التشكيل الوزاري
ترقيع قطعة من القماش ونقل قبّعة من نفس المقاس
يبدو أن دولة الرئيس وبحدود معرفته بواقع المجتمع الأردني وبما يعانيه من هموم ومشاكل اختصر على نفسه الوقت والجهد، ولم يجد أمامه خيار إلا أن يُجرب المُجرّب مرة أخرى، ولم يكلف نفسه أن يذهب بعيدا في البحث والتنقيب، وربما خرج باستنتاج مفاده أن استخدام المجرب أفضل من سؤال الطبيب، وربما مع دولته الحق فلماذا التعب في الإنجاب إذ لا مجال لإنفاق الوقت والمال في تربية جيل جديد من رجال الدولة، لهذا أصبحنا أمام تعديل وليس تشكيل وزاري جديد، أي إحلال شخص مكان آخر، ونقل قبعة من نفس المقاس من رأس لآخر، وترقيع لقطعة من القماش منتهية الصلاحية بدلا من تغييرها، كما أصبحنا أمام تغيير أسماء ومسميات، وجيل معظمه من القديم المتكرر من (المعادين).
عادة ما يتم اللجوء إلى جيل المعادين لكونهم يتمتعون بالخبرة والمعرفة، والذين لا يحتاجون إلى تدريب جديد، أو لأن البلد لا يوجد فيه رجال غير أولئك الذين اعتاد المواطن الأردني على رؤيتهم وسماعهم في مواقع وزارية وقيادية مختلفة مع تقديرنا لهم جميعا.
ربما يريد دولة الرئيس إرسال رسالة إلى الحكومات المتعاقبة مفادها أن الحكومات المتعاقبة لم تكن قادرة على استغلال المهارات والقدرات الخارقة التي كان يتمتع بها الوزراء المعادين، وربما يثبت دولة الرئيس أنه الأقدر ممن سبقه على استخراج الطاقات الكامنة لديهم، إلا أن الأخطر من ذلك تلك الرسالة المتمثلة بأن مشكلة الحكومات المتعاقبة كانت ليس في الوزراء أنفسهم وإنما في شخصية الرئيس نفسه.