خليل قطيشات
مؤمنه بقضاء الله وقدره فقدت الاردن وعجلون ابن من أبنائها البررة المرحوم الاستاذ علي الفريحات ابوالليث الذي عرفته فعرفت فيه طيبة القلب وحسن السريرة والترحيب المتواضع بلقائنا لقاء الأحبة في الدنيا وبهدوئه المعروف عنه في الحديث معه.إننا نقف اليوم بمشاعر عميقة تشتعل فيها الحسرة والألم في موقع رثاء ونقول أنا لله وانا اليه راجعون
، ترثيك الاردن قاطبةً وتشهد لك ذكريات عملت بصمت ورحلت بهدوء وعلى مثلك تبكي العيون ويحزن الفؤاد، فنسأل المولى عز وجل أن يسكنك فسيح جناته ويغفر لك ما قد كان منك ويرحمك رحمة واسعة،
ليس ككل الرجال، ورمز ليس ككل الرموز، فما سوف يتركه من إرث فذ بين دفتي كتاب حياته الذي تتقاطر من صفحاته المضيئة كل صور العطاء والإبداع، يضعه -حتما ودون جدال- في المرتبة الأسمى التي لا يجاوره فيها أحد.. لقد مثّل الفقيد مدرسة أخلاقية كبرى متكاملة الأبعاد والزوايا، وموسوعة في الأدب طبعت بصماتها المؤثرة في كل مكان، وتركت آثارها العميقة في عجلون والسلط وجميع المدن الأردنية
هو من جديد ثرى الاردن يحتضن جسدا معطاء لروح أعطت وما أبخست بالعطاء، رحل الكبير، رحل الكبير بعطاء الكبير بقلبه، الكبير بخلقه، الكبير بابتسامته، هو قدر الله الذي لا راد لقضائه رحل الاستاذ على الفريحات عطر سطر التضحية بهذا البلد بأجمل النفحات عندما اختار الآخرة على الدنيا
وسيبقى عزاؤنا فيك أبا الليث، هو هذا الحب الذي تركته في قلوبنا، فعلى فراقك نثرنا دموع الأوفياء. وعزاؤنا أنك صاحب الاخلاق والإبتسامة . وستبقى في ذاكرتنا خالدة أيامك الجميلة؛ ولأننا سنبكيك، ونرثيك، وننعيك، ونترحم عليك، ونطلب لك الشفاعة. وسندعو لك في مرقدك، بأن يؤنس الله لك وحدتك، وأن ينزلك منزلاً مباركاً، وأن يلهم أهلك، وأحبابك، وأصحابك الصبر، والسلوان، وأن يجمعنا بك في مستقر رحمته، ودار كرامته، في مقعد صدق، عند مليك مقتدر.رحلتَ يا ابوالليث.. برداً وسلاماً.. تغمدك الله بواسع رحمته وأسكنكَ فسيح جنانه.. ونقدم تعازينا الحارة لأسرة الفريحات الكرام، وإلى عشيرة الفريحات ، والى احباب ابو الليث بهذا المصاب الجلل.
نعزي عائلته الكريمة ونعزي أنفسنا ونعزي ليث و أصدقائه ومحبيه فالرحمة الواسعة للفقيد الغالي وإلى جنة الخلد بأذن الله تعالي برحيله عن هذه الدنيا الفانية.