القلعة نيوز- تشهد الانتخابات النيابية المقبلة في المملكة زخمًا غير مسبوق في مشاركة الشباب، حيث تقدم 60 مرشحًا في القوائم المحلية و160 آخرين في القوائم الحزبية فيما سيصوت 600 ألف شاب للمرة الأولى، ما يعكس اهتمامهم ووعيهم السياسي في بناء مستقبل سياسي أفضل للأردن .
وتأتي هذه الانتخابات في ظل خطوات جادة نحو التحديث والتطوير الشامل، بقيادة جلالة الملك عبدالله، وبناءً على مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ويتطلع المراقبون إلى أن تسهم هذه المشاركة الفاعلة في إفراز مجلس نواب يمثل طموحات وأحلام الشباب، وسط تحول جذري في دورهم كجزء أصيل من العملية الديمقراطية.
وقال مراقبون خلال أحاديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)ان المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة واجب وحقٌ في آنٍ واحد، فهو وفاءٌ للاستقلال بمعناه الوجداني، ومؤشر على الوعي السياسي، والمواطنة الفاعلة.
وأشاروا الى أن التعديلات التي تضمنها قانون الانتخاب الجديد من شأنها زيادة مشاركة الشباب تحديدا في فكرة الترشح، منها استبدال الاستقالة التي كان لا بد للمرشح التقدم بها سابقا بإجازة مدتها 3 شهور من الوظيفة التي يشغلها، لافتين إلى أن مشاركة الشباب في عملية الاقتراع الفاعلة مرتبطة بالتحفيز وسبله المتعددة الذي يمارسه أقرانهم بهذا الاتجاه.
في هذا السياق، أوضح المتخصص في الشؤون القانونية الدكتور سيف الجنيدي أن تحليل التعديلات الدستورية لعام 2022 والتشريعات المتعلقة بالحياة السياسية يكشف عن نية الدولة الصادقة وعزمها على تعميق الديمقراطية، وضمان تحقيق أحلام وطموحات الشباب في المشاركة الفعالة في صنع القرار.
وأضاف الجنيدي أن تمكين المرأة والشباب أصبح مبدأً دستورياً وفقاً للمادة 6، فقرتيها السادسة والسابعة من الدستور.
وأشار إلى أن التعديلات الأخيرة خفضت سن الترشح إلى خمسة وعشرين عامًا، كما أكد قانون الانتخاب رقم 4 لسنة 2022 على أهمية الكوتا النسائية في الدوائر المحلية حيث يشترط القانون أن تتضمن القوائم العامة (الحزبية) مرشحة واحدة على الأقل ضمن الثلثين الأوائل، بالإضافة إلى تخصيص مكان لشاب أو شابة دون 35 عامًا ضمن المترشحين الخمسة الأوائل.
وأوضح الجنيدي أن هذا التنظيم القانوني يضمن مشاركة فعالة للمرأة والشباب في الانتخابات النيابية القادمة ويشكل خطوة نحو تمكينهم مؤكدا أن قانون الأحزاب السياسة الجديد يعزّز الحماية القانونية لممارسة العمل السياسي والانتماء الحزبي.
من جهته، قال سلطان الخلايلة، مقرر لجنة تمكين الشباب ورئيس جمعية سند للفكر والعمل الشبابي، إن هناك نشاطًا كبيرًا للشباب من خلال ترشحهم في القوائم المحلية والعامة مشيرا إلى أهمية الندوات التحفيزية ووجود الشباب كمتطوعين لنشر الوعي حول قانون الانتخابات.
وأكد الخلايلة أن الشباب يتفاعلون بشكل جيد مع برامج المرشحين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يتيح لهم دعم مرشحيهم بناءً على تطلعاتهم وآرائهم.
بدوره أكد المحامي عبد الرحيم الزواهرة، مدير عام هيئة شباب كلنا الأردن، أن حماس الشباب للمشاركة في الانتخابات يأتي في ظل الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية التي تنفذها الدولة.
وأشار الزواهرة إلى أن قانون الانتخاب الجديد يسهل عملية ترشح الشباب، ويدعم تواجدهم في القوائم الانتخابية.
وفي هذا الإطار، دعا الزواهرة الشباب إلى التوجه لصناديق الاقتراع يوم 10 أيلول ، مشددًا على أهمية المشاركة الفاعلة في الانتخابات لتعزيز صورة الأردن وامتثالاً للرؤية الملكية.
كما لفت الانتباه إلى ضرورة تعزيز ثقافة التحفيز بين الشباب، سواء في الجامعات أو غيرها من الميادين.
وفي هذا السياق، أوضح أمين عام وزارة الشباب الدكتور حسين الجبور دور الوزارة في تعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية، مشيرًا إلى أن الاستراتيجية الوطنية للشباب تتضمن ثلاثة محاور رئيسية تعنى بالمشاركة في الحياة العامة، وهي: الشباب والمواطنة، الشباب والقيادة والمشاركة الفاعلة، والشباب والأمن والسلم.
وأشار الجبور إلى أن الوزارة وضعت خطة شاملة منذ إطلاق رؤية التحديث السياسي، تهدف إلى ترجمة محاور الرؤية إلى برامج توعوية تركز على التعريف بالتشريعات المنظمة للحياة السياسية، مثل قوانين الانتخاب والأحزاب والإدارة المحلية. كما تشمل هذه البرامج أنشطة عملية مثل المخيمات السياسية الحزبية ومحاكاة العملية الانتخابية.
وقال إنه تم تخصيص برامج لتعزيز مشاركة الشباب ضمن معسكرات الحسين للعمل والبناء، بالتعاون مع وزارة الشؤون السياسية والهيئة المستقلة للانتخاب. كما تم تنفيذ مشروع المعهد السياسي الذي يتضمن البرامج التدريبية الحكومية والبرلمانية، حيث تم تخريج جيلين والبدء بتدريب الجيل الثالث ويقوم المتدربون بإعداد أوراق سياسات وعمل تتعلق بالقضايا المهمة للشباب، والتي يتم عرضها على الجهات المعنية للاستفادة منها.
وأكد الجبور أن الوزارة تعمل بجد على تنفيذ برامج تشجع مشاركة الشباب في الحياة السياسية، من خلال التعريف بقوانين الأحزاب والانتخاب، ودور الشباب في المشاركة السياسية، بالإضافة إلى البرلمان الشبابي التدريبي، ودور مجالس المحافظات في تعزيز مشاركة المرأة.
وبين ان الوزارة تسهم في حملة "يلا نصوت" في الجامعات الأردنية، وبرنامج "نشامى" الذي يهدف إلى تدريب الشباب الجامعي وشباب الأحزاب والنقابات على المشاركة الوطنية بأبعادها كافة
--(بترا)