نيڨين العياصرة
الكثير منا بدأ يتوجه لقنوات ومواقع عالمية ليسمع ويشاهد أوجه الحقيقة لأحداث تدور في وطنه تم تجاهل الحديث عنها، وأحاطتها الحكومة بتعتيم إعلامي منح ميليشيات التواصل الإجتماعي الصنارة لترمي بمعلوماتها الزائفة التي تخالف الواقع باحثة عن عقول تساندها وتدعمها لتحقق مآربها السوداء.
والملفت أن حكوماتنا على مر سنوات لم تظهر المشهد كاملًا لموضوعات وأخبار معينة، وسلطت الضوء على جزء بينما تم التعتيم على أجزاء! ، فأين حق المواطن في الحصول على المعلومة بشفافيةونقلها ؟ ولماذا يتم تجاهل موضوعات معينة، في وقت نشر أخرى بشكل كامل؟.
وإذا كان التعتيم الإعلامي الى حد ما مجدي في فترات زمنية سابقة، لن يحقق اليوم الهدف المرجو منه ولن يقدم الإ التضليل الذي يحمل في طياته الإشاعة الضارة المتلونة والمتنوعة في ظل تعدد الوسائل والوسائط الإعلامية ، وسيسمح لمنابر المعارضة أن تعكس ما غاب في المنابر الرسمية بطرق ملتوية تحدث التأثير الغير مرغوب.
وفي هذا العنوان سأسرد البعض من الأمثلة القريبة التي لم تظهر المشهد كاملا، لنستذكر أول إصابة في كورونا في الأردن وكيف تم طمأنة الشعب الذي استيقظ بعد أيام على حقيقة أزمة صحية وإصابات تفوق الألف وصولا للحظر الشامل ، الى قطع الإنترنت لأيام في الاحتجاجات الأخيرة في معان ، والذي أثر على قدرة الصحفي على تغطية وتوثيق الأحداث ، الى القاعدة الأمريكية التي تم استهدافها بداية 2024، وبين خبر رسمي محلي وآخر عالمي إختلاف وخلاف داخل وخارج الحدود ،الى الحدث الأخير الرد الإيراني والذي أسهم في ولادة الكثير من الإشاعات وتداولها ،وخلق حالة من الذعر لمسها كل بيت في أردنا الغالي،
كل هذا كان سببه غياب المنبر الإعلامي الرسمي القائد، والذي سمح لجيشه الإعلامي أن يتخبط في نشر المعلومة في ظل سياسة التعتيم التي ينتهجها في القضايا الحساسة والأزمات.
ولا شك أن التعتيم الإعلامي يعطي صورة سلبية عن وسائل الإعلام الرسمي بأنها تتعمد اخفاء المعلومة، بالتالي يلجأ الشعب لتلقي المعلومة من وسائل اعلامية البعض منها لا تقدم اعلام حقيقي بل إعلام مغرض له اجندات وتوجهات ، الأمر الذي يتطلب من الحكومة معالجته من الجذور،لأن
استمراريته تُُصعب عمل الصحفيين، وتؤدي للتضليل والتغليط الإعلامي وهم الأسلحة الكبرى في حرب الجيل الرابعة التي تستهدف المنطقة، لذلك نحن بحاجة لتعزيز إيصال المعلومة بشفافية ووضوح ونشر الحقائق بمصداقيه لإعادة الثقة بوسائل الإعلام الرسمي، وحتى لا نسمح للشعب أن يلجأ لنعيق المعارض والكاره للوطن باحثا عن خبر.
وعلينا أن ندرك أن الأزمة الإعلامية تولد أزمات اذا لم نتدارك الأخطاء.