القلعة نيوز- من صالات الألعاب المزدحمة إلى هواتفنا الذكية، لقد قطع عالم الألعاب الإلكترونية شوطًا طويلًا. نتذكر جميعًا أيام الذهاب إلى صالات الألعاب، ووضع عملات معدنية في الآلات الضخمة لخوض مغامرات افتراضية قصيرة. اليوم، ومع بضع نقرات على شاشة هاتفنا، يمكننا الاستمتاع بعوالم افتراضية لا حصر لها. هذه الثورة التكنولوجية قد حولت هواية بسيطة إلى صناعة عملاقة تُدر مليارات الدولارات وتؤثر بشكل كبير على الاقتصاد المحلي.
بصمة الأردن في سوق الألعاب الإلكترونية
تشهد صناعة الألعاب الإلكترونية نمواً هائلاً على مستوى العالم، والأردن يسعى جاهداً للحصول على نصيب من هذه الكعكة. فهناك أعداد كبيرة من اللاعبين في الأردن والوطن العربي الذين لديهم اهتمامات كبيرة بالألعاب الإلكترونية ويقضون ساعات طويلة أسبوعيًا في الترفيه عبر العاب الفيديو، كما ينفق الكثيرين المال على هذه الألعاب كنوع من الترفيه.
تشير الإحصائيات إلى نمو سوق الألعاب الإلكترونية في الأردن، وأن الغالبية العظمى من اللاعبين هم من الشباب الذين لديهم طرق مختلفة للوصول للألعاب سواء عبر تنزيل الألعاب أو من خلال اللعب اون لاين.
يمكن للاعبين في الأردن والكويت وغيرهما من البلدان العربية الوصول لمحتوى الألعاب الإلكترونية بشكل سهل عبر مواقع متخصصة في توفير الألعاب ومراجعتها وتقييمها ومن أهمها فئة العاب كازينو مثل العاب الروليت والبوكر والبلاك جاك والسلوتس وغيرها. تقدم هذه الألعاب جوائز نقدية للاعبين عند الفوز في اللعب، ولكن من المهم اللعب عبر مواقع موثوقة ومرخصة توفر الأمان واللعب النزيه.
بعيدًا عن جانب المستهلكين، هناك قطاع أخر يحظى بالازدهار وهو قطاع الشباب المستثمرين في سوق الألعاب الإلكترونية في الاردن. أحد الأمثلة البارزة على ذلك هو فادي القيسي الذي يُعد أحد رواد هذه الصناعة في الأردن. يؤكد فادي أن الألعاب ليست مجرد تسلية، بل هي استثمار واعد.
تُظهر قصة نجاح اللعبة الأردنية "جواكر" الإمكانات الهائلة التي يزخر بها قطاعنا. هذه الصفقة الضخمة أثبتت للعالم أن الأردن قادر على إنتاج محتوى ألعاب عالي الجودة يجذب اهتمام المستثمرين العالميين. ولكن، لتحقيق المزيد من مثل هذه النجاحات، يجب علينا الاستثمار في التسويق العالمي، وتوسيع نطاق شراكاتنا، وبناء بيئة أعمال محفزة للإبداع والابتكار.
فادي، الذي طور العديد من الألعاب الناجحة، يشرح أن هذه الصناعة تحقق أرباحاً كبيرة، خاصة مع انتشار الإعلانات داخل الألعاب. ويضرب مثالاً بلعبة سباق السيارات التي طورها، والتي حققت أرباحاً تجاوزت 10 آلاف دينار في الشهر الأول فقط.
ازدهار صناعة الألعاب في الأردن
يشهد قطاع الألعاب الإلكترونية في الأردن نموًا ملحوظًا، مدفوعًا بمواهب محلية واعدة. ومع ذلك، لتحقيق طموحاتنا الإقليمية والعالمية، فإننا بحاجة إلى تعزيز التعاون مع شركات عالمية رائدة في هذا المجال. من خلال الشراكات الاستراتيجية، يمكننا تطوير ألعاب تنافس عالميًا وتلبية أذواق المستهلكين المتنوعة، خاصة في المنطقة العربية.
يخطو الأردن خطوات ثابتة نحو بناء صناعة ألعاب إلكترونية مزدهرة. بدءاً من مبادرة رائدة أطلقها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، يتحول حلم الشباب الأردني بتطوير الألعاب إلى واقع ملموس، يساهم في نمو الاقتصاد الوطني ويضع الأردن على خريطة صناعة الألعاب العالمية.
تأسس "مختبر صناعة الألعاب الأردني" عام 2011 كحاضنة للأفكار المبتكرة، حيث يوفر بيئة محفزة للشباب الموهوبين لتعلم كل ما يتعلق بتطوير الألعاب الإلكترونية وتطبيقات الهاتف المحمول. بفضل الدورات التدريبية المجانية والتجهيزات الحديثة، تمكن المختبر من صقل مهارات آلاف الشباب، وتحويل الكثير منهم إلى رواد أعمال ناجحين.
لم يقتصر دور المختبر على التدريب، بل امتد لدعم الشركات الناشئة ومساعدتها على بناء شراكات مع كبرى الشركات العالمية. اليوم، يفتخر الأردن بوجود أكثر من 12 شركة تطوير ألعاب، تساهم بشكل كبير في الاقتصاد الرقمي وتوفر فرص عمل للشباب.
استراتيجية وطنية ونتائج محسوسة
أدركت الحكومة الأردنية أهمية هذا القطاع الواعد، وأطلقت استراتيجية وطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية تمتد حتى عام 2027. تهدف هذه الاستراتيجية إلى توفير الدعم اللازم للشركات الناشئة، وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع، وتعزيز مكانة الأردن كمركز إقليمي لتطوير الألعاب.
يؤكد الخبراء في هذا المجال أن الأردن يتمتع بإمكانات هائلة للنمو في صناعة الألعاب، وذلك بفضل الكفاءات الشابة والبيئة الداعمة للإبداع. كما يشيرون إلى أن سوق الألعاب الإلكترونية في المنطقة العربية يشهد نمواً متسارعاً، مما يفتح آفاقاً واسعة أمام الشركات الأردنية.
حققت صناعة الألعاب الإلكترونية في الأردن نجاحات ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، حيث ساهمت في تنويع مصادر الدخل وزيادة الصادرات الرقمية. كما ساهمت في بناء اقتصاد معرفي مبني على الابتكار والإبداع.
بفضل الرؤية الثاقبة للدولة والاستثمار في الشباب الموهوبين، تسير صناعة الألعاب الإلكترونية في الأردن بخطى ثابتة نحو المستقبل. ومن المتوقع أن يشهد هذا القطاع مزيداً من النمو والتطور في السنوات القادمة، مما يساهم في تعزيز مكانة الأردن كمركز إقليمي للابتكار الرقمي.
هذه الأرقام تؤكد أن الألعاب الإلكترونية يمكن أن تكون محركاً قوياً للاقتصاد الأردني، وأنها توفر فرص عمل للشباب الموهوبين.