الجبهة الداخلية الأردنية و الأولوية .
د محمد العزة
يتكرر هذه الأيام داخل أروقة استديوهات و ندوات التحليل  على شاشات و صفحات و سائل الاعلام الاخبارية المحلية و لسان  المسؤولين و منتسبي القوى السياسية و الحزبية و رواد الفعاليات الشعبية ، مصطلح المشاريع و المخططات  السياسية الإقليمية و الدولية .
 شكلت نبرة اللغة و عدد مرات التكرار و مدى صيغة المبالغة فيها لقوى و فرق بناءا لوجهات النظر و درجة الاقتناع بها  ،  ابتداءا من فريق الواقعية و الاعتماد على ثقة الاردن بقيادته و شعبه  التعامل مع هذه المشاريع  و استقبالها بما هو متوفر من إمكانية متاحة دون المبالغة و استنزاف الطاقة الاستيعابية لموارد الدولة البشرية و أشاعة حالة الطواريء فيها ، ما يؤثر على مسار عملها و نشاطاتها الطبيعية و منح الثقة  للسياسة الديبلوماسية الأردنية المعروفة باعتدالها و حكمتها في إدارة أحداثها ونتائجها ، و فريق وصل به المستوى إلى الهلع و الخوف و تضخيم ما هو قادم ، و ما بينهما فريق ثالث يتبنى أن الحالة السياسية العامة تتطلب الاستعداد للتعامل مع جميع الاحتمالات .
 تكمن المشكلة على الساحة الأردنية في هذه  المرحلة الحالية سيطرة الحالة العاطفية الدينية أو الشعبية و القومية السطحية الانفعالية عليها ،  و كل من يحاول الاقتراب و سرد أو شرح الاحداث بأسلوب مجرد واقعي  فورا يتم استنفارها و توزيع الاتهامات و اغتيال الشخصيات  لمن يقدم على نقدها  ، أمر آخر  بعض النخب السياسية الحالية على الساحة الأردنية  ،  عليها إعادة النظر في نهجهم وخاصة تلك التي تقدم مصالحها الشخصية و أهدافها  السياسية على حساب المصلحة العامة و المشروع الوطني ، مع مطالبة اكبر من القوى والأحزاب السياسية إلى فهم أكثر وأكبر و أعمق للعمل الحزبي الوطني البرامجي ، لانضاجه و إنجاز مسيرته و تحقيق أهدافه وهذا ما يعزز ثقة المواطن فيها و ما يصدر عنها ، حيث  نعاني من يمين سياسي يتبع فكريا لتنظيم خارجي ، و يسار عائم مرتبط بحبل سري بالي من زمن الماضي و وسط أو تيار  محافظ  يخشى على مكاسبه و مواقعه ويلجأ إلى ادوات و هويات فرعية كأساس لنواة  إعادة هياكله السياسية .
 علينا أن نكون جاهزين و جادين و العمل وفق رؤيا واضحة عمادها الصدق و الصراحة و الجدية بعيدا عن التنظير (و الرسالة  هنا للساسة)  دون الارتكاء و الارتخاء و الاتكال على عقل الدولة ، بل يجب أن يكونوا  شركاء كل في موقعه ، و قدرة  التقاط الرسائل والعمل بالمضامين ، وهذا يقع ضمن وصف عنوانه  الذكاء السياسي و توظيفه في قيادة و صناعة الحالة الشعبية و تكوين الرأي العام الإيجابي .
تراكمات الأحداث خلال سنة ماضية أوجد رأيا سلبيا و سالبا ،
سلب لغة الاتصال و مهارات التحليل و حق الرد و النقد والحوار في ما بيننا فقط أتاح حق الاصطفاف و التمركز كل حسب نواياه.
محور و جوهر المقال و خطوطه العريضة أن الأولوية للاستدارة للملفات الداخلية و الشأن الداخلي الاردني و تفرعاته و فروعه على الاصعدة التالية :
١.الصعيد السياسي:  
التركيز على  البرامجية و المواطنة و الهوية الوطنية و الوحدة الوطنية و الجبهة الداخلية .
٢. الصعيد الاقتصادي:  تحسين المعيشة و رفع الحد الأدنى للأجور و  ايجاد مستوى عالي لفرص العمل و التشغيل و مكافحة البطالة و  والإستثمار و جودة الخدمات و البنى التحتية 
٣. الصعيد الإداري:
 رشاقة القطاعات وخاصة العامة و ضبط النفقات و الاعتماد على الكفاءات في الإدارة لضمان جودة الانجاز و المخرجات .
هذا يدفعنا إلى حاجة تأسيس فهم عميق لمفهوم ( المواطنة ) بعيدا عن عصبيات العشائرية و الايدلوجية المتطرفة و العقائدية الدينية المتشددة  ،  فهم عميق راسخ متجذر يكون حجر  الزاوية  فيها  الحقوق و الواجبات كأساس و عماد الميزان لها  ، هذا اولا ، ثانيا ما يتعلق بالهوية الأردنية الذي تأخر عقل الدولة في الاستدارة  لها لعوامل خارجية وداخلية نتاج طبيعة تكوينها في البدايات و الانتماء لفكرة القومية العربية ولاحقا حصيلة احداث تراكمية واكبت تاريخ الدولة و أسهمت في ذلك .
آن الاوان  العمل و التركيز على صناعة و زراعة وعي وقناعة  بأهمية الهوية الوطنية  للحفاظ على الدولة الأردنية الوطن الضلع و الدرع و الضرع لشعبه العظيم و  قضيته المركزية السياسية القضية الفلسطينية ما دام هناك  احتلال و كيان يعمل بعقلية الثكنة العسكرية وهذا يوصلنا إلى مصطلح الهوية الوطنية  الأردنية الجامعة  الحاضنة ، الجامعة التي تخص الاردنيين فقط و إفهام الشارع وإيصال رسالة له أن هذا المصطلح لم يتم صياغته و تصميمه لغايات توسيع أو تغير تركيبة هذا الوطن  و العبث  باعدادات ديمغرافيته بناءا  لمشاريع أو مخططات خارجية قادمة ، وانما هو  لمواجهتها و الاستعداد لها بجبهة داخلية اردنية موحدة كأستراتيجية ذات أهمية لها الأولوية ليظل هذا الوطن عزيزا كريما آمنا مطمئنا مستقرا
              



