د.نسيم ابوخضير
قال تعالى : " لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُوا۟ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَٰلٍ مُّبِينٍ " (164) (آل عمران).
وقال تعالى :" وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَٰلَمِينَ " (107) الأنبياء.
وقال تعالى :" وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا" (56) الفرقان .
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء .
كان ميلاده صلى الله عليه وسلم ميلاد أمه ، كان ميلاده صلى الله عليه وسلم نقطه تحول في تأريخ البشريه جمعاء .
صلى الله عليك وسلم يا سيدي يا رسول الله ، صلى الله عليك وسلم يا سيدي يا حبيب الله ، صلى الله عليك وسلم يا سيدي يا ابا الزهراء ، يا من بعثك الله رحمه للعالمين ، لتخرج الناس من الظلمات الى النور ، بعد ان كانوا أمماً متناحرة متفرقه ، فكان مولدك مولد السلام ، والحب.، والود والوئام للبشرية جمعاء.
فكيف لا نحب محمّدًا وهو الذي أُُرسل رحمة للعالمين ، كيف لا نحبه وهو الذي أُُرسل ليُخرجَ الناس من الظلمات إلى النور ، كيف لا نحبه وهو قدوتنا وهو الهادي إلى الصراطِ المستقيم ، كيف لا نحبه وهو صاحبُ الخلق العظيم ، وهو أشرف الخلق والمرسلين ، فقد وصفه الله تعالى بقوله : " وإنك لعلى خلق عظيم" ووصفته السيدة عائشة رضي الله عنها بقولها : " كان خلقه القرآن" .
محمّدٌ أشرفُ العَرباء والعجم
محمّدٌ خيرُ من يمشي على قدمِ
محمّدٌ باسطُ المعروفِ جامعُهُ
محمدٌ صاحبُ الإحسانِ والكرمِ.
محمّدٌ خيرُ خلق اللهِ من مضرٍ
محمّدٌ خيرُ رسلِ اللهِ كلهم .
كيف لا نحب محمّدًا وهو الذي قال فيه ربنا : ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ﴾[سورة النساء ءاية 64].
كيف لا نحبه وهو الذي قال : « شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » كيف لانحبه ولا نعزّره وهو صاحب الشفاعة العظمى .
كيف لا نحب محمّدًا وهو حبيبُ رب العالمين . حبيبُ خالقنا ومصطفاه ، حبيب رازقنا ، حبيب حافظنا ، حبيب كافينا .
كيف لا نهوى حبيبًا وكلُ ما فيه عظيمُ .
في يوم مولده صلى الله عليه وسلم وفي كل يوم ، أكثروا من الصلاه عليه ، وفي يوم مولده صلى الله عليه وسلم وفي كل يوم ، حافظوا على سنته والإقتداء به ، وفي يوم مولده صلى الله عليه وسلم أدعو الله سبحانه وتعالى ان يشفعنا بنبيه صلى الله عليه وسلم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ، صلى الله عليه وسلم يا سيدي يا رسول الله ، صلى الله عليك وسلم يا سيدي يا حبيب الله ، صلى الله عليك وسلم يا اشرف خلق الله .
نتذكر في هذه الأيام كيف كان صلى الله عليه وسلم قدوة لنا في كل مناحي الحياة . فقد كان نبينا الكريم تاجرًا أمينًا ، ومعلمًا حكيمًا ، وطبيبًا للقلوب ، وعاملاً مخلصًا ، ونبياً يسعى دوماً لخدمة مجتمعه بكل تفانٍ .
إننا اليوم بحاجة ماسّة إلى الإقتداء به في كل أدوارنا ، سواء كنا تجارًا أو معلمين أو أطباء أو عاملين أو قضاة أو مواطنين . علينا أن نتحلى بالأخلاق التي كان يتحلى بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، فنخفف عن إخواننا ، نقف إلى جانبهم في أوقات الشدة ، نساعد المحتاج ، ونمد يد العون لكل من يحتاجها ، طلاباً فقراء أو مرضى ، أو أرامل أو مساكين .
لقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم رمزًا للتسامح والعدل والإيثار .
إذا أردنا أن نرتقي بمجتمعنا ، وأن نحقق التقدم والتنمية ، فعلينا أن نتمثل هذه الأخلاق في كل أعمالنا وحياتنا . نحب وطننا ونحافظ على مقدراته ومنجزاته ، لا مكان للبغضاء أو الحسد بيننا ، فالمجتمع الذي يريد أن يبني مستقبلاً مشرقًا هو مجتمع متحاب ، متعاون ، يسوده الإحترام والتراحم بين أفراده .
فلنستلهم من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم هذه القيم ، ولنكن على دربه ، نعمل جميعًا من أجل الخير والعدل ، حتى نصل إلى مجتمع يسوده الإخاء والتكافل ، مجتمع قوي بأخلاقه وقيمه .
اللهُم إحقن دماء أهلنا في فلسطين وغزة ، اللهم داوي جرحاهم ، وارحم موتاهم ، وانصرهم على أعدائهم .
اللهم اجمعنا بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامه يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .
اللهُم إحفظ بلدنا الأردن آمناً مستقراً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين .
وكل عام وأنتم بألف ألف خير وصحة وسلامة وعافية يارب العالمين.