القلعه
نيوز - كتب - محمد مناور العبادي *
--------------------------------------
اصبح " الخطاب
الهاشمي" بارقة امل ليس للشعب الفلسطيني بل للامة العربيه
والعالم اجمع . اذ منذ المملكه الهاشميه الاولى حتى
المملكه الهاشميه الرابعه ، بقيت مضامين هذا الخطاب ثابتة لم
تتغير رغم كل التحديات الاقليميه ،ركيزته الأساسية القضية
الفلسطينيه وشعبها الصامد الصابر المرابط
، في اطار المباديء الى اتخذها الهاشميون نبراسا لهم –
الوحده والحريه والحياة الا فضل – .
ومن هنا
كان خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في الامم المتحدة ،بمثابة
دستورنظام عالمي جديد ،يقوم على مباديء وميثاق الامم
المتحدة ، في العدالة ،والمساواة، وحق تقرير المصير وتطبيق الشرعيه الدولية.
ولأن ذلك كله تم تجاوزه
بانتهاكات اسرائيل لكل الاعراف والمواثيق الدولية ،قرع
جلالة الملك عبد الله الثاني ناقوس الخطر في نيويورك
،محذرا من فوضى شامله في المنطقة قد تتمدد عبرالعالم، اذا لم يحصل
الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة ، في العيش بأمن
وسلام وازدهار في وطنه فلسطين .. التي تتشرف بانها تحتضن
اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، التي
يوليها الهاشميون عنايتهم من خلال الوصاية الهاشميه
عليها المعترف بها دوليا .
لقد جمع جلالة الملك في
خطابه التاريخي مباديء العدالة ، والا نسانية ، والأمن الوطني الأردني
،والامن الاقليمي والدولي في مفهوم هاشمي راق ، لم يتوصل اليه احد حتى
الان، من حيث المزج الذكي الواقعي -زمانيا ومكانيا -، لكل هذه
المفاهيم السياسية والامنية الدولية وربطها معا في بوتقة واحدة.
ومثلما هو الاردن دوما جامع للامة
وحدوي في استراتيجيته السياسيه ، فانه حريص على تبني المواقف العربية
الجماعية في اية قضية عربيه .
من هنا تحدث جلالته باسم
الامة العربيه حين قال: "العالم
العربي، ولسنوات، مدّ يده لإسرائيل عبر مبادرة السلام العربية، مستعدا
للاعتراف التام بها وتطبيع العلاقات معها مقابل السلام، إلا أن
الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ، "اختارت
المواجهة ورفضت السلام،"
لقداعتبر المحللون السياسيون خطاب جلالته هذا وثيقة، تحكم مسار ليس القضية الفلسطينية فحسب ،بل مستقبل الامم المتحده والعالم كله ، كما اعتبروا الخطاب الهاشمي بوصلة ينبغي ان تكون مسارا سياسيا واقتصاديا وانسانيا ودبلوماسيا ، ودستورا عالميا لبناء عالم افضل لكل دول وشعوب العالم .
وفي
الوقت الذي كان فيه جلالته يلقي خطابه في نيويورك كانت جلالة الملكه
رانيا العبد الله تسير على نهج الهاشميين ،حين خاطبت شبابا من
190 دولة في مؤتمر قمة الشباب في مونتريال / كندا/
بمناسبة" اليوم العالمي للسلام " داعية الى بناء عالم
جديد يقوم على المساواه وحكم القانون، مؤكدة ان قيمتنا لا
يحددها جواز السفر الذي نحمله أو لون بشرتنا، بل إنسانيتنا بحد ذاتها".
واكدت جلالتها على مواقف جلالة
الملك حين قالت :" ان
المطلوب سلام حقيقي وعادل، مبني على الاحترام العالمي للكرامة
والإنسانية وحق تقرير المصير، ولتحقيق ذلك علينا العودة لجذور هذا الصراع:
الاحتلال غير الشرعي لفلسطين".
وقالت:"مؤخرا أكدت محكمة العدل الدولية والجمعية
العامة للأمم المتحدة الحقيقة التي لطالما عرفها الكثيرون منا: وجود إسرائيل في
الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني ويجب أن ينتهي "
ترافق
كل ذلك مع تأكيدات سمو ولي العهد الامير الحسين في اكثر من مناسبة بان
" الجميع مصدوم من عجز العالم عن وقف "المذبحة" الإسرائيلية
في قطاع غزة"، مشيرا الى ان "شعوب المنطقة فقدت ثقتها بالمجتمع الدولي
ومصداقيته وهم على حق".
ومثلما يؤكد جلالة الملك عبد الله الثاني
دوما ابدا شدد سمو الامير الحسين على أن "القضية الفلسطينية قضيتنا،
وبالرغم من الكلف السياسية أو الاقتصادية التي ندفعها، سنستمر بالقيام بدورنا تجاه
الشعب الفلسطيني".
وكما يؤكد جلالة الملك عبد الله الثاني
دوما ، فان الأمير الحسين قال: "أولويتي أن نحافظ على أمن واستقرار
البلاد؛ لأن الأردن القوي هو القادر على الدفاع عن القضية الفلسطينية، ليكون أكبر
سند للشعب الفلسطيني"
وبعد :
مسيرة
وسيرة الهاشميين ترفع هامة كل عربي، فهم كعادتهم وعبر تاريخهم
المشرف يرفضون الاستسلام كما قال الملك عبد الله الثاني
: "لقد كان والدي رجلا قاتل من أجل السلام إلى آخر
رمق، ومثل والدي تماما، فإنني أرفض أن أترك لأبنائي أو لأبنائكم مستقبلا يحكمه
الاستسلام".
· الكاتب : رئيس
التحرير المسؤول لوكالة القلعه نيوز