قناة العقبة البحر المتوسط قبل (80) عاماً.
القلعة نيوز:
كتب ووثق تحسين أحمد التل: بعد أن اطّلَعَتْ الحكومة البريطانية على مخططات قناة السويس، وقناة بنما، قررت شق قناة جديدة تبدأ من خليج العقبة (البحر الأحمر)، وتتحرك باتجاه غزة وصولاً الى البحر المتوسط، وتأخذ من أراضي (فلسطين وغزة)، وبعض القرى المصرية، مساحات واسعة لإنشاء القناة أو النهر؛ بطول (180) كيلومتراً مربعاً، وعرض (150) متراً، بعمق (15) متراً.
جاءت فكرة هذا المشروع بالطبع قبل قيام إسرائيل بسنوات، وكانت واحدة من بنات أفكار تشرتشل الرهيبة، بالاتفاق مع مليونير يهودي، وذلك من أجل خدمة الدولة الإسرائيلية القادمة، وكان اليهود ينسجون خيوطها قبل قيامها بالإتفاق مع الإنجليز، ولن ننسى بطبيعة الحال، مشروع روتنبرغ الذي أنشىء على ضفاف نهر الأردن من أجل خدمة الدولة الصهيونية القادمة.
الغرض من إنشاء القناة التي كانت ستعتبر بديلاً عن قناة السويس، هو إيجاد منفذ مقترح لدولة إسرائيل تستخدمه للنقل البحري، بدل قناة السويس التي ستمنع مصر اليهود من استخدامها، بعد قيام الدولة، وكما هو معروف رفضت الدول العربية الاعتراف بهذه الدولة عام (1948)، ونشبت حروب بسبب قيامها على أرض فلسطين التاريخية.
أما المشاريع التي كانت ستقام على ضفتي القناة، فكانت على النحو التالي:
أولاً: سيتم إنشاء قرى زراعية، ومنافذ مائية للمنتوجات الزراعية، لتصديرها الى أوروبا، وإفريقيا، والمنطقة العربية، إذا خضعت المنطقة لمفهوم السلام المقترح من قبل الإنجليز، والذي كانت تفكر به الدولة البريطانية إبانئذٍ...؟!
ثانياً: إنشاء مدن صناعية وتجارية، تحقق فوائد للإسرائيليين، والمصريين، والأردنيين، والفلسطينيين، مع فتح سوق عالمي لعرض هذه المنتجات، مما يعني قيام حركة سياحية لا مثيل لها في المنطقة.
ثالثاً: فتح خطوط مواصلات على جانبي القناة التي ستشبه النهر، وإنشاء خطوط سكة حديد (ذهاب وإياب)، تربط بين آسيا وإفريقيا، بمعنى أن هناك طريق حرير جديد سيربط بين الهند وأوروبا وآسيا.
كانت بريطانيا ترغب بالتخلص من الهيمنة الفرنسية على قناة السويس، بإيجاد قناة تديرها وتسيطر عليها لمئة سنة قادمة، مع طرح أسهم لبيع القناة، تكون الحصة الأكبر بيد الحكومة البريطانية؛ لإدارتها للمئة سنة المطلوبة.
في البداية أكد الإنجليز على أن المشروع، هدفه؛ خدمة سياسة بريطانيا العسكرية بالدرجة الأولى، وتنمية المناطق المشاطِئة لقناة العقبة، وإيجاد مشاريع نوعية للشعوب العربية، واستثمار الصحراء غير الصالحة للزراعة، بدلاً من أن تبقَ فارغة غير قابلة للحياة.
لا ننسى أن بريطانيا كانت تفكر بجمع اليهود والعرب على مائدة واحدة، أو كما يقال على صحن واحد، يتعايشون ضمن مجتمع عربي يهودي مشترك، تظللهم بريطانيا العظمى بعلمها، وتحميهم بقوتها العسكرية، وتجعل لهم عملة موحدة، مع تقاسم السلطة والثروات، طبعاً هذا بعد انسحاب بريطانيا من المنطقة، أو في حال فشلت بتحقيق الوعد الممنوح لليهود.
سبحان الله العلي العظيم، الاستعمار دائماً أهدافه نبيلة...؟