للكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه
غداً ، يحتفل الأردنيون بذكرى اليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على العرش... خمسة وعشرون عاماً مرت منذ أن تولى جلالته زمام القيادة، واستطاع خلالها أن يحقق العديد من الإنجازات التي أرست دعائم الاستقرار والتنمية في الأردن... يمثل هذا اليوبيل مناسبة للتأمل في مسيرة ملك تجسدت فيها الحكمة والرؤية الثاقبة، وجعلت من الأردن نموذجاً يحتذى به في المنطقة.
منذ توليه الحكم في عام 1999، أظهر الملك عبدالله الثاني قدرة استثنائية على مواجهة التحديات بحنكة وبعد نظر... ورث جلالته دولة تواجه العديد من الصعوبات الاقتصادية والسياسية، ولكنه استطاع بحنكته القيادية أن يقود الأردن إلى بر الأمان... إن قراراته الحكيمة وإصلاحاته الجريئة وضعت الأردن على مسار جديد نحو التقدم والازدهار، مما يجعله نموذجاً يحتذى به في المنطقة.
لقد أدرك الملك عبدالله الثاني منذ البداية أهمية بناء اقتصاد قوي ومستدام... بفضل رؤيته الاستراتيجية، شهد الأردن تحولاً اقتصادياً جذرياً... تم تنفيذ مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية التي حفزت النمو وجذبت الاستثمارات الأجنبية. بفضل جهوده، تطورت البنية التحتية في البلاد، مما ساهم في تحسين مستوى معيشة المواطنين وفتح آفاق جديدة للتنمية... إن إصراره على تعزيز السياحة وتنويع الاقتصاد ساعد في خلق فرص عمل جديدة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
لم يقتصر اهتمام الملك عبدالله الثاني على الاقتصاد فقط، بل امتد ليشمل تطوير التعليم والصحة. كان يؤمن بأن بناء الإنسان هو السبيل لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة... تحت قيادته، تم تحسين جودة التعليم من خلال تحديث المناهج وبناء مدارس وجامعات جديدة... كما تم تحسين النظام الصحي بشكل كبير، مما أتاح لجميع المواطنين الحصول على رعاية صحية عالية الجودة... إن مبادراته في هذين القطاعين تعد من أبرز إنجازاته التي تركت أثراً إيجابياً على حياة الأردنيين.
وفي مجال السياسة، كان الملك عبدالله الثاني رائداً في تعزيز الديمقراطية والحريات... بفضل توجيهاته الحكيمة، شهد الأردن إصلاحات سياسية عميقة عززت من التعددية والمشاركة الشعبية في صنع القرار. حرص جلالته على أن تكون الانتخابات نزيهة وشفافة، مما أرسى أسس ديمقراطية قوية في البلاد... إن احترامه لحقوق الإنسان وسعيه الدائم لتعزيز العدالة والمساواة جعل من الأردن نموذجاً يحتذى به في المنطقة.
على الصعيد الدولي، لعب الملك عبدالله الثاني دوراً بارزاً في تعزيز السلم والاستقرار في منطقة تعج بالصراعات... بفضل دبلوماسيته الفذة، استطاع أن يبني جسور التواصل والحوار مع مختلف الدول، مما جعل من الأردن وسيطاً موثوقاً في حل العديد من القضايا الإقليمية... دعمه المتواصل للسلام في الشرق الأوسط وعمله الدؤوب لتعزيز التعاون العربي جعلاه قائداً يحظى باحترام وإعجاب العالم بأسره.
الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يُعتبر ركناً أساسياً في نصرة القضية الفلسطينية، حيث يضعها في صدارة أولوياته الوطنية والدولية. يؤكد الملك عبدالله بشكل مستمر على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ويُجري اتصالات دبلوماسية مكثفة لدعم هذا الموقف في المحافل الدولية... خلال حرب غزة، برزت إنسانية الملك عبدالله بوضوح من خلال إصداره توجيهات بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، تشمل الإمدادات الطبية والغذائية، كما فتح المستشفيات الأردنية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين. هذا الموقف الثابت يعكس التزام الملك عبدالله الثابت بالقضية الفلسطينية وحرصه على تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتعزيز صمودهم أمام التحديات المستمرة.
وفي ختام هذه المناسبة العظيمة، يظل الملك عبدالله الثاني ابن الحسين رمزاً للقيادة الرشيدة والرؤية المستقبلية... إن إنجازاته في مختلف المجالات تعكس تفانيه وإخلاصه في خدمة وطنه وشعبه. يحتفل الأردنيون بيوبيل جلالته الفضي بفخر واعتزاز، ويتطلعون إلى المستقبل بثقة وتفاؤل، تحت قيادة ملك أثبت بجدارة أنه قائد حكيم ورائد.
#د. بشير _الدعجه