رئيس مجلس إدارة " البوتاس
العربية" والرئيس التنفيذي للشركة في حوار موسع مع "بترا"
v
الدعم
الملكي المستمر لـ "البوتاس العربية " حفزها لتحقيق المزيد من الإنجازات
محلياً وعالمياً
v
مشاريع
وخطط مستقبلية لـ " البوتاس العربية" بكلفة تزيد عن (3)
مليارات دولار تعزز قدرات الشركةالإنتاجية وترفع تنافسيتها
v
مشروع
التوسع الجنوبي يهدف إلى زيادة القدرة الإنتاجية للشركة من مادة البوتاس إلى أكثر
من (3.5)
مليون طن سنوياً
v
(2.2) مليار دولار أرباح "البوتاس
العربية" الصافية خلال الأعوام (2019- 2024) وبما يعادل (367) مليون
دولار سنوياً
v
مشروع
الشراكة مع ألبامارل الأمريكية سيرفع حصة برومين الأردن في الناتج المحلي الإجمالي
ويضاعف من صادرات الشركة
v
تحرص
الإدارة في شركة البوتاس العربية على تحقيق مستوى عالٍ من الأداء يُجسد "
الندية العالمية" في جميع جوانب عمل الشركة
v
" البوتاس العربية" أسست لمنظومة
اقتصادية متكاملة تدعم التنمية المستدامة وتبرز قدرة الأردن على تقديم صناعات
تنافسية عالمياً
v
الشركة
تحصل على الموافقات الحكومية لمشاريع الطاقة المتجددة بقدرة توليد 36 ميغاواط في مناطق
امتيازها
في السنوات القليلة الماضية، خطت شركة البوتاس العربية خطوات جادة
وعملية تمكنت بفضلها من تأسيس منظومة اقتصادية متكاملة تدعم التنمية المستدامة وتُبرز
قدرة الأردن على تقديم صناعات تنافسية عالمياً، محققةً بذلك إنجازات وطنيّة تضاف إلى
سجل الأردن الحافل.
وقد حظيت الشركة بدعم ملكي مستمر من لدّن صاحب الجلالة الملك عبدالله
الثاني ابن الحسين، أبرزَ إمكانياتها في رفع مستوى الإنتاج وتعزيزِ الصادرات.
هذا الدعم الملكي لم يكن مجرد إشادة بالنجاح، بل كان دافعاً قوياً لتحفيز شركة البوتاس العربية
على المضي قدماً بتنفيذ مشاريعها وخططها المستقبلية التي تقدر كلفتها بأكثر من (3) مليارات دولار، ساعية إلى تحقيق مستوى عالٍ من
الأداء الذي يُجسد " الندية العالمية" بفضل رأس المال البشري، والموارد الطبيعة
الغنية التي يملكها الأردن وموقعه الجغرافي الاستراتيجي، وتشريعاته الاقتصادية الراسخة.
واليوم، تواصل الشركة مسيرتها الطموحة، مُستندة إلى رؤية ثاقبة وإدارة
حكيمة، لتسهم في دعم الاقتصاد الوطنيِ وفي تحقيق التنمية المستدامة، غير غافلة عن تعزيز
دورها المتنامي في تحقيق الأمن الغذائي العالمي.
في حوار خاص مع وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، استعرض
كل من رئيس مجلس إدارة الشركة المهندس شحادة أبو هديب، والرئيس التنفيذي الدكتور معن
النسور، أهمَّ محطات هذه المسيرة الحافلة، كاشفين عن أبرز المشاريع
والخطط المستقبلية التي ترسم ملامح مستقبل واعد للشركة، بما في ذلك مشاريعها
التوسعية الطموحة، مثل؛مشروع التوسع الجنوبي لزيادة إنتاج مادة البوتاس، ومشروع إنشاء مصنع للأسمدة
المتخصصة، بالإضافة إلى استثماراتها النوعية في شركة برومين الأردن.
كما أكد المسؤولان، على التزام الشركة بالمساهمة الفاعلة في تحقيق
مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي، من خلال تعزيز إنتاج البوتاس والبناء على الفرص
التكاملية ما بين العناصر السمادية والكيماوية المتوافرة في المملكة، واستقطاب
الاستثمارات الأجنبية، وتطوير الصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة العالية.
وجرى التشديد في اللقاء، على أهمية مركز البحث والتطوير
والابتكار الذي تم افتتاحه مؤخراً في مقر الشركة في غور الصافي برعاية ملكية سامية،
ودوره في تعزيز الابتكار وتطوير منتجات جديدة، بما يخدم قطاع التعدين والصناعات
الكيماوية في الأردن.
ولم يُغفل اللقاء إبراز دور شركة البوتاس العربية في الخدمة
المجتمعية، من خلال دعم العديد من المبادرات التنموية في مختلف المجالات، والتزام
الشركة بالمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي العالمي.
وفيما يلي نص الحوار :
بترا:
معروف أن شركة البوتاس العربية من الشركات التعدينية الصناعية الكبرى في مجال
الأسمدة ولها دور حيوي في الاقتصاد الوطني، وقد اهتمت القيادة الهاشمية لهذا الأمر
مبكراً، حيث حظيت الشركة بدعم ملكي واضح تبدى ذلك في الزيارات الملكية للشركة، ومتابعة
جلالته المستمرة لأعمالها في السنوات الأخيرة الماضية، برأيكم كيف تعكس الزيارة الملكية
الأخيرة لشركة البوتاس العربية دعم القيادة الهاشمية للشركة وللصناعة الوطنية؟
م. أبو هديب : تجسد زيارة جلالة الملك عبدالله
الثاني، التي رافقه فيها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد في شهر تشرين
الثاني الماضي، لشركة البوتاس العربية في غور الصافي دليلاً واضحاً على اهتمام القيادة
الهاشمية بدعم الصناعات الوطنية، التي تُعد من الأعمدة الأساسية للاقتصاد الأردني،
مع التركيز بشكل خاص على قطاع التعدين والكيماويات، الذي يمثل أحد القطاعات الأكثر
أهمية من حيث القيمة المضافة. وتؤكد هذه الزيارة اهتمام جلالته بمتابعة أداء الشركات
الوطنية، وتعزيز دورها في زيادة معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق الازدهار، وبما يتماشى
مع الرؤية الملكية في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
وتبرز هذه الزيارة الثقة الملكية السامية بشركة البوتاس العربية
بوصفها شركة وطنية رائدة، مسلطةً الضوء على قدراتها في تعزيز الإنتاج وزيادة الصادرات.
كما تُظهر هذه الخطوة التزام الأردن بتطوير قطاع التعدين بما يسهم في تحقيق أهدافه
الاقتصادية، ويدعم مساعيه لترسيخ مكانته في الأسواق العالمية من خلال تطوير الصناعات
الوطنية ورفع مستوى تنافسيته. الزيارة الملكية أيضاً تعكس دعم القيادة المستمر للابتكار
في القطاع الصناعي، وتعزز من روح الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تطوير المشاريع
الاستراتيجية التي تساهم في نمو الاقتصاد الوطني وتعزيز قدرة المملكة على مواجهة التحديات
الاقتصادية العالمية. كما أنها تؤكد أن القيادة الهاشمية تضع الاستثمار في القطاع الصناعي
على رأس أولوياتها لدفع عجلة التنمية المستدامة وتوفير فرص العمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي
في العديد من الصناعات الحيوية في الأردن.
بترا : خلال الزيارة الملكية، افتتح جلالة الملك عدداً من المشاريع
التوسعية الجديدة التي انتهت شركة البوتاس العربية من تنفيذها في عام 2024، هل لكم
أن تطلعونا على أبرز هذه المشاريع وأهدافها وكلفتها الإجمالية ؟
د. النسور : تشرفنا خلال الزيارة الملكية
بافتتاح جلالته لعدد من المشاريع الهامة والحيوية لشركة البوتاس العربية والتي
بلغت كلفتها الإجمالية حوالي(450) مليون دولار، وتهدف هذه المشاريع إلى تعزيز القدرات
الإنتاجية للشركة، ورفع تنافسيتها، وتحقيق التنمية المستدامة.
شملت المشاريع التي افتتحها جلالته؛ مشروع محطة الضخ الرئيسية، الذي
يُعد الشريان الأساسي لضمان استمرارية العملية الإنتاجية، حيث يسهم هذا المشروع في توفير المواد الأولية اللازمة لدعم
المشاريع التوسعية للشركة. بالإضافة إلى ذلك، افتتح جلالته مشروع مصنع البوتاس الحبيبي،
الذي يهدف إلى رفع الطاقة الإنتاجية للشركة من مادة البوتاس الحُبيبي من (450) ألف طن إلى نحو (1.2) مليون طن سنوياً، ما يعزز
من الحصة السوقية للشركة في الأسواق العالمية الهامة مثل؛ البرازيل،
والولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وعدد من الدول الآسيوية.
كما تضمنت المشاريع التي افتتحها جلالته؛ المرحلة الأولى من
مشروع التوسع الشرقي، الذي يسهم في زيادة القدرة الإنتاجية للشركة من مادة البوتاس
بنحو (80) ألف طن سنوياً عبر توسيع الملاحات الشمسية. كذلك افتتح جلالته مركز العمليات
والخدمات اللوجستية، الذي تم تصميمه وفق أحدث المواصفات العالمية في كل من موقعي
الشركة في غور الصافي والعقبة، بهدف تحسين عمليات تعبئة وتغليف البوتاس، وتلبية احتياجات
الأسواق العالمية، مع التركيز على استهداف أسواق جديدة.
أيضاً، افتتح جلالة الملك مركز البحث والتطوير والابتكار، الذي يعزز
من قدرات الشركة في إجراء بحوث معمقة حول الفرص الاستثمارية المحتملة في معادن البحر
الميت. كما يولي المركز أهمية لتطوير عمليات التصنيع والتشغيل المرتبطة بصناعة البوتاس،
إلى جانب تنويع وتطوير المنتجات، بما يسهم في تعزيز تنافسية الشركة عالمياً ودعم الصناعات
التابعة لها.
هذه المشاريع مجتمعةً ستُحدث نقلة نوعية في الأداء التشغيلي لشركة
البوتاس العربية، من خلال تحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة الإنتاجية لتلبية الطلب العالمي
المتزايد على مادة البوتاس. كما أنها تفتح آفاقا لدخول أسواق جديدة ذات مردود ربحي
أعلى، مما يعزز من مكانة الشركة كلاعب رئيسي في قطاعي التعدين والأسمدة عالميا.
وفخور بالقول أن جلالة الملك عبدالله الثاني، قد أشاد خلال زيارته
لمصانع الشركة في غور الصافي بالإنجازات التي حققتها الشركة في السنوات الأخيرة، كما
أثنى جلالته على الدور الريادي الذي تلعبه الشركة في دعم وتعزيز الأمن الغذائي
العالمي، وعلى مساهمتها القيّمة في تحقيق النمو الاقتصادي الوطني، وبما ينسجم مع رؤية
التحديث الاقتصادي في الارتقاء بمستوى التنمية الاقتصادية في البلاد.
إن كلمات جلالته تُعدّ وسام شرفٍ لكل فردٍ في شركة البوتاس العربية،
وستُحفّزنا دائما على مواصلة العمل الدؤوب لتحقيق المزيد من الإنجازات، وتجسيد الرؤى
الملكية السامية في النهوض باقتصادنا الوطني.
بترا : عرضت شركة البوتاس العربية خلال زيارة جلالة الملك مشاريعها
وخططها المستقبلية التي تهدف إلى تطوير صناعة البوتاس الأردنية، ما هي أبرز هذه
المشاريع وكلفتها التقديرية ؟
م. أبو هديب : نعم ، خلال الزيارة
الملكية التي شرفنا بها جلالة الملك وسمو ولي العهد، قمنا بعرض مجموعة من مشاريع
الشركة التي تصل تكلفتها التقديرية إلى حوالي (3) مليارات دولار، ومن أبرز هذه المشاريع؛
مشروع التوسع الجنوبي لزيادة القدرة الإنتاجية لمادة البوتاس في المملكة، حيث يهدف
المشروع إلى رفع الإنتاج السنوي إلى أكثر من (3.5) مليون طن، مما سيسهم في تعزيز حصة
الشركة السوقية ورفع قدرتها التنافسية على الصعيدين الإقليمي والدولي. بالإضافة إلى
ذلك، تم عرض مشاريع تطوير المنتجات ذات القيمة المضافة العالية، مثل التكامل بين البوتاس
والفوسفات، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي، وهذه المبادرات تهدف
كذلك إلى تحسين جودة المنتجات وتوسيع أسواق التصدير.
كما تم التركيز على مشاريع المياه والطاقة والنقل، خاصة تلك المرتبطة
بالاستدامة، مثل دراسة مشروع تحلية مياه البحر الأحمر، الذي يهدف إلى توفير مصادر مياه
جديدة للمنطقة التي تعمل فيها شركة البوتاس العربية وشركاتها التابعة والحليفة، وزيادة
الأمن المائي. ويُضاف إلى هذه المشاريع؛ مشاريع توليد الطاقة الشمسية المتجددة، التي
تسهم في تحقيق الاستدامة البيئية وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة. كما
تمت مناقشة مشروع استخدام الشاحنات الكهربائية في نقل البوتاس، الذي يعد خطوة مهمة
نحو تقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق الأهداف البيئية، وكذلك دراسة مشروع مد سكة
حديدية لنقل البوتاس من غور الصافي إلى موانىء العقبة. هذه المشاريع تأتي في إطار سعي
الشركة لتعزيز دورها في الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل جديدة وتعزيز مكانتها العالمية
كإحدى الشركات الرائدة في صناعة البوتاس.
بترا : المتتبع لإنجازات شركة البوتاس العربية على مدار السنوات
القليلة الماضية، يرى أنها أصبحت أنموذجاً استثمارياً متميزاً للأعمال، حيث تلتقي فيها
المؤشرات المالية والتشغيلية ضمن معادلة محكمة وازنت بين العوائد والمخاطر، مع التركيز
على تعظيم القيمة للمساهمين والمحافظة على مكانتها الريادية في الأسواق الإقليمية والدولية.
هل لكم أن تحدثونا عن أبرز النتائج التشغيلية والمالية للشركة خلال الفترة من (2019-2024)؟
د. النسور: حققت شركة البوتاس العربية إنجازات
تشغيلية ومالية غير مسبوقة خلال الفترة من(2019- 2024)، مما يعكس نجاح استراتيجياتها
المدروسة ومقاربتها الدقيقة لتحقيق النمو والاستدامة.
من الناحية التشغيلية، تمكنت الشركة من تحقيق أرقام قياسية في الإنتاج
والمبيعات، بلغت خلال الفترة من (2019- 2024) نحو (15.9) مليون طن، ما يشير إلى تطور
واضح في أداء الشركة، مدعوماً بإدارة دقيقة للموارد والعمليات التشغيلية، وعند تحويل
هذه الأرقام إلى معدلات نمو سنوية، يتضح جلياً كفاءة عمليات الشركة وتوازنها مع الطلب
في السوق، إذ تمكنت الشركة من رفع كميات الإنتاج السنوية من مادة البوتاس من حوالي
(2.4) مليون طن في العام 2018 لتصل إلى ما يفوق (2.8) مليون طن في العام 2024 وبنسبة
نمو بلغت 17%، وتم ذلك من خلال رفع كفاءة العمليات التصنيعية وقبل دخول مشاريع التوسع
الجديدة التي يجري العمل عليها حالياً في الخدمة.
وفي جانب الإنفاق الرأسمالي، سجلت الشركة متوسط إنفاق سنوي على المشاريع
بلغ (213) مليون دولار، ليصل الإجمالي إلى (1.3) مليار دولار على مدى الست سنوات
الأخيرة، أما الأداء المالي للشركة، فقد أظهرت البيانات تحقيق صافي أرباح إجمالية تُقدّر
بـ (2.2) مليار دولار خلال الفترة ذاتها، وهو ما يعادل متوسطاً سنوياً يصل إلى
حوالي (367) مليون دولار، ويعكس هذا الرقم الاستخدام الفعّال للموارد، ونجاح
الشركة في تحسين الهوامش الربحية وخفض التكاليف الثابتة عبر أساليب إدارة مُحكمة
ودقيقة.
أيضاً، وخلال هذه الفترة أنتجت الشركة (6) أصناف جديدة عالية الجودة
من مادة البوتاس ليرتفع اجمالي الأصناف التي تنتجها الشركة إلى (9) أصناف بدلاً من
(3) أصناف كما كانت عليه قبل العام 2019، يتم
تصديرها إلى مختلف القارات حول العالم من موانئ المملكة في العقبة خصوصاً من الميناء
الصناعي الذي افتتحه جلالة الملك عبدالله الثاني في حزيران من العام 2022،
كما ساهمت صادرات الشركة بتحسين الميزان التجاري للمملكة مع الشركاء التجاريين مثل؛
دول الاتحاد الأوروبي، ودول أمريكا الجنوبية وعلى الأخص البرازيل، وأستراليا، والولايات
المتحدة الأمريكية، وتايلند.
وفي إطار الخطط المستقبلية، تستعد الشركة لمواصلة الإنفاق الاستثماري
بما ينسجم مع خطط النمو المستدام. هذه الخطط تعتمد على معادلات دقيقة تتضمن زيادة
القدرات الإنتاجية، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، والاستثمار في الصناعات المشتقة ذات
القيمة المضافة العالية. كما تتضمن خطط الشركة المستقبلية؛ مشاريع للتحول الرقمي والتوسع
في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عمليات الشركة التشغيلية المختلفة.
وفي ضوء هذه الإنجازات، ومن خلال منبركم أتوجه بالشكر والتقدير
لموظفي الشركة المتميزين الذين يشكلون الركيزة الأساسية لنجاحها واستدامة تطورها، إذ
أن التزامهم وتفانيهم في العمل يعكس روح التميز والابتكار التي تنتهجها الشركة في جميع
مشاريعها.
بترا : كيف يمكن للأردن أن يستثمر نجاحات شركة البوتاس العربية لتعزيز
دوره في تحقيق الأمن الغذائي العالمي وترسيخ صورته كفاعل رئيسي في ذلك المجال على الساحة
الدولية؟
م. أبو هديب: تساهم شركة البوتاس العربية في تعزيز
الأمن الغذائي العالمي من خلال توفير منتجات أساسية للزراعة المستدامة وزيادة إنتاجية
المحاصيل. ويُعدُّ نجاح الشركة فرصة ثمينة للأردن لتعزيز مكانته كفاعلٍ رئيسي في هذا
المجال على الساحة الدولية، ولتحقيق ذلك، فعلى الأردن استثمار هذه النجاحات إعلامياً
ودبلوماسياً لتعزيز صورته كدولة فاعلة وموثوقة في القضايا الدولية، وخصوصاً في ملف
الأمن الغذائي العالمي.
ويمكن للأردن أيضاً، توظيف هذه الانجازات لجذب شراكات دولية قوية
في مجالات الصناعة، والزراعة، والتنمية المستدامة، مما يعزز من مكانته كدولة ذات تأثير
ملموس وريادي في مواجهة التحديات العالمية.
كما يُعدّ الاستثمار في البحث العلمي وتطوير تقنيات جديدة في مجال
إنتاج البوتاس وتطوير الواقع البيئي، أموراً ضرورية لضمان استدامة هذا القطاع الحيوي.
ومن خلال هذه الجهود المتكاملة، سيتمكن الأردن من ترسيخ صورته كفاعل رئيسيّ في تحقيق
الأمن الغذائي العالمي، والمساهمة في بناء مستقبلٍ أكثر استدامة للجميع.
بترا: أعلنتم مؤخراً عن مشروع ضخم يتمثل في شراكة بين شركة البوتاس
العربية وشركة ألبامارل الأمريكية لتنفيذ مشروع توسعة في شركة برومين الأردن بقيمة
تتجاوز (800) مليون دولار. ما هي أبعاد مشروع التوسعة في شركة برومين الأردن، وكيف
يُسهم هذا المشروع في تعزيز مكانة الأردن في قطاع الصناعات الكيماوية على المستويين
الإقليمي والدولي؟
د. النسور: يهدف المشروع المشترك ما بين
شركة البوتاس العربية وشركة ألبامارل الأمريكية الذي سيتم تنفيذه على مدار خمس سنوات
بكلفة تتجاوز قيمته (800) مليون دولار سيتم تمويلها ذاتياً من الأرباح المدورة في
شركة برومين الأردن إلى زيادة الطاقة الإنتاجية لشركة برومين الأردن من مادة البرومين
والمواد المشتقة المتخصصة. وتجدر الإشارة أن هذه الشراكة ما بين الشركتين بدأت في
العام 1998 وأثبتت نجاعتها، إذ أصبحت شركة برومين الأردن التي تعمل في منطقة
الأغوار الجنوبية، واحدة من أكبر الشركات المنتجة لمادة البرومين في العالم.
إن اختيار
شركة ألبامارل لتنفيذ مشروع التوسع في الأردن مع شركة البوتاس العربية، مبني على عدة
عوامل رئيسة منها؛ النجاح المستمر للشراكة بين الشركتين، والبيئة الاستثمارية الجاذبة
في الأردن، وموقع المملكة الاستراتيجي القريب من الأسواق العالمية، وتوافر المواد الأولية
من معادن البحر الميت، إضافة إلى وجود عمالة أردنية مؤهلة ومدربة.
ومن المتوقع
أن يُسهم مشروع التوسع الذي يشمل أربع مراحل في تعزيز مكانة الأردن في قطاع الصناعات
الكيماوية على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث يُنتظر أن تصبح شركة برومين الأردن الأولى
عالمياً في تصنيع البرومين والمواد المشتقة منه بعد استكمال المشروع، مما يسهم في
تحسين الواقع الاقتصادي، ويشجع على جذب المزيد من الاستثمارات في قطاع الصناعات
الكيماوية.
ومن
الجدير ذكره أن استخدامات مادة البرومين متعددة، فهي تُستخدم في العديد من الصناعات
المتخصصة مثل؛ تصنيع الأدوية والأغذية ومواد مثبطات اللهب ووسائل النقل والأجهزة
الكهربائية وكيماويات معالجة المياه ، وغيرها.
أما بالنسبة
للآثار الاقتصادية، فإن المشروع سيوفر عند استكماله حوالي (650) فرصة عمل دائمة، بالإضافة
إلى مئات الفرص خلال فترة التنفيذ. كما أنه من المتوقع أن يُسهم المشروع في زيادة الصادرات
الوطنية والناتج المحلي الإجمالي، حيث سترتفع حصة البرومين من الناتج المحلي الإجمالي
من 2.2% إلى نحو 5% عند اكتمال المشروع. وستتضاعف صادرات شركة برومين الأردن من 7%
لتشكل حوالي 14% من إجمالي الصادرات الوطنية، بالإضافة إلى زيادة إيرادات المبيعات
سنوياً من حوالي (330) مليون دولار إلى نحو مليار دولار.
وباعتقادنا،
أن المشروع سيُسهم في تعزيز الميزة التنافسية لصناعة البرومين في المملكة، حيث أنه
من المتوقع أن تصبح الأردن أكبر منتج للبرومين في العالم، متفوقة من حيث إجمالي
الكميات على الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى في هذا المجال.
بترا : كيف يُسهم قطاع التعدين والصناعات المرتبطة به على وجه
العموم وشركة البوتاس العربية على وجه الخصوص في تعزيز الاقتصاد الوطني ودعم التنمية
المستدامة في الأردن؟
م. أبو هديب: يُعتبر قطاع التعدين محركاً أساسياً
للاقتصاد العالمي المستقبلي، فهو يوفر المواد الخام الأساسية لمختلف الصناعات ويدعم
التنمية المستدامة. وقد أدرك الأردن أهمية هذا القطاع، ووضع مسألة تطويره في مقدمة
أولوياته الاقتصادية، كما يتضح في رؤية التحديث الاقتصادي.
وتُعدُّ شركة البوتاس العربية مثالاً واضحاً على نجاح قطاع التعدين
والصناعات الكيماوية المرتبطة به في الأردن، حيث قامت الشركة بزيادة طاقتها
الإنتاجية من مادة البوتاس لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الأسمدة، وسعت إلى جعل
الأردن من أوائل الدول المنتجة للبرومين عالمياً.
كما تؤدي الشركة دوراً حيوياً في دعم النمو الاقتصادي حيث تُشكل
صادراتها ما يقارب 8% من إجمالي صادرات المملكة، وضخت الشركة حوالي(1.1) مليار دينار
في خزينة الدولة خلال السنوات الست الماضية، كما رفدت النظام المصرفي الأردني بحوالي
(8.6) مليار دولار من العملات الأجنبية خلال السنوات الست الماضية.
وعلى صعيد تعزيز الصادرات الوطنية؛ فإن "البوتاس العربية"
تُصدر منتجاتها إلى مختلف قارات العالم، مما يُسهم في تحسين الميزان التجاري للمملكة
مع العديد من الدول، وخاصةً في الاتحاد الأوروبي، وأمريكا الجنوبية، حيث تضاعفت صادرات
الأردن إلى الاتحاد الأوروبي ثلاث مرات خلال الأعوام الأربعة الماضية، ويعود ذلك بشكل
رئيسي إلى صادرات الأسمدة الأردنية، وخاصة مادة البوتاس، والتي تُشكل 22% من إجمالي
صادرات المملكة إلى الاتحاد الأوروبي، كما تضاعفت صادرات الأردن إلى أمريكا الجنوبية
أربع مرات خلال الأعوام الأربعة الماضية، ويرجع ذلك إلى صادرات الأسمدة الأردنية، خاصة
من مادة البوتاس، والتي تُشكل 60% من إجمالي صادرات المملكة إلى أمريكا الجنوبية.
ولا يمكن إغفال دور كل من شركة صناعات الأسمدة والكيماويات العربية
"كيمابكو" المملوكة بالكامل لشركة البوتاس العربية وتقع مصانعها في مدينة
العقبة، في دعم الاقتصاد الوطني إذ تعتبر ثالث أكبر منتج في العالم لمادة سماد نترات
البوتاسيوم عالي القيمة، وشركة النميرة للأملاح المختلطة والطين التي تمتلك حقوقاً
حصرية في استخراج وإنتاج وتوزيع خامات البحر الميت الغنية بالمعادن الطبيعية، وتعد
شركة النميرة مصدراً رئيسياً لأملاح وطين البحر الميت العلاجية، ومزوداً للمواد
التي تستخدم في تصنيع المستحضرات العلاجية والتجميلية عالية المستوى.
وعلى صعيد دعم سوق العمل فإن شركة البوتاس العربية تُوفر فرص عمل
مباشرة وغير مباشرة، مما يُسهم في رفع مستويات التشغيل.
بترا : ما هي أهم التحديات التي تواجه قطاع التعدين في الأردن؟ وكيف
يمكن تجاوز هذه التحديات لتعزيز مساهمة القطاع في الاقتصاد الوطني؟
د. النسور : يواجه قطاع التعدين في الأردن عدداً
من التحديات، وقد تناولتُ هذه التحديات والحلول المقترحة لها بالتفصيل في ورقة عمل
بعنوان "قطاع التعدين في الأردن: الواقع والتحديات والحلول" قدمتها مع معالي
المهندس شحادة أبو هديب خلال الورشة الاقتصادية الوطنية التي عقدت في الديوان الملكي
الهاشمي عام 2022.
ركزت الورقة
على تقديم حلول واقعية قابلة للتطبيق لتحويل الأردن إلى مركز عالمي للصناعات التعدينية،
وجذب الاستثمارات الأجنبية لها، وذلك من خلال؛ وضع مصفوفة تحدد أولويات وأطر العمل
على مختلف المستويات: التشغيلية، والبيئية، والتشريعية، والمالية، والتجارية، واقتراح
مشاريع القيمة المضافة العالية للنهوض بقطاع التعدين وزيادة مساهمته في الناتج المحلي
الإجمالي ومنها؛ الاستثمار في البرومين، وصناعة بطاريات التخزين، إضافة إلى زيادة الاستثمار
في صناعة الأسمدة المتخصصة، وفي مجال تقنيات الطاقة النظيفة، وتطوير صناعة الأسمدة
النيتروجينية.
وقد عملت
فرق بحثية متخصصة على تطوير هذه الدراسة التي تم تحويلها لاحقاً لاستراتيجية النمو
في قطاع الأسمدة والكيماويات المشتقة، للأعوام (2024-2034) والتي تعد من المبادرات
الواردة في رؤية التحديث الاقتصادي وتهدف إلى ترسيخ مكانة الأردن كمصدر رئيسي للأسمدة
والكيماويات، حيث يعتبر هذا القطاع أحد المحركات التي تعول عليها الدولة الأردنية لدعم
مسار النمو والتنمية في البلاد.
وتعتبر هذه
الاستراتيجية خارطة طريق نحو تحقيق الأهداف المرجوة والمخطط لها في رؤية التحديث الاقتصادي
للارتقاء بقطاعي الأسمدة والتعدين من خلال التكامل بين العناصر السمادية المتوافرة
في المملكة وإيجاد العناصر التكميلية التي من الممكن تصنيعها محلياً وبما يضمن دخول
المملكة في صناعات مستقبلية تنافسية، كما تجسّد الاستراتيجية تطلعات الشركة في ترسيخ
مكانتها في سوق الأسمدة العالمي من خلال تصنيع منتجات متنوعة وذات قيمة مضافة عالية.
بترا: منح مجلس الوزراء مؤخراً شركة البوتاس العربية الموافقات اللازمة
للسير قدماً في تنفيذ مشروعين استراتيجيين للطاقة المتجددة: مشروع بطاقة إنتاجية تبلغ
30 ميجاواط ضمن منطقة امتياز الشركة في الأغوار الجنوبية، ومشروع طاقة شمسية عائم على
برك الشركة بطاقة إنتاجية 6 ميجاواط، ما هي الأسباب التي دفعت الشركة إلى تبني مشاريع
الطاقة المتجددة، وكيف ترتبط هذه الأسباب بمتطلبات الأسواق العالمية، خصوصاً الأوروبية؟
م. أبو هديب : إنّ تبني شركة البوتاس العربية
لمشاريع الطاقة المتجددة جاء انطلاقاً من عدة أسباب رئيسة ترتبط بأهدافها الاستراتيجية
على المستويين البيئي والتشغيلي، إلى جانب متطلبات الأسواق العالمية، وخصوصاً الأسواق
الأوروبية.
وبناء على ذلك، تهدف الشركة من خلال هذه المشاريع إلى خفض الانبعاثات
الكربونية الناتجة عن عملياتها التشغيلية. هذه الخطوة تعزز من التزام الشركة بالاستدامة
البيئية وتقليل الأثر السلبي على البيئة المحيطة، بما يتماشى مع رؤية التحديث الاقتصادي
التي تركز على الموارد المستدامة. كما أن استخدام الطاقة المتجددة يسهم في تقليل التكاليف
التشغيلية على المدى الطويل وتحقيق كفاءة أكبر في استهلاك الطاقة.
وأشير هنا مرة أخرى، إلى أن الأسواق الأوروبية تُولي أهمية كبيرة
للاستدامة البيئية وتضع معاييراً صارمة لتقييم المنتجات المستوردة بناءً على الأثر
البيئي لعمليات إنتاجها. لذلك، تُعد زيادة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء المستخدم
في عمليات الشركة خطوة استراتيجية لتلبية هذه المتطلبات.
بالتالي، فإن هذه المشاريع تتماشى مع الأهداف البيئية للشركة وتلك
المرتبطة بالاستدامة، كما أنها تعتبر استثماراً استراتيجياً يضمن للشركة الحفاظ على
مكانتها في الأسواق العالمية، ويدعم تطلعاتها التوسعية في أسواق جديدة ذات متطلبات
بيئية عالية.
بترا : كيف تُسهم شركة البوتاس العربية في تحقيق التنافسية لقطاع
التعدين في الأردن، وما هي المقومات التي يمتلكها الأردن لترسيخ مكانته كرائد في هذا
المجال؟
د. النسور: تحرص شركة البوتاس العربية على تحقيق
مستوى من الأداء يُجسد الندية العالمية في جميع جوانب عملها، بدءاً من مجلس إدارتها
وإدارتها التنفيذية وجميع العاملين فيها وصولا إلى أساليبها التشغيلية، وعمليات الصيانة،
وجودة منتجاتها، وتنوعها. كما تُولي الشركة اهتماماً خاصاً بسياسات التسويق وخطط التنافسية
التي تضمن استمرار نجاحها وتعظيم عوائد المستثمرين فيها، إلى جانب إسهامها الملموس
في رفد الاقتصاد الوطني بالموارد. كل هذه الجهود تؤكد سعي الشركة ليس فقط لتحقيق الندية
عالمياً، بل أيضاً دورها الهام في صناعة التعدين والأسمدة على المستوى الدولي.
بشكل عام،
يمتلك الأردن المقومات اللازمة لتحقيق ندية اقتصادية عالمية في قطاع الصناعة
والتعدين بفضل رأسماله البشري، وموارده الطبيعية الغنية، وموقعه الجغرافي الاستراتيجي،
وتشريعاته الاقتصادية الراسخة. وتأتي الرؤى الملكية لتكون المحرك الأساسي الذي يُعزز
هذه الإمكانيات ويمنح الأردن القدرة على ترسيخ مكانته كدولة رائدة في مجالات التعدين
والصناعات المتطورة الأخرى، ما يضمن مستقبلاً اقتصادياً تنافسياً ومستداماً
للمملكة.
بترا : كيف تُساهم شركة البوتاس العربية في دعم الاقتصاد الأردني
من خلال تنمية المجتمعات المحلية، مع الحفاظ على الاستدامة البيئية؟
م. أبو هديب: تُطلق شركة البوتاس العربية مبادرات
تنموية في المجتمعات المحلية المحيطة بمواقع عملها، ومواقع أخرى في المملكة وبما يسهم
في توفير فرص عمل لأبناء هذه المجتمعات، ويرتقي كذلك بمستوى المعيشة، ويُحسن من مستوى
الخدمات في تلك المناطق.
وبناء على ذلك تخصص شركة البوتاس العربية وضمن استراتيجيتها للمسؤولية المجتمعية مخصصات
مالية سنوية لدعم وإقامة المشروعات المختلفة، ضمن قطاعات عدة أبرزها: التعليم والتدريب،
والبحث والتطوير، والصحة، والبنية التحتية، والثقافة، إلى جانب دعم جامعات أردنية وجمعيات
خيرية وإنسانية، وتمويل المشاريع الصغيرة.
أيضاً تولي شركة البوتاس العربية أهمية كبيرة للاستدامة البيئية،
وتسعى جاهدة إلى المحافظة على البيئة، ولأجل ذلك تُركز الشركة على خمسة محاور رئيسية
لتحقيق الاستدامة وهي: الحوكمة الرشيدة، وإدارة المخاطر، والإنتاج المسؤول، وتطوير
المواهب، وخلق تأثير إيجابي في المجتمعات المحلية، والالتزام بالمعايير البيئية العالمية.
من منظور شامل، تُعتبر شركة البوتاس العربية شريكاً رئيسياً في التنمية
الاقتصادية والاجتماعية في الأردن، وتلعب دوراً فاعلاً في دعم الاقتصاد الوطني، وزيادة
الصادرات، وتوفير فرص العمل، وتحسين مستوى المعيشة في المجتمعات المحلية، مع الالتزام
بمبادئ الاستدامة البيئية.
وأخيراً وليس آخراً، أرجو أن أؤكد على أن شركة البوتاس العربية تقدر
عالياً اهتمام ودعم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده سمو الأمير
الحسين بن عبدالله، للشركة وللصناعات الوطنية.
كما تثمن الشركة، الدعم الحكومي المتواصل والذي كان له الأثر
الكبير في تمكين الشركة من تنفيذ مشاريعها الاستثمارية، وتخص الشركة الوزارات والمؤسسات
ذات العلاقة بقطاع الصناعة والتعدين، وعلى رأسها وزارة الطاقة والثروة المعدنية،
ووزارة المياه والري، ووزارة الصناعة والتجارة والتموين، ووزارة الاستثمار، لجهودها
المبذولة في تذليل العقبات وتسهيل الإجراءات وتوفير البيئة المناسبة لتنفيذ مشاريع
الشركة، مما يساهم في تعزيز مساهمتها في الاقتصاد الوطني وتحقيق أهدافها الاستراتيجية.
إن هذا الدعم يعكس حرص الحكومة على دعم قطاعات صناعة والتعدين والأسمدة وتعزيز تنافسيتها،
مما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني ككل.
والشكر موصول أيضاً لشركة إدارة الاستثمارات الحكومية التي تملك
26% من رأس مال الشركة، والمؤسسة العامة للضمان الاجتماعي التي تملك 10%، إضافة إلى
وزارة المالية التي تملك 1% من رأس المال لدعمهم المتواصل وثقتهم الكبيرة في الشركة.
إن مساهمتهم الفعّالة ودورهم المحوري في دعم مسيرة الشركة لهو محل تقدير كبير، ويساهم
بشكل مباشر في تحقيق النجاحات والإنجازات التي نفخر بها.
كما تتوجه الشركة كذلك بخالص الشكر والامتنان للشركاء كافة على دعمهم
المستمر وثقتهم الكبيرة، وعلى وجه الخصوص شريكها الاستراتيجي مجموعة SDIC الصينية الحكومية التي تملك 28% من رأس مال الشركة والشركة العربية
للتعدين التي تملك 20% من رأس مال الشركة، والحكومة العراقية التي تملك 5% من رأسمال
الشركة، والشركة الليبية
للاستثمارات الخارجية التي تملك 4% من رأس مال الشركة، والهيئة العامة للاستثمار –
الكويت والتي تملك أيضاً 4% من رأس مال الشركة، حيث تعد هذه المساهمات نموذجاً مميزاً للشراكات العربية والدولية المثمرة
التي ساهمت في تعزيز نجاحات الشركة وتوسيع آفاقها.
كما تتوجه بجزيل الشكر لأعضاء مجلس الإدارة على رؤيتهم الاستراتيجية
ودعمهم المستمر الذي كان ولا يزال ركيزة أساسية في تحقيق الإنجازات والارتقاء بمكانة
الشركة على المستويين المحلي والدولي.