القلعة نيوز _ مندوبا عن وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور عزمي محافظة رعى رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج الاستاذ الدكتور محي الدين توق في جامعة الحسين بن طلال اليوم الاربعاء، أعمال المؤتمر العلمي الدولي السنوي الثامن الذي تنظمه الجمعية الأردنية للعلوم التربوية بالتعاون مع جامعة الحسين بن طلال بعنوان" رؤى وأفكار لقضايا ساخنة في التعليم: تحديات الواقع وآفاق المستقبل.
في كلمته الترحيبية رحب رئيس جامعة
الحسين بن طلال الأستاذ الدكتور عاطف الخرابشة بضيوف الجامعة الأكارم مبينا فخر جامعة
الحسين بن طلال بوجود هذه القامات العلمية من الأردن والوطن العربي، في هذا التوقيت
والذي يأتي ضمن احتفالات جامعة الحسين بن طلال بذكرى تأسيسها الخامس والعشرون والتي
شكلت صفحة جديدة في سجل انجازات الهاشميين وأسهمت بالنهوض العلمي في محافظه معان وباديتها.
وأضاف الدكتور الخرابشة أن جامعة الحسين بن طلال اصبحت منارة يهتدي بعلومها
ومعارفها التواقون الى مواكبة التطور التقني والمعرفي وهي تتقدم بخطوات واعدة ومتميزة
بفضل الرعاية الهاشمية الدائمة، حيث اصبحت انجازاتها حلقة مهمة في تشكيل منظومة قائمة
على استثمار البيئات المحلية الطبيعية في المحافظة، ومرجعية لمؤسسات المجتمع المدني
ورفدها بالكوادر المؤهلة والمدربة.
وأضاف الدكتور الخرابشة أن هذا المؤتمر الدولي الهام يأتي في ظل ظروف هامة بالنسبة
لوطننا الأردني وأبرزها دخول الدولة الأردنية المئوية الثانية والاهتمام المتزايد من
قبل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن
عبدالله الثاني حفظهما الله بتحقيق التنمية
المستدامة وتطوير التعليم ليواكب التطور العالمي ويلبي حاجات سوق العمل.
من جهته تحدث رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج الأستاذ الدكتور محي الدين توق في كلمة افتتاح المؤتمر
مندوبا عن وزير التربية والتعليم، أن النظم التعليمية العربية أصبحت بحاجة الى عملية
تطويرية شاملة وليس معالجات جزئية، مؤكدا على تظافر كافة الجهود الرسمية والشعبية للتقدم
بالعملية التربوية في المنطقة العربية ومعالجة المشكلات والتحديات التي تواجه نظام
التعليم العربي، والعمل على توجيه الانفاق العام في الدول العربية نحو قضايا التنمية
وعلى راسها التنمية البشرية من خلال تأهيل وتدريب العاملين في قطاع التعليم بشكل يوائم
التطور في المناهج، واشاد الدكتور توق بجهود الجمعية الاردنية للعلوم التربوية، وما
تقوم به من دور في المساهمة في الجهود الوطنية والعربية المستهدفة تطوير النظم التعليمية
العربية.
بدوره أكد رئيس الجمعية الاردنية للعلوم التربوية الأستاذ الدكتور راتب السعود،
إن النظم التعليمية العربية وخاصة المدرسية ورغم ما حققته من انجازات ما زالت تعاني
من تدني في النوعية والجودة وفقاً لمؤشرات جودة التعليم العالمية، وعزا الدكتور السعود
هذا التدني الى عدة عوامل وتحديات تتعلق بضعف الإدارات المدرسية، وغياب ظاهرة القيادة
المدرسية، ونقص التمويل، والكوادر البشرية الكفؤة، وطرق التدريس التقليدية القائمة
على الحفظ والتلقين، وضعف تقنيات التعليم الالكتروني، واستخدام التكنولوجيا، وسيطرة
التعليم اللفظي، مضيفاً ان من أبرز التحديات كذلك ضعف المناهج، وقدمها وعدم شموليتها،
وتركيزها على الجوانب النظرية، وافتقادها إلى المعلومات الحديثة، اضافة الى ضعف المختبرات،
وضعف مؤهلات المعلمين، ومستوى تأهيلهم، وغياب البرامج التدريبية الملائمة، وغياب رُخص
ممارسة المهنة، وعدم التطابق بين مهارات المعلمين ومتطلبات سوق العمل وتقييد فُرص الإبداع
والتعبير الذاتي وغيرها من العوامل.
وبين السعود أن انجازات التعليم العالي العربي، الذي يعد محركًا رئيساً للنمو
الاقتصادي يلتحق به اكثر من 15 مليون طالب، ما تزال دون مستوى الطموح في ظل ضعف جودته،
وانخفاض مستوى مخرجاته، مقارنة مع دول العالم المتقدم، بسبب ضعف التمويل الحكومي، وغياب
الدعم المجتمعي وثقافة الوقف، وبطء انتشار الاعتمادات الدولية للتخصصات الجامعية، وغياب
الاستقلال الإداري والمالي، وعدم مواكبة الأساليب الحديثة في العمليات التدريسية، وانخفاض
الكفاءة الداخلية النوعية للجامعات، ومن مؤشراتها، في ظل التحديات الثقافية التي تفرضها
العولمة ومنها خطر التبعية الثقافية.
ويهدف المؤتمر والذي يستمر لثلاثة أيام ويشارك فيه أكاديميون ومتخصصون من مختلف
الدول العربية، إلى المساهمة في تطوير التعليم في الدول العربية وتشخيص واقعه وتحليل
التحديات التي تواجه النظم التعليمية العربية، واقتراح اتجاهات حديثة لتطويرها عبر
افكار ورؤى تستهدف تطوير القيادة التربوية في الوطن العربي، وايجاد برامج حديثة لإعداد
المعلمين وتنميتهم، وتطوير المناهج وطرق التدريس.
كما يهدف المؤتمر من خلال مناقشة 46 بحث في 6 محاور رئيسة، الى تبادل الخبرات والمعارف الأكاديمية بين المشاركين من مختلف المؤسسات التعليمية العربية، وبحث سبل تجويد مدخلات نظم التعليم العربية المختلفة، واقتراح سياسات تربوية للانتقال بالتعليم العربي من المحلية والوطنية الى العالمية والدولية، ومن الانعزالية الى التنافسية.