الأصحاب خارج البيوت.

صعد توتر المشاعر، مع أصوات جنازير الآليات الإسرائيلية المتقدمة من الأسفل.

أخواني، سنصليهم بما لدينا من موت. وبعدها نقتحم آلياتهم وجها لوجه، فهي ساعة المرجلة وذاكرة العرب. قال الشويعر الذي أخذ وسليمان العطية يحدوان بمرجلة العرب. انضم إليهما العظمات والفقرا.

في تلك اللحظة، كان الرجال في مستهل رحلة الصعود إلى السماء.

انهمرت قذائف المدرعة اليتيمة يسارا ويمينا على قوات العدو.

مع كثافة النيران، أيقن قادة جيش العدو المتقدم، أنهم سيخوضون معركة حامية الوطيس. وكان ذلك بما للكلمة من معنى، مدى خمس ساعات عصيبة.

سيدي، انتهت الذخيرة، قال الرجال للشويعر.

يا أبطال، صلوا صلاة مودع، فإنها الشهادة إن شاء الله.

هكذا دعا الشويعر جنده قبل الارتقاء.

أصابت قذيفة إسرائيلية، مدرعة الأبطال فأخذت النيران تلتهم الحديد. وساد صمت.

صاح الشويعر بأعلى صوت: اسشتهد الجنود ودوري سيحين الآن.

قفز من المدرعة، وكمن بين الصخور ، يطلق نيران مسدسه على الجنود الأعداء، وحين أيقن، أن آخر طلقاته باتت وحيدة في بيت النار، هجم على الدبابات العدوة، رافعا مسدسه في الأعالي، وفي اللحظة الفارقة هذه، كان الشويعر يستحضر في رأسه معارك العرب الخالدة، وفي اللحظة إياها، تناثر جسده نتفا في سماء فلسطين.

(بترا- سليمان قبيلات)