الدور الأردني في إعادة إعمار سوريا يمكن أن يكون حاسماً ويعود بالنفع على كلا البلدين. من خلال التعاون في مجالات الإنشاءات والتعليم والطاقة والزراعة والصحة، يمكن للأردن أن يسهم في بناء مستقبل مستقر وآمن لسوريا، مع تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية للأردن نفسه. الاستثمار في إعادة إعمار سوريا ليس مجرد فرصة اقتصادية، بل هو خطوة نحو تعزيز العلاقات الإقليمية وتحقيق الاستقرار في المنطقة ككل.
تشير تقارير دولية الى دور أردني مرتقب في إعادة إعمار سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد من هذه التقارير تقارير ودراسات من البنك الدولي، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ومركز كارنيجي للشرق الأوسط.
شهدت سوريا تدميراً واسعاً بسبب الحرب الأهلية المستمرة منذ عام 2011، مما أدى إلى تدهور البنية التحتية الأساسية وتدمير المنازل والمستشفيات والمدارس. الآن، سقوط نظام الأسد بوادر لانتهاء النزاع وبدء عملية إعادة الإعمار، تبرز فرص جديدة للأردن للمساهمة بشكل فاعل في هذا المجال.
وتشير التقديرات إلى أن تكلفة إعادة إعمار البلاد تصل إلى حوالي 300 مليار دولار، ما يجعل الدعم الدولي والإقليمي أمرًا بالغ الأهمية، بحسب تقرير "فيتش سوليوشنز"
1. القطاع الإنشائي والبنية التحتية
إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة ستكون من الأولويات القصوى في سوريا، وهنا يمكن للشركات الأردنية المتخصصة في الهندسة والإنشاءات أن تلعب دوراً محورياً. الأردن يمتلك خبرات واسعة في هذا المجال، كما أن قربه الجغرافي من سوريا يجعله شريكاً طبيعياً. وفقاً لتقرير البنك الدولي، تقدر تكلفة إعادة الإعمار في سوريا بحوالي 388 مليار دولار. يمكن للأردن أن يساهم بشكل كبير في هذه العملية من خلال تقديم الخبرات الفنية والمشاركة في المشاريع الإنشائية الكبرى.
2. التعليم والتدريب المهني
مع تدمير العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية، هناك حاجة ماسة لإعادة بناء النظام التعليمي في سوريا. الأردن يمكنه تقديم الدعم من خلال البرامج التعليمية والتدريب المهني لإعادة تأهيل الشباب السوريين وتهيئتهم لسوق العمل. بحسب تقرير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، يمكن للأردن أن يلعب دوراً في تحسين النظام التعليمي وتقديم برامج تدريبية للسوريين لتعزيز قدراتهم المهنية.
3. الطاقة والكهرباء
النقص في الكهرباء والطاقة هو أحد أكبر التحديات التي تواجه سوريا. الأردن، من خلال مشروعات الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي، يمكن أن يساهم في توفير الطاقة لسوريا. مشاريع الربط الكهربائي بين الأردن وسوريا وحتى لبنان يمكن أن تكون مفيدة لكلا الطرفين وتساعد في استقرار إمدادات الكهرباء. وفقاً لتقرير مركز كارنيجي للشرق الأوسط، يمكن للأردن أن يشارك في مشاريع الطاقة لتوفير الكهرباء وتحسين جودة الحياة في سوريا.
4. الزراعة والأمن الغذائي
الحرب أثرت بشدة على قطاع الزراعة في سوريا، مما أدى إلى نقص حاد في المنتجات الغذائية. يمكن للأردن أن يقدم خبرته في مجال الزراعة لدعم إعادة تأهيل الأراضي الزراعية وتحسين الأمن الغذائي في سوريا. التعاون في هذا المجال يمكن أن يسهم في توفير الغذاء للسوريين ويخلق فرص عمل جديدة.
5. الصحة والرعاية الصحية
النظام الصحي في سوريا تضرر بشدة، مما يستدعي الحاجة إلى إعادة بناء المستشفيات وتوفير الرعاية الصحية. يمكن للأردن أن يساهم من خلال إرسال فرق طبية وتقديم الدعم الصحي والمعدات الطبية. كما يمكن للأردن أن يلعب دوراً في تدريب الكوادر الصحية السورية.
6. إعادة اللاجئين
الأردن يستضيف عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين الذين يمكن أن يعودوا إلى ديارهم عند استقرار الأوضاع. عودة اللاجئين ستساعد في تخفيف العبء عن الأردن وتعزيز الاستقرار في سوريا. التعاون بين الأردن وسوريا في هذا المجال يمكن أن يسهم في تسهيل العودة الطوعية للاجئين.
7. محاربة التهريب والتطرف
استقرار سوريا سيساعد في الحد من عمليات التهريب عبر الحدود والتي كانت تشكل تحدياً أمنياً للأردن. يمكن للأردن أن يلعب دوراً في دعم جهود الأمن والاستقرار في المناطق الحدودية والتعاون مع الفصائل المحلية لمنع التهريب والتطرف.
-----------------------------
الكاتب :* محمد العرسان رئيس تحرير راديو البلد. - عمان نت
ويحمل شهادة البكالوريوس في الصحافة والإعلام/ جامعة اليرموك