القلعة نيوز:
تقرير يوثق المدن والقرى والمناطق الأردنية التي جاءت في قصائد أيقونة الشعر الأردني والعربي (مصطفى وهبي) صالح التل.
كتب ووثق تحسين أحمد التل: لم يغب الوطن عن شعر (مصطفى وهبي) التل؛ لحظة واحدة، بل امتزج واقع عرار، وحياته بكل تفاصيلها بالبيئة الأردنية، تلك التي تغنى بها تارة، وشبهها بالجنة، أو قال أنها أفضل جنان الأرض والسماء تارات وتارات.
لم يترك مكاناً في هذا الوطن الواسع مد النظر، بل وأبعد من ذلك، إلا وكان له فيه نصيب من الشعر، والأحاسيس الجياشة، تجاه كل ما يتعلق بسهوله، وجباله، ووديانه، وصخوره، وعيون الماء فيه، وقد ذكر أماكن ربما لم يصلها أحد في عصره، إلا وتحدث عنها عرار، وجاءت في بيت من أبياته، أو ضمن قصيدة من قصائده.
سأروي قصة قصيرة عن مكان ذكره عرار في شعره.
قبل سنوات وخلال رحلتي بالباص الى العقبة، أنا ومجموعة من الزملاء، لحضور مؤتمر، تعطل الباص بنا قبل العقبة بعدة كيلومترات، فاتصل سائق الباص بالشركة لكي يرسلوا لنا باصاً آخر يكمل الطريق، وعندما نزلنا بجانب الشارع، وقعت عيناي على قارمة حديدية قديمة جداً مكتوب عليها: وادي اليتم، فتذكرت الشاعر الكبير (مصطفى وهبي) التل عندما قال:
وتلاع وادي اليتم ضاحكة وتربته غنية.
التقرير التالي يحتوي على أغلب الأماكن الأردنية التي تغنى بها عرار، ومنها ما قام بإعادة تكراره أكثر من مرة في بعض قصائد ديوانه عشيات وادي اليابس، وسنأتي عليها بالتفصيل، ووفق المعلومات التي بحثت عنها خلال أكثر من مصدر مكتوب.
ملاحظة: لم نذكر في هذا التقرير القصائد كاملة، بل اخترنا الأبيات التي تتحدث عن الأماكن التي ذكرها الشاعر عرار، إن كانت مدينة، أو قرية، أو عيون ماء، أو نباتات، وما الى ذلك مما جاء في التقرير...
- قصيدة: على الأطلال، مكونة من ثلاثة عشر بيتاً، ونشرت عام (1923)، وكان عرار حينها حاكماً للشوبك، وجاء في بعض أبياتها:
فيوم بوادي السير تصبيه ظبية ويوم بهذا الثغر يصبيه ربربْ
ونستنطق الأنقاض أنقاض أذرح بها للصدى رس وللبوم منعبْ
أولاً: قصيدة: يقولون إني إن شربت ثلاثة، مكونة من سبعة أبيات من الشعر، وكانت نشرت عام (1928)، وذكر فيها وادي الشتا، ووادي السير.
أناشدكم وادي الشتا وظباءه وغزلان وادي السير والأعين الدعجا
يقولون إني إن شربت ثلاثة فلا خير للأردن من همتي يرجى
ثانياً: قصيدة: ليالي الشوبك، وقد نشرت عام (1930)، وجاءت في ثمانية أبيات من الشعر.
زموا القلوص فما أدري أوجهتهم عمان أم أنهم من دونها نودوا.
- قصيدة العلم في عمان أزياء، غير معروف تاريخ نشرها، لكنها جاءت في ثلاثة وثلاثين بيتاً من الشعر.
فالقلب أشهى إليه منك بلقعة من سهل إربد لا عشب ولا ماء
في غير وادي الشتاء في غير أربعه ما تورف الظّلّ للأشواق أفياء
ملاعب خلدت أسماءها غرر من شعر من علمته الشوق زيزاء
وكرم جلعاد ما بعد التي عصروا بالسلط منها تلذّ الشرّب صهباء
وبعد عمان ربع لا تزايلهم بنعمة القيل ذي رغدان آلاء
يا شيخ ما العلم حسب المرء معرفة أنّ الشفاه بوادي السّير لمياء
وأنّ وادي الشّتا حوّ جآذره وأنّ مصطافها موآب أسماء
وأن للجهل فضلاً لست صاحبه بالعلم والعلم في عمان أزياء
قصيدة: أهكذا حتى ولا مرحبا، وهي من أجمل قصائد الشاعر العملاق عرار، وقد نظمها وكان منفياً في العقبة، حيث تذكر زوجته وأولاده ليلة العيد وهو بعيداً عنهم، وقد جاءت في أربعة وأربعين بيتاً، ونشرت عام (1931).
ومما جاء في بعض أبياتها عن المدن والأماكن الأردنية، ما يأتي من أبيات:
عمان ضاقت بي وقد جئتكم أنتجع الآمال في مادبا
فاض بحسبان فهشت له حسما ووادي يتمها رحبا
بالسلط غزلان كما قيل لي هضيمه الكشح حصان الخبا
أرآم هذا الحي من مدين فالبدع فالبتراء حتى ظبا
يا هند من حسبان قد بارق رف رفيفاً واضحاً مسهبا
- قصيدة: براً بالحسين، أيضاً نظم عرار هذه القصيدة، عام (1931)، ونشرت في جريدة الكرمل، وعدد أبياتها مئة بيت من الشعر، وكان منفياً في العقبة، عندما سمع أن الشريف الحسين بن علي انتقل الى رحمة الله تعالى، فحزن عليه كثيراً.
تعد القصيدة من أجمل قصائد الرثاء، وكانت منشورة ضمن مناهج التربية والتعليم في الأردن، وأعتقد أن الشاعر الكبير (مصطفى وهبي) التل لم يرثي أحداً بعد ابن عمه المهندس فؤاد (علي نيازي) التل، والشريف حسين بن علي، طبعاً جاءت مقدمتها على الشكل التالي:
لانت قناتك للمنون وقلما كانت تلين
فعفا الحمى ممن أعز وغادر الأسد العرين
ومما جاء في القصيدة عن الأماكن؛ عنوان البحث:
كيف القويرة والشراه وكيف سهل بني عمون
وجبال أيلة هل بها كلأ يسر الناظرين
- قصيدة: توبة، وهي مكونة من أربعة وثلاثين بيتاً، ونشرت عام (1931)، ومما جاء في بعض أبياتها:
كأنا لم نكن بالأمس من سكان عماناً
ولم نسحب لكل هوى بوادي السير أردانا
ولا شم الهيام بغانيات الحصن ريانا
وكم بالحصن فاتنة تذوب أسى لذكرانا
- قصيدة العبودية الكبرى، وهي من أجمل قصائد عرار، وجاءت في ستة وستين بيتاً من الشعر، ونشرت عام (1933)، وكان ذكر الشاعر الكبير وادي رم، وسكانه من بني عطية، وذكر وادي اليتم، وجبل شيحان المنطقة الشمالية من الكرك، ويرتفع هذا الجبل ألف متر عن سطح البحر.
ومما جاء في بعض أبياتها:
قسماً بماحص والفحيص وبالطفيلة والثنية
إن القدود المادبية والعيون العجرمية
يا أخت رم كيف رم وكيف حال بني عطية
وتلاع وادي اليتم ضاحكة وتربته غنية
وسفوح شيحان الأغن بكل يافعة سخية
- قصيدة هب الهوا، وكانت في (13) بيتاً، ونشرت عام (1933)، أما الأماكن فهي، منطقة برما بجرش، وذكر بعض النباتات والأشجار التي تتميز فيها البيئة الأردنية، مثل؛ الزيتون، الشيح والقيصوم.
في نجد حيث المجد ينضح ظله شمماً بأنف الشيح والقيصومِ
زيتون برما رغم أنفك داشر ما زال وهو كذلك منذ قديمِ
- قصيدة: ما ذم شعرك، نشرت عام (1933)، وجاءت القصيدة في إثنين وعشرين بيتاً، ومما جاء فيها بعض الأبيات التي تتحدث عن المدن والأماكن التي زارها الشاعر وكتب عنها، وهي:
تا الله إن الصبا لفح السموم إذا ما فات هباتها من مأدبا أرجُ
والدر إن لم يك الأردن معدنه فمنه خير بعين المنصف السمجُ
أليس لولا سنا رغدان ما انكشفت في ليل عمان عن أضوائها سُرجُ
- قصيدة: مالي وبرفين، عدد أبياتها أربعة عشر بيتاً، ونشرت عام (1933)، وجاء فيها البيت التالي:
فلا أوانس وادي السير تذكرني ولا الكواعب في أرباض عجلونا.
- قصيدة: نور نسميهم، وجاءت في ستة وثلاثين بيتاً من الشعر، وكانت نشرت عام (1933)، ومما جاء في بعض أبياتها:
هيهات ما بعد الصريح وأهلها للحصن لا شرقي سال مغيرُ
فأقم في إربد لا تغادر ساحها إلا الى القبر الذي به تُقبرُ
- قصيدة يا جيرة البان، تم ذكر المدن والمناطق التالية في القصيدة، وجاءت في (30) بيتاً، ونشرت عام (1934):
يا جيرة البان ليت البان ما كانا ولا عرفنا بوادي السير خلانا
وكيف أصبحت لا أهتم هل نزلت عمان أم غادرت لمياء عمانا
من ماء راحوب لم يشرب وليس له ربع بجلعاد أو حي بشيحانا
ولا تفيأ في عجلون وارفة ولا حدا بهضاب السلط قطعانا
ولا أصاخ إلى أطيارنا سحراً بالغور تملأه شدواً وألحانا
ولا بوادي الشتا تامته جؤذرة ولا رعى بسهول الحصن غزلانا
ولا تأردنه يوماً بمحتمل ولا لتقديسه الأردن إمكانا
- قصيدة: تذكارات، نشرت عام (1935)، وتكونت من تسعة عشر بيتاً من الشعر، ومما جاء فيها عدد من الأماكن والمدن التي أقسم بها الشاعر الكبير عرار، وهي على النحو التالي:
هذي القدود المأدبية والعيون العجرمية
للسلط تنسب أم تراها عند حزرك إربدية
قسماً بماحص والفحيص وبالطفيلة والثنية
ودم ابن شهوان الزكي ومصرع النفس الأَبية
كان الإله بعون قومك يا فتاة بني عطية
إذ رمّهم هضباته شم وديرتهم عذية
وسفوح شيحان الأغن بكل مكرمة غنية
- قصيدة: يا مرحبا، وقد جاءت في أربعين بيتاً من الشعر، ونشرت عام (1937)، ومما جاء فيها:
ما ظل في وادي الشتا والسلط للآرام عينه
وجآذر السفحين في عمان ليست بالضنينة
- قصيدة تسول شاعر، نشرت عام (1939)، وتتكون من تسعة وعشرين بيتاً من الشعر، وجاء فيها بيتاً واحداً؛ يتحدث فيه الشاعر عرار عن وادي السير كعادته.
ظبيات وادي السير هل نفرت من سربكن الظبية السمرا.
- قصيدة: بين الخرابيش، نشرت عام (1939)، وتتكون من أربعة وسبعين بيتاً من الشعر، ومما جاء فيها:
ليت الوقوف بوادي السير إِجباري وليت جارك يا وادي الشتا جاري
كم خلت بغداد إذ جئنا مضاربهم شرقي ماحص عني قيد أشبارِ
بنت وادي الشتا هشت خمائله لعارض هل من وسمي مبدارِ
وثغرة الزعتري افتر مبسمها عن لون خدك إذ لغزوه أنظاري
وسهل إربد قد جاشت غواربه بكل أخاذ من عشب ونوارِ
إن الشماليخ في حصن الصريح لقد حالت الى عسل يا بنت فاشتاري
خداك يا بنت من دحنون ديرتنا سبحانه بارىء الأردن من باري
- قصيدة: يا مي، وكانت نشرت عام (1939)، وتقع في أربعة وستين بيتاً، ومما جاء في بعض أبياتها، ما يأتي من الشعر:
يا مي جلعاد الأشم كعهده ما زال يربض جاثماً بمكانه
والغور ما انفكت غدائر نبته وزهوره تحنو على غدرانه
وسماء إربد ما يزال سحابها يسقي سهول الحصن من هتانه
وشعاب وادي السير سال لجينها للبرق لما افتر عن أسنانه
وادي الشتا هذا وتلك ملاعبي أيام كنتُ وكنتِ من جيرانه
ثالثاً: قصيدة: ما قهوة البن، نشرت عام (1943)، عدد أبياتها عشرون بيتاً من الشعر.
ما قهوة البن إن قيست بصافية من خمر جلعاد مخضل العرانين
وحسبنا نعمة مشتى ومرتبع في كل عام هنا في غور نمرين
وإن مصطافنا في كل قائظة من السنين روابي سهل عبين
وأربعاً ما وراء الحصن ليس بها إلا مكحلة من حورها العين
أليس وادي الشتا حواً جآذره ولون خد ابنة الأردن دحنوني
وقرصعنة وادي الحور مورقة وإن عكوب شعب الزعتري جوني
والغور مدهامة جناته وأنا في معشر من بني قومي ميامين
- قصيدة: أنفاس عيد الفصح، تكونت القصيدة من تسعة وعشرين بيتاً، ونشرت عام (1943)، وقد أهداها عرار الى صديقه العلامة الدكتور عبد الله السقاف، عندما زاره في القاهرة، وجاءت بعض أبياتها على النحو التالي:
إن في الحمر عن (وج) غنى وبزيزياء من الدوحاء روحُ
وكما تامك سفح من مُنى تام هذا الشيخ في عمان سفحُ
وحجازي الهوى أشواقه أصبحت أنى نحا الأردن تنحو
حسب من أجياد ليست صرحه في ظلال المجد من رغدان صرحُ
وبآل التل أهلاً وحمى زهره ما يعتريه الدهر صوحُ
موطني الأردن لكنّي به كلما داويت جرحاً سال جرحُ
- قصيدة: ليالي الكوخ، عدد أبياتها أحد عشر بيتاً، نشرت عام (1945)، والكوخ هو ما كانوا يطلقون عليه؛ كوخ الندامى، كان عرار ورفاقه يجتمعون فيه كل يوم تقريباً، للسهر، وقراءة الشعر والأدب، والحديث عن السياسة، أو كما قال عرار، هو حديث ذو شجون أو ذو سجون.
دحنون وادي السير من جناته لا تنكري أتضرجاً خداكِ
يا ظبية الوادي وما الوادي إذا لم تؤنسيه ومن أنا لولاكِ
- قصيدة: استقلال، وجاءت في ستة أبيات من الشعر، ونشرت عام (1946)، حيث قال عرار مخاطباً الهبر، وهو أحد أقل نماذج النور مكانة بينهم في الأردن، واتخذ اسمه رمزاً ومقدمة لبعض قصائده:
يا هبر لا بشرى ولا حوارة يطربها عزفك بالقيثارة
حسب الأمة الحمارة حكومة براجة بصارة
(فلان) فيها لولب الوزارة
- قصيدة: لهثات وأنفاس، نشرت عام (1946)، وجاءت في سبعة عشر بيتاً من الشعر، قال في بعض أبياتها شاعرنا العملاق عرار:
هبلتك أمك والحديث شجون ظبيات وادي السير حور عين
سلمى بماحص قد تألق موهناً برق وبلَّ ثرى الفحيص هتون
قصيدة: يا راهب الدير، نشرت هذه القصيدة عام (1947)، وجاءت في سبعة وعشرين بيتاً من الشعر، انتقينا منها ما يتعلق بالمكان.
ولا هوا، رسه يبكي فتدمغه بذكرياتك وادي السير ألحاني
قل للسوادن يفتحن الصوامع لي فالريح صرٌّ وبرد الغور آذاني
يا راهب الدير جلعاد صحيفته طويتها ولها قدمت قرباني
ودع غداراه وادي الغور إن أزفت منية كنت أخشاها وتخشاني
وليبكِ وادي الشتا بعدي جآذره وليبكِ حسبون بعدي ماء حسبانِ
قالوا بوادي الشتا لاحت مكحلة فما عليك ارعوى من خدها القاني
- قصيدة: رثاء فؤاد، تكونت القصيدة من سبعة وثلاثين بيتاً، ونشرت عام (1947)، بعد وفاة المهندس فؤاد (علي نيازي) التل، ابن عم الشاعر عرار، فرثاه بهذه القصية حزناً عليه، ولأنه توفي وهو في عز شبابه، وكان خاطباً لم يتزوج بعد (رحمه الله).
فاليوم لا وادي الشتا زمانه بيدي ولا الوادي الأغن مشايعي
يا إربد الخرزات حياك الحيا رغم الجفاء ورغم كل تقاطعِ
ما كنت أحب سفح تلك بونه عني وإن شط المزار بشاسع
حتى ثوى فيه الفؤاد وراعني بالسلط نعي قد أقض مضاجعي
أفؤاد جئتك للسلام فحيني واجتح حدود الرمس إن تكُ سامعي
أنا (مصطفى وهبي) أتعرف من أنا أنا شاعر الأردن غير مدافعي
رابعاً: قصيدة: بقايا ألحان وأشجان، وجاءت في ثلاثة وتسعين بيتاً من الشعر، وقد نشرت في نهاية الأربعينات، وهي من أجمل القصائد العرارية.
يا بنت، وادي الشتا صرت جنادبه ورجّعت جلهتاه الغرّ ألحاني
فلا عليك إذا أقريتني لبنا وقلت: خبزتنا من قمح حوران
فحسبنا نعمة الذلّ التّي نخرت عظامنا وأعزت أهل عمان
ليلاي قيسك قد شالت نعامته إلى فلسطين من غور ابن عدوان
قالوا ذوو الشأن في عمان تغضبهم صراحتي ولذا أفتوا بحرماني
يا أهل يافا لقد بالأمس أرقني برق تألق في أجواء حسبان
وحين رفّ لقدّ والله ذكّرني بأنّني ذات يوم كنت عماني
قالوا يحب أجل إنّي أحب متى كانّ الهوى سبّة يا أهل عمانِ
ما زال وادي الشّتا دفلاه مزدهر مالي ومالكم يا جيرة البان
مالي وزمزم ماء غير سائغة فأسقني جرعة من ماء حسبان
جيران وادي الشّتا كانوا وما برحوا برغم أنفك... جيراني
قفا بعمواس يا ابنيّ وانتظرا لو ساعة فهوى وصفي تحداني
وسائلا كلّ ركب مرّ عن ولدي وسائلا الركب عن دحنون أوطاني
قالوا تدمشق، قولوا ما يزال على علاته إربدي اللون حوراني
وأنّ وادي الشتا حوّ جآذره وأنّ زمزم والأردنّ صنوان
يا أربعا ما وراء الحصن عامرة بما تعانيه من ظلم وطغيان
يا أردنيات إن أوديت مغتربا فانسجنها بأبي أنتنّ أكفاني
وقلن للصّحب واروا بعض أعظمه في تلّ إربد أو في سفح شيحان
خامساً: عدد من القصائد كانت بلا تاريخ، وجاءت على الشكل التالي:
قصيدة: سكينة عندها دعد، وكان عدد أبياتها أربعة عشر بيتاً:
ألا أتحف ألا أسعف فمن قيس ومن هندً
فأنا في ربى البلقاء لا شام ولا نجدً
- قصيدة: أمالي عرار، وكانت ثلاثة عشر بيتاً من الشعر:
وادي السير واضحة صواه لمن لا يؤمونه
خلاك الذم هلا حينما عرجت بالشونه
سألت البلبل الغريد يا ناعور (وشلونه)
- قصيدة: وتل عجلون، وكان عدد أبياتها خمسة أبيات من الشعر:
وتل بعجلون قليل نباته أقول إذا شاهدته رأس أصلعُ
وبالقلعة العصماء للربض التي بناها صلاح الدين في رأس أمنعُ
- قصيدة: إذا داعبه الهوا، وهي مكونة من سبعة عشر بيتاً من الشعر، وغير معروف تاريخ نشرها.
ودع عمان يُسكرها الرياء الوقح والكذبُ
بأدغالك يا زيتون بُرما استأسد الذئبُ
- قصيدة: منية المتمني، عدد أبياتها ستة أبيات من الشعر، وغير معروف تاريخ نشرها.
فما للعشيات التي منيت بها لياليه في سهل العريف سبيلُ
فيا حبذا من ماء راحوب رشفة وظل بجرعاء السريج ظليلُ
وفي دار قسيس القرية ليلة تقضى وفي حضن الصريح مقيلُ
- قصيدة: إنه الغور، وجاءت في ستة أبيات من الشعر:
رويدك إنه الغور به دوم وزعرور
وخرفيش ومرار وعين تخسأ الحور
دع القطمون واللطرون فالدنيا طبر بور
قصيدة: حنين، وجاءت مناسبة القصيدة عندما التقى بصديقه الشاعر الدكتور ابراهيم ناجي، وعرض ناجي على عرار أن يبقَ في القاهرة ولا يعود الى الأردن، فأنشد قائلاً:
لكن ذكراك يا وادي الشتا وهوى جآذر السير رأس الكوم في رأسي
فوا حنيني لعطف الواردات على ماء الموقر أو بئر ابن هرماس
وواحنيني الى كأس مشعشعة بماء راحوب والدنان بتراسي
فأبلغ مهى السفح من عمان أن مهى مصر الجديدة أعياهن إسلاسي
فرب رس من الحمر يعاودني لما تذكرت في عمان جُلاسي
وكان الشاعر الكبير (مصطفى وهبي) التل برع في نظم وصياغة الأمثال الأردنية المعبرة، إذ قال:
علمي بعمان قرية، البراطيل خربت جرش، شباب نحلة واصبحوا بريمون، وغيرها الكثير من الأمثال.
وجاءت الأبيات على الشكل التالي:
علمي بعمان من بعض القرى فإذا بعمان عاصمة الأردن تحميه
إن البراطيل قدماً خربت جرشاً والحاكم الفذ لكام لشانيه
شباب نحلة في ريمون طالعهم ضوء الصباح ومستهم أياديه
ملاحظات على البحث:
أولاً: ذكر الشاعر العملاق عرار المدن والمناطق والأماكن التالية في هذا البحث:
- الأردن، جاءت في البحث ثمان مرات، عمان (العاصمة)، ثمان عشرة مرة.
- إربد: ثمان مرات، السلط: ثلاث مرات، وادي الشتا أربع عشرة مرة، وادي السير إحدى عشرة مرة، جلعاد ثلاث مرات.
- الحصن والصريح ثمان مرات، مأدبا أربع مرات، حسبان سبع مرات، شيحان ست مرات، الفحيص وماحص مرتان.
ثانياً: جاء على ذكر المدن والقرى والمناطق التالية بشكل متفاوت:
- الطفيلة، معان، مؤاب، البتراء، أيلة، الثنية، أذرح، زيزياء، وادي اليتُم، القويرة، والشراه.
- عجلون (الربض)، جرش (برما، ريمون)، الشونة، الغور، غور نمرين، المشتى، بيت راس، راحوب، الزعتري.
- ناعور، الموقر، البلقاء، طبربور، الحُمّر.
- سهل العريف، منطقة السريج، سهل بني عمون، بئر ابن هرماس.
- ذكر أسماء بعض القبائل والعشائر، مثل: العدوان، العجارمة، بني عطية، عشيرة التل.
- ذكر مجموعة من الأشجار والنباتات تشتهر الأردن بوجودها، مثل: شجرة الزيتون، شجرة الزعرور، الشيح، القيصوم، الدفلى، القرصعنة، العكوب، الدوم، المرار، الخرفيش، الدحنون.
ثالثاً: قال عرار إن ماء نبع حسبان أفضل من ماء زمزم بالنسبة له، وفي بيت شعري آخر شبه الأردن بزمزم.
مالي وزمزم ماء غير سائغة فأسقني جرعة من ماء حسبان
وأنّ وادي الشتا حوّ جآذره وأنّ زمزم والأردنّ صنوان
يمكن أن نقول إن أشعار عرار لا تتحدث فقط عن الأردن، بل تعتبر قاموس يضم الكثير من المدن والقرى، إضافة الى الأماكن والنباتات والأشجار التي يحتوي عليها الوطن الذي نفتديه بالمهج والأرواح.
انتهى البحث، أرجو أن أكون قد وفقت في تقديم إضاءة وجانب بسيط من تاريخ هذا الشاعر الأردني العملاق، أيقونة الشعر الأردني والعربي، وما قدمه من قصائد استثنائية وطنية.
لهذا أتمنى على كل من كان لديه ملاحظة أو تصويب، أو اقتراح أن يكرمنا به لنعمل على تعديله أو الأخذ به، مع الشكر الجزيل على تلطفكم بقراءة التقرير.
الإعلامي تحسين أحمد التل.
رئيس مركز حق للتنمية السياسية.
رئيس تحرير وكالة نيرون الإخبارية سابقاً
المستشار الإعلامي السابق لجامعة جدارا الأردنية للتميز.