
*رفض العصيان المدني موقف وطني مسؤول*
القلعة نيوز:
قلم حمزه الخطاطبه محافظه عجلون
الدعوة للعصيان المدني التي يروّج لها البعض في الأردن بحجة دعم غزة، تطرح جدلًا واسعًا في الشارع الأردني بين من يراها وسيلة ضغط رمزية، ومن يرفضها انطلاقًا من وعي عميق بأثرها السلبي على استقرار البلاد ووحدتها الداخلية إن رفض هذه الدعوة لا ينبع من تجاهل لمعاناة غزة أو تقليل من شأن المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون تحت نيران الاحتلال، بل هو تعبير عن فهم وطني بأن التضامن الحقيقي لا يكون على حساب الوطن ولا عبر تعطيل مصالح المواطنين، بل من خلال الدعم الفعّال والبنّاء الذي يُبقي الأردن قويًا وصلبًا في مواجهة التحديات الإقليمية فالعصيان المدني في هذه اللحظة الحرجة، مهما كانت نواياه، قد يؤدي إلى شلل في المرافق العامة، وإرباك للحياة اليومية، ويزيد من معاناة فئات المجتمع التي تكافح لتأمين قوت يومها، ما يجعل من هذه الوسيلة عبئًا إضافيًا بدل أن تكون نصرة حقيقية لغزة إن الأردن، بحكم موقعه وتاريخه، يشكل أحد أهم الداعمين للقضية الفلسطينية على المستوى السياسي والإنساني، وأي محاولة لإضعاف الداخل أو إثارة الفوضى فيه تصب بشكل مباشر في مصلحة الاحتلال الذي يسعى لتفكيك أي جبهة داعمة للشعب الفلسطيني. إن دعم غزة يجب أن يترجم بالفعل الواعي، من خلال حملات التبرع، والنشاطات الشعبية، والضغط السياسي والدبلوماسي، لا عبر إضعاف مؤسسات الدولة أو المسّ بالأمن الوطني. لذلك، فإن رفض الدعوة للعصيان هو موقف وطني مسؤول، يُدرك أن الطريق إلى دعم فلسطين لا يمرّ عبر تعطيل الوطن، بل من خلال الحفاظ على قوته، واستقراره، واستمرار حضوره كصوت عاقل ومؤثر في معركة لا تحتمل التهور أو الانقسام.