شريط الأخبار
الملك يبحث مع مبعوث ترامب جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة السفيرة" أمل جادو " تلتقي رئيسة المجموعة الاشتراكية الديمقراطية في البرلمان الأوروبي اهالي محتجزين يتظاهرون في تل ابيب لإتمام صفقة تبادل حماس لم تسلم ردها بعد عدم تسليم إسرائيل خرائط الانسحاب بجهود رئيسها .... "بلدية دير الكهف " تحتضن لأول مرة لجنة ترخيص البادية تسهيلاً لخدمة المواطنين بلينكن: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قريب للغاية وبانتظار كلمة «حماس» حسّان يطلب من وزراءه التواجد في الرئاسة عند السابعة صباح الأربعاء بعد مطاردته .. أحد قادة فلول نظام الأسد يفجر نفسه اللاذقية الكويت .. حبس وزير الداخلية السابق وتغريمه 69 مليون دولار ملابس "حسناء لبنانية" تكشف العلاقة.. غوارديولا يواجه اتهامات بـ"الخيانة" الزوجية برلماني أوروبي ينبهر لدى زيارته سوبرماركت كبير في موسكو البيت الأبيض يرفض فرض شروط للمفاوضات على كييف لإنهاء الحرب في أوكرانيا لا زيدان ولا تشابي.. بديل مفاجئ لكارلو أنشيلوتي في ريال مدريد برلمانية ألمانية: روسيا احترمت على مر التاريخ التزاماتها في عقود الغاز "جيروزاليم بوست": توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل قد يتم خلال ساعات راتب ضخم.. ما المبلغ الذي سيحصل عليه رونالدو مقابل تجديد عقده مع النصر لعام واحد؟ السعود: يد الهاشميين المعطاءة كانت وستبقى الأقرب لفلسطين والعون لشعبها الصامد "اتفاق غزة".. الخارجية القطرية تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة الملك يشهد تجهيز أكبر قافلة مساعدات إلى غزة ويكرم الهيئة الخيرية الملك يوعز ببناء مستودعات جديدة للهيئة الخيرية ورفع كميات المساعدات

الرواشدة يكتب : تتوقف الحرب ، لا يُهمّ من يرفع "شارة "النصر

الرواشدة يكتب : تتوقف الحرب ، لا يُهمّ من يرفع شارة النصر
حسين الرواشدة

‏اقتربت على ما يبدو لحظة إبرام الصفقة ( الهدنة: أدق) بين حماس واسرائيل ، السؤال : من هم المرشحون على "قائمة"الانتصار في هذه الحرب بعد نحو 460 يوما على انطلاقها ؟ أكيد جميع الأطراف التي شاركت ،بشكل مباشر أو غير مباشر ، سترفع، بعد نهاية الحرب ، "شارة " النصر ؛ كل طرف سيحشد ما يلزم من روايات لإقناع جمهوره بذلك ، والأغلب أن الجمهور سيُصدّق، وربما يُصفّق أيضا ، من جهتي أقول : صمود أهل غزة كان معجزة ، وخلاصهم من الحرب اهم نتيجة ، وأتمنى ان يمنحنا الله الحكمة لنتعلم مما حصل في قادم الأيام والسنوات .

‏لكن في الحقيقة الإجابة على سؤال من انتصر تبدو صعبة ، هذه الحرب دون غيرها من الحروب، لا يوجد فيها معيار للانتصار ، ولا تكافؤ بين المتحاربين، ولم يحقق احد أهدافه التي أعلنها، وبالتالي لا يوجد فيها أي طرف منتصر ، الجميع سيخرجون خاسرين ، اما أخلاقيا أو سياسيا ، عسكريا أو إستراتيجيا، كابوس أطفال غزة المدمرة ، ودماء عشرات الآلاف من الأبرياء ، ومأساة اجيال ( الحرب) وورثتها ، ستطارد المحتل الغاشم،وكل من كان له ضلع في هذه الكارثة .

‏إذا تجاوزنا "وَهْم" الانتصار ،يمكن ان نبحث في بورصة ما بعد الحرب ، سنجد بازارات سياسية يقبض أصحابها الثمن من تحت الطاولة ، سنجد تجارَ أسلحةٍ ومقاولي حروب ومتفرجين يجلسون على مقاعد الانتظار ، وثمة متواطؤون يضعون رجلا هنا ورجلا هناك، هؤلاء حين تضع الحرب أوزارها سيتقاسمون الأرباح المؤقتة والخسائر ، تماما كما يفعل الورثة بعد أن يُشيع الفقيد إلى المقبرة ، غزة اليوم أكبر مقبرة يشهدها تاريخنا المعاصر.

‏لكي نفهم ما حدث أكثر، لابد أن ندقق ، اولاً، في مشروع هذه الحرب وأطرافها ومن يقف خلفها، ثم أهدافها الكبرى ، الإستراتيجية والتكتيكية، يجب ، ثانيا، أن نتجاوز مقولات ومسلمات ورغبات صادقة نتوافق عليها جميعا، مثلا الحق المشروع للمقاومة، الأمل بانتصارها، الإدانة والرفض للاحتلال (باعتباره عدواً)، ولكل ما يقوم به من ممارسات بشعة ، وما يحمله من نوايا لشطب القضية الفلسطينية والتوسع والهيمنة على المنطقة ، ثم ما فعلته 7 أكتوبر من انكسار لهيبته، وتهديد لوجوده ، يجب ، ثالثا، أن نُسقط من حساباتنا بعض الرهانات ؛ تحولات الرأي العام الدولي ، مثلا ، استعادة منظومة العدل الدولية ومؤسساتها، ثم العروض السياسية المغشوشة التي تتسابق ، الآن ولاحقا، دول جبهة الحرب لتصديرها إلينا بالتنسيق مع تل أبيب.

‏إذا توافقنا على ذلك ،ثم على أننا أمام حرب شبه عالمية ،وغير مسبوقة ، تم الإعداد والتجهيز لها منذ زمن طويل في سياق مشروع صهيوني متدرج الخطوات ، ومساندة دولية مدروسة ومفهومة، وفي ظل ظروف إقليمية مضطربة تبحث فيها كل دولة عن طوق نجاة ، وتتصارع فيها بعض القوى الإقليمية الكبرى لانتزاع حصتها من النفوذ ، مع غياب شبه تام (عجز أدق) للنظام الرسمي العربي، ثم وضعنا احتمالات وألغاز 7 أكتوبر وما انكشف حتى الآن ، وما قد ينكشف لاحقا، في ظل الاستفراد بالمقاومة وخذلانها، فإن أخشى ما أخشاه أن يكون المرشح الأول على قائمة الخاسرين، في حسابات صفقة ( صفقات ) ما بعد الحرب ، هو نحن، اقصد العرب والفلسطينيين.

‏صحيح ، المقاومة لن تموت ، فحيثما كان احتلال اخرجت الأرض مقاومة ، وحماس التي تم اضعافها ، قد تظل في المشهد أو تتعافى لاحقا ، وبناء غزة وإعمارها سيتم وأن تأخر طويلا ، وماراثون المفاوضات سينطلق كما حصل قبل 30 عاما ، لكن كل هذا لا يضعنا في قائمة الرابحين، لا عسكريا ولا سياسيا ، كما لا يضع الأطراف الأخرى: الكيان الصهيوني وحلفاءه على هذه القائمة، فمع انتهاء الحرب ستدفع الطبقة السياسية والعسكرية في الكيان المحتل الثمن ، كما دفعته إدارة بايدن ومعها الديمقراطيون ، وكذلك طهران وأذرعتها ، وغيرهم من الشركاء المخفيين.

‏قد نختلف على توزيع أسهم الخسارة ، وقد يبدو للبعض أن ثمة أرباحا هنا أو هناك، وقد يأخذنا التحليل السياسي إلى سرديات صادمة تختصر ما حدث منذ نحو 460 يوم على الحرب ، وما تركته من كوارث وجراحات وآلام ، لا يمكن وصفها ولا تعويضها، لكن لا يجوز أن نختلف على حقيقة واحدة ، وهي أن الحرب أطلقت مارد الجنون من قمقمه، وأنه سيأخذنا ، مستقبلا، إلى مزيد من الفوضى والدمار ، وبالتالي فإن استدعاء الحكمة أصبح واجبا .

يكفي ما حدث ،يكفي أهل غزة هذه المعاناة التي لا يمكن وصفها ولا يتحملها بشر ، لا بد أن تتوقف هذه الحرب بأي شكل ،وبأي ثمن، ثم ان نستدرك أثمانها السياسية القادمة التي قد تكون ابشع منها، ( كيف؟ لا ادري) لكن ، أخشى ما أخشاه أنها لن تتوقف, حتى وان تم الاتفاق على الهدنة ، لأن كل طرف فيها لا يعترف بالخسارة، أو بنصيبه منها،، وما زال يصر على الانتصار الكامل .