==================
القلعه نيوز – كتب محمد مناور العبّادي *
شعار الحركة الاسلاميه الاردنيه الجديد الذي اطلقته جبهة العمل الاسلامي " الوقوف في خندق الوطن " لايبرر اي عمل مباشر او غير مباشر،يمكن ان يؤثرعلى منعة الوطن ومن وما فيه.. لأن هذا الشعار هو في الا صل ايجابي للغايه ، شريطة استخدامه، بحذر ،وعقلانيه، وحسابات دقيقة. لكنه قد ينقلب وبالا على الوطن واحبته ويغدوا سلبيا ، اذا لم يتم استخدامه بذكاءوايجابيه وسلميه ، وذلك ضمن القنوات الرسميه ، والانظمة والقرارات والاتفاقيات الدولية ومصلحة شعوب المنطقة.
لكن بعض منا استخدم هذا الشعار سلبيا ، مانحا عن حسن نية ، ذريعة لاسرائيل ، لشرعنة عدوانها على الامة ، وتنفيذ مخططاتها التوسعية ، عبر تكريس العدوان : الوحشي " الذي تشنه حاليا في فلسطين ولبنان واجزاء من سور يا والعراق واليمن ، بدعم دولي غير مسبوق ،من اقوى حلف عسكري في العالم ، تقوده اقوى واكبرقوة نووية وعسكريه وتقنيه في العالم.
شعار"الوقوف في خندق الوطن " ينبغي ان لايعني الخروج على دستور الدولة ،وقوانينها ، وشرعيتها، والتزاماتها الدولية ، سياسيا واقتصاديا وعسكريا ، لأن حدوث ذلك ، يعطي مبررا قانونيا للمتطرفين في اسرائيل ، لتنفيذ اطماعهم ، كما يحدث حاليا في المنطقة ، خاصة بعد ان اصبح هؤلاء المتطرفين اليهود ، جزءا اساسيا من المنظومة الحاكمه في اسرائيل ، فتمددت يد الجيش الاسرائيلي لتضرب في كل مكان عربي ، بطريقه دموية لامثيل لها في التاريخ الحديث.
صحيح ان القوة العسكرية اساسيه ، ولكن في الحالة العربيه فان الوسائل السلميه هي الحل ، كما انتهجتها دول عربيه معتدلة ، تمكنت من استعادة اراضيها المحتله سلميا ، اقتداء بدول اخرى في جميع انجاء العالم ، اعتمدت ومنذ فجر التاريخ ، وفي كل القارات ، وعبر الزمان ، الدبلوماسيه السلميه ، ليس ضعفا ،بل لحماية مواطنيها وانجازاتها الاقتصاديه ونجحت بامتياز . والتاريخ شاهد على ذلك .
لقد ترجم بعضهم -عن حسن نية - شعار"الوقوف في خندق الوطن " سلبيا ،واستخدموه في اطار اعلام ديماغوجي على مدى قرن من الزمان ، معتقدين ان هذا الشعاريدعو للحل العسكر ي ، الذي فشلنا فيه فشلا ذريعا وعلى مدى قرن من الزمان ، باستثناء معركة الكرامه.
.الاّ ان بعضنا للاسف - الحركة الاسلامية - يرى ان الحل السلمي مستحيل .. فرفضوا النهج السياسي التي تؤمن به غالبية الدول العربيه ، وتمرد بعضهم على الالتزامات القانونية والدولية والاتفاقيات الثنائيه والامميه ،التي وقعتهاهذه الدول . وفهموا شعار " الوقوف في خندق الوطن " خطأ ، فلجلوا الى اساليب سلبيه كانت وبالا على الوطن والمواطنيين في آن واحد ، مما فتح المجال واسعا اما م حركات ارهابيه ، لاستغلال المرحله لتتحول من حركات سلميه الى مسلحه تعيث في المنطقة فسادا وقتلا ونشرا للافكار المتطرفة .
لقد راى مطلقو شعا ر" الوقوف في خندق الوطن " بان الخروج على دساتير الدول العربيه وانظمتها وقوانينها وارتباطاتها الدولية واتفاقاتها الثنائيه والامميه مع الاخرين ، هو طريقهم لتحقيق هذا الشعار ، دون ان يدروا بانهم يعملون ضد انفسهم واوطانهم . وان الحرب الحاليه ،بكل مااسفرت وتسفر عنه دليل عملي على ذلك .
اذ وجد المتطرفون في اسرائيل ، في اصحاب هذا الشعار صيدا ثمينا ، وهدية انتظروها طويلا ، فاستثمروها ايجابيا لهم ،وسلبيا لنا ، لتحقيق اهدافهم واحلامهم في الهيمنة والتوسع . وكلما غالى اصحاب هذا الشعار في ممارساتهم التي اعطوها هالة دينيه ووطنيه ، وتصريحاتهم الديماغوجيه، تمادى تحرك المتطرفين في اسرائيل ، وتوسعت احلامهم لتغيير خريطة الشرق الاوسط ، مستخدمين نفس الشعار في محاربة الامة العربيه كلها ، ولحشد تحالف دولي داعم لهم سياسيا وعسكريا وامنيا .
ونجحت اسرائيل في استثمار هذا الشعار ايجابيا ،بحكم تحالفاتها التاريخيه مع القوى الكبرى، فانقلب السحر على الساحر ، حين ارتفعت صيحات اليمين الاسرائيلي المتطرف بان وجود الدولة العبريه ، وحياة الشعب اليهودي ،في خطر، وان ماحدث يذكر العالم باضطهاد النازيين لليهود واحراقهم احياء ،، فازداد الدعم الرسمي الدولي لاسرائيل ، خاصة حين رفع بعض العرب شعار ان نخوض حربا وجوديه ضد اسرائيل : لتلتقط اسر ائيل هذا الشعر وتجعله عالميا ، وبانه دليل على ان الهدف هو ابادة اليهود .. مما جعل القضية الفلسطينة واللبنانيه تتحول الى قضية انسانيه ذات بعد اقتصادي ،وليست وطنيه رغم نداءات وتحركات كل قادة الامة العربيه وتنظيماتها الشعبيه ، بان الحل تطبيق قرارات الشرعيه الدوليه باقامة دولة فلسطينيه مستقله وعاصمتها القدس ، تجاور اسرائيل ، وتعيش معها بامن وسلا م
ولأن الغلبة في الحروب هي دوما لمن يستطع ان يمزج بذكاء بين القوة العسكريه والدبلوماسيه ، واستغلال اخطاء الطرف الاخر ، وكل مايصدر عنه من تصريحات ديماغوجيه ،تمكن اليمين الاسرائيلي من ترجمة شعار - الوقوف في خندق الوطن – الذي اساء له اصحابه عن غير قصد- ، ليصبح شعارا يستغله متطرفو الدولة العبريه ضد الامة العربيه كلها.
وهكذا انقلب السحر على الساحر واصبح الحق – ولو مؤقتا - للقوة العسكريه نتيجة ممارسات الطرف الذي يستغل سلبيا مقولة الوقوف في خندق الوطن , وسيظل الامر كذلك الى ان تتمكن القوى العربيه المعتدله سلميا، من فرض قرارها الوطني العقلاني الذي التزمت به السلطة الوطنيه الفلسطينيه المعترف
التاريخ علمنا ان حقا لايضيع ما دام ان هناك من يطالب به – والاردن والدول العربيه وفي طليعتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ال السلطه الوطنيه الفلسطينية ، تؤكد دوما ان الحل الوحيد هو حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه ا المشروعه بما فيها اقامة دولته المستقله على ارض وطنه فلسطين وسيبقى كل العرب -شعوبا ودولا - معا في خندق واحد مع فلسطين وشعبها ، وستبقى فلسطين والى الأبد تاجا على راس كل العرب ، كما هم كل العرب تاج على رؤوس كل الفلسطينيين ،الذين أصّروجهاؤهم في القدس ان يدفن الشريف الحسين بن علي لدى وفاته في عمان 1931 في ثراها اكراما وتكريما له لرفضه وعد بلفور ولتبرعه الكريم لترميم المسجد الاقصى .
الكاتب: باحث - رئيس تحرير وكالة القلعه نيوز