شريط الأخبار
ماكرون يزور مصر الاثنين دعماً لتنفيذ اتفاق غزة مصر: انعقاد قمة شرم الشيخ الاثنين بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة وزير الخارجية الصيني: كارثة غزة الانسانية تمثل وصمة عار الأردن يشارك في "قمة شرم الشيخ للسلام" الاثنين آل القطيفان وآل القاضي نسايب .... " المجالي" طلب و داودية أعطى معهد الاداره العامة يعقد الجلسة الحوارية الأولى ضمن برنامج الدبلوم الاحترافي الأردن: 25 ألف طن مواد غذائية جاهزة لنقلها إلى غزة القيادة المركزية الأميركية تتابع سير إنشاء مركز تنسيق مدني-عسكري في غزة الرئيس المصري يؤكد ضرورة إعطاء شرعية دولية لاتفاق شرم الشيخ انتشال جثث 116 شهيداً من تحت أنقاض قطاع غزة رئيس "النواب": الأردن ماضٍ بثقة في مسار التحديث الاقتصادي والإصلاح الشامل الأسد في موسكو .. تقرير عن "حياته السرية" مع أسرته 6 لجان نيابية تجتمع الاثنين لمناقشة انتشار الكلاب الضالة السفير الأردني في أوزبكستان يزور بعثة منتخب "الكيك بوكسينغ" وزير العمل يشارك باجتماعات مجلس إدارة منظمة العمل العربية لليوم الثاني على التوالي .. شارع الرشيد بغزة يفيض بالعائدين في حضور كيم.. كوريا الشمالية تستعرض صاروخا جديدا عابرا للقارات ترامب: سأذهب إلى مصر لتوقيع اتفاق غزة بحضور عدد من القادة تحسبا للانتخابات.. جهاز نتنياهو الخبيث ينشط لتضليل الإسرائيليين بيان لـ«القسام» يزيل الغموض حول مصير «أبو عبيدة»

الشرفات يكتب: فاضل علي فهيد السرحان .. طهر الدم وقداسة المعركة

الشرفات يكتب: فاضل علي فهيد السرحان .. طهر الدم وقداسة المعركة
د.طلال طلب الشرفات
لا نبل يعلو على مضامين التضحية من أجل الوطن، ولا طهرٌ يتسامى على الدَّم المُراق قرباناً له؛ روحاً وجرحاً وفداء، وبالقطع لا شرف يعلو على شرف الجندية الممزوجة بحياء الرجال يوم ينادي الواجب الوطني؛ أن يا خيل الله أركبي، ولعل المواقع والمناصب تتقزم دوماً في حضرة الجندية، وقداسة المعركة، ورسالة الجيش المصطفوي؛ رفاق السلاح للقائد، ورهان الوطن المجرد من الهوى والوقيعة والخذلان.


فاضل علي فهيد السرحان؛ بطل من أبطال الجيش العربي والكرامة، عانقته الشمس الأردنية ذات صبح؛ أن طاب الموت من أجل الثرى، والكرامة، والهوية في مواجهة عدو غادر مفلس جبان استبدّ به الغرور، وأراد النيل من صمود هذا الوطن، فزأرت الأسود الرابضة في الجنبات، ومنهم فاضل، ولقّنت العدو درساً لن ينساه في الصمود والنصر، وحطّمت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وأُصيب السرحان بقذيفة أخترقت دبابته؛ مقبلاً غير مدبر؛ في مشهد إسطوري عانق الدَّمُ فيه بغزارة شرف الواجب، وقدسية الأرض الغالية على كلِّ شرفاء الوطن.

أي وسام أرفع من ذاك الذي يختلط فيه الدَّم بالأرض، وأية وطنية تلك التي تتقدم على الجندية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها وأجهزتها، ولعل الانحياز للجيش رجولة لا يخالطها لبس، ومسؤولية تغادر كل مساحات النميمة والوقيعة، وربما كان "الباشا" السرحان في طليعة الذين امتلكوا رزانة القيادة، وسعة الفكر، ودقة التحليل، وغزارة الرؤى، وهو القائل دوماً "لا يجوز لنا أن نحمّل الوطن مسؤولية أداء واجبنا أو نزاود فيه؛ فالوطن هو من خدمنا، وأفسح لنا الطريق لنعيش بكرامة وأمن نُحسد عليهما".

فاضل "باشا" السرحان مدرسة في الحكمة الوطنية، ومحلل استراتيجي من طراز فريد في الشأن الوطني والإقليمي، وقارئ حصيف للشؤون الدولية، وشخصية وطنية راقية وموضوعية تحظى باحترام الساسة وأهل الرأي والفكر، وهو فوق هذا وذاك ملح الأرض وعطرها الأنيق؛ ككل النشامى المخلصين في جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية؛ التي ما زالت تحاكي حلم الأردنيين في التوحد، وصيانة استقلالنا الوطني، وحماية الثغور، وترجمة توجيهات قيادتنا الحكيمة في الانعتاق والكرامة والسؤدد.

أذهلني الرجل غير ذي مرة بحكمته وسعة أفقه، وأكرمني ببعض تجليات همسهِ الهادئ المتوازن الخفي، وقدرته الاستثنائية على كظم الغيظ رغم فداحة التجنّي، ودبلوماسيته الواثقة في الرَّدِ على كلِّ المشككين في مواقف الأردن الراسخة في الكثير من القضايا العالقة في العقود الماضية، والسرحان إنموذج شريف للوطنية الحقّة، والجندية الإصيلة، ولعل من يُقدم الدَّم في سبيل الوطن حريّ بالاصطفاف في مقدمة الوطنيين المكللين بالغار.