شريط الأخبار
رئيس جامعة البلقاء التطبيقية يكرّم خريج كلية الطب قصي العناسوة الحجايا ينعى الأخ والصديق الصحفي جهاد ابوبيدر خلال لقائه متقاعدين عسكريين ووفدًا قانونيًا* *العيسوي: الأردن بقيادته الهاشمية صخرة صلبة وحصن منيع في وجه التحديات* الحنيطي يستقبل قائد الحرس الوطني لولاية كولورادو العيسوي يلتقي متقاعدين عسكريين ووفدًا قانونيًا الرواشدة يرعى انطلاق مشروع “تفعيل الفنون الأدائية ومسرح الشباب الهواة” في الطفيلة أنظمة جديدة لـ "الاعتماد وضمان الجودة" و"صندوق المعونة" و"البحث العلمي" الحكومة توافق على تمويل أوروبي بقيمة 500 مليون يورو وزير الصحة في زيارة مفاجئة لمستشفى الأمير فيصل الأردن يشارك في المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء بالقاهرة قرارات مجلس الوزراء | تفاصيل مديرية الأمن العام تفتح باب التجنيد لحساب كلية الدفاع المدني الجمارك الأردنية تضبط أكثر من نصف مليون حبة كبتاجون مخدر في مركز جمرك الكرامة الجيش يحبط محاولة تهريب بواسطة بالونات على الحدود الشرقية نوقشت في جامعة البلقاء التطبيقية مناقشة رسالة الماجستير للطالبة بنان عبد الله أبو حماد، بإشراف رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد فخري العجلوني مادونا تناشد البابا: اذهب لغزة قبل فوات الأوان تراجع نمو مبيعات السيارات الكهربائية عالميا إلى 21% في تموز ريال مدريد يعلن الحرب على خطة ميامي ويتحرك رسميا بـ3 خطوات ظاهرة خطيرة في عمان ....كاميرات تصوير في بيوت العزاء الحوثيون يعلنون تنفيذ 4 عمليات عسكرية ضد إسرائيل

التعليم في مهب الريح: قضية التزوير جرس إنذار لمستقبل أبنائنا

التعليم في مهب الريح: قضية التزوير جرس إنذار لمستقبل أبنائنا
التعليم في مهب الريح: قضية التزوير جرس إنذار لمستقبل أبنائنا
القلعة نيوز:

زهير محمد الخشمان

في الأيام الماضية، تفجرت قضية تزوير شهادات الثانوية العامة، قضية ليست مجرد فضيحة عابرة، بل هي جرس إنذار يدق على أبواب النظام التعليمي الأردني. عندما وصل بنا الحال إلى أن يحصل مئات الطلبة على شهادات توجيهي مزورة من مؤسسات وهمية في الخارج، فهذا يعكس أزمة ثقة عميقة في نظامنا التعليمي، ويجعلنا نسأل أنفسنا: لماذا يضطر أبناؤنا وأسرهم إلى اللجوء لطرق ملتوية، بحثًا عن مستقبل أفضل؟ أين الخلل في منظومتنا التعليمية التي باتت تدفع البعض للبحث عن حلول خارجية غير مشروعة؟

إن هذه القضية تكشف حقيقة مؤلمة، وهي أن "التوجيهي"، ذلك الامتحان الذي يُفترض أن يكون مقياسًا للمعرفة والجدارة، أصبح شبحًا مرعبًا يُثقل كاهل أبنائنا، حتى أن البعض بات يبحث عن وسائل للحصول على شهادات غير حقيقية فقط للهروب من ضغطه وقسوته. وفي هذا الوضع، لا يمكننا أن نلوم الطلبة وحدهم، بل علينا أن نعيد النظر بعمق في طبيعة النظام التعليمي الذي يخلق هذه الظروف.

إن نظامنا التعليمي بحاجة ماسة إلى مراجعة شاملة؛ فالأزمة الحالية لا تنحصر في قضية التزوير فقط، بل تمتد إلى غياب الثقة بنظام تعليمي يعتمد على امتحان نهائي يحدد مصير الطالب في حياته المستقبلية. نحن بحاجة إلى نظام يتيح للطالب فرصًا متعددة لتطوير مهاراته وتقييمها على مدار العام، بدلاً من حصاره في بضعة أيام من الامتحانات التي لا تعكس دائمًا قدراته الحقيقية.

لا يمكن لنا كأردنيين أن نسمح بأن يُجبر أبناؤنا على مغادرة الوطن للبحث عن شهادات أو فرص تعليمية في الخارج، في حين يمكننا توفير هذه الفرص هنا، بين أيديهم وفي بيئة تضمن لهم النزاهة والجودة في التعليم. إن التعليم هو استثمار حقيقي في مستقبل البلاد، وأي إخفاق في هذا الاستثمار يعني إخفاقًا في تطوير الأردن ككل.

وفي ظل هذه الأزمة، أدعو الحكومة ووزارة التربية والتعليم إلى اتخاذ إجراءات حازمة وسريعة، ليس فقط في محاسبة المتورطين في عمليات التزوير، بل أيضًا في إعادة بناء النظام التعليمي على أسس عادلة وشاملة. علينا وضع خطة إصلاحية تبدأ من تحديث المناهج لتواكب تطورات العصر، وصولاً إلى خلق نظام تقييم متعدد الأبعاد يُعنى بمواهب الطالب وقدراته بشكل متكامل.

إن بناء نظام تعليمي يعزز من النزاهة والشفافية ويفتح آفاقًا أوسع أمام الطلبة سيعيد الثقة إلى نفوسهم ويشجعهم على بذل الجهد الحقيقي للنجاح. دعونا نتحمل مسؤولياتنا ونقف صفًا واحدًا ضد كل من يحاول استغلال أبنائنا ومستقبلهم. يجب أن نقولها بصوتٍ واحد: التعليم في الأردن أمانة لا نقبل أن يمسها العبث أو التلاعب.

لن يهدأ لنا بال حتى نضمن لأبنائنا نظامًا تعليميًا يُغنيهم عن اللجوء للخارج، ويمنحهم الفرص الحقيقية للنجاح داخل وطنهم. هذا هو الأردن الذي نطمح إليه، وهذا هو الأردن الذي سنبنيه معًا لأجل مستقبل أبنائنا.