شريط الأخبار
الرواشدة يرعى إيقاد شعلة فعاليات الأسبوع الثقافي في العقبة / صور متحدثون : وداع البابا فرنسيس بحضور الملك والملكة هو تجسيد لقيم الإنسانيةوالمحبةوالسلام الملك يعود إلى أرض الوطن بالفيديو والصور : مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي العواملة ... والباشا العواملة نشكر الملك وولي العهد بأسم عشائر السلط العيسوي يلتقي بـ 500 شخصية من أبناء قبيلة بلي أمّوا الديوان الملكي المومني : قداسة البابا فرنسيس حمل للأردن محبة صادقة الملك والملكة يشاركان بمراسم جنازة البابا فرنسيس بالفاتيكان حماس تبدي استعدادا لإطلاق المحتجزين دفعة واحدة مقابل هدنة 5 سنوات برزاني يستقبل رئيس مجلس النواب الأردني أحزاب سياسية تدعم إجراءات الحكومة بشأن جماعة الإخوان المسلمين المحظورة وزير الثقافة يزور ملتقى أمواج الخط العربي في قلعة العقبة التاريخية / صور وفد من الكونغرس الأميركي يزور البترا ويطلع على التجربة الأردنية بإدراة المواقع السياحية 16 شهيدا بمجازر إسرائيلية في قطاع غزة اجواء لطيفة اليوم ومعتدلة في اغلب المناطق غدًا الزرقاء: تعاون طبي ينقذ أربعينية من الاختناق اسطوانات الغاز المركبة "البلاستيكية" قريبا في الأسواق المومني: "خطاب الكراهية والتشدد لا مكان له في وطننا أسعار الذهب تستقر في السوق المحلية عند 68 دينارا الملك والملكة يشاركان اليوم بمراسم جنازة البابا فرنسيس بالفاتيكان الأردن يوقع اتفاقيات لمشاريع جديدة بقيمة 850 مليون دولار

متحدثون : وداع البابا فرنسيس بحضور الملك والملكة هو تجسيد لقيم الإنسانيةوالمحبةوالسلام

متحدثون : وداع البابا فرنسيس بحضور الملك والملكة هو تجسيد لقيم الإنسانيةوالمحبةوالسلام

القلعة نيوز- في لحظة وداع مؤثرة، ألقى جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله نظرة الوداع الأخيرة على بابا الفاتيكان قداسة البابا فرنسيس، الذي يُعتبر رمزًا عالميًا لحمل رسالة المحبة والسلام حيث كان البابا صوتًا مدافعًا عن كرامة الإنسان وحقوق المهمشين، وداعيًا دائمًا إلى التعايش والتفاهم بين الشعوب والأديان.

وكان الاردن قد أحتضن البابا فرنسيس بترحاب كبير، حيث زاره عدة مرات، مؤمناً برسالته كأرض للرسالات السماوية ومهد للقيم الإنسانية. وإن هذه الزيارات تعكس عمق العلاقة التي تربط الأردن بالفاتيكان، وتجسد محبة صادقة كانت واضحة في كل لقاء.
وعبر الراحل الكبير البابا فرنسيس في عدة مناسبات عن اعتزازه بدور جلالة الملك عبدالله الثاني في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ومع رحيله سيظل الأردن وفياً لهذا التقدير والمحبة ملتزماً بقيم التسامح والاحترام المتبادل التي دعا إليها البابا فرانسيس.
وأكد الأرشمندريت الدكتور بسام شحاتيت أنَّ مشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني، وجلالة الملكة رانيا العبدالله، في مراسم جنازة قداسة البابا فرنسيس، التي أُقيمت في روما، تحمل أعمق معاني الصداقة والتقدير للراحل الكبير، وتعكس في مضمونها ومغزاها أبعادًا إنسانية سامية، ترتقي إلى مستوى العلاقات المتميزة التي تجمع المملكة والكرسي الرسولي.
وقال إن الحضور الهاشمي في وداع البابا فرنسيس، يُعد تجسيدًا حقيقيًا لقيم الوفاء والتواصل الحضاري بين الأديان، ويعكس المكانة التي يتمتع بها جلالة الملك عبدالله الثاني على الساحة الدولية، بوصفه زعيمًا يحظى باحترام واسع، ومرجعية عالمية في قضايا الحوار والسلام والتعايش.
وأوضح أن العلاقات بين الأردن والفاتيكان تمتد لعقود طويلة من التفاهم والتعاون المثمر، وتستند إلى أسس متينة من الاحترام المتبادل والتواصل الدائم، مشيرًا إلى أنَّ هذه العلاقات تعززت رسميًا في عام 1994، بعد توقيع وثيقة إقامة العلاقات الدبلوماسية في عهد جلالة الملك الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه، وقداسة البابا يوحنا بولس الثاني، ما شكّل نقطة انطلاق لمسيرة تعاون بنّاء على مختلف المستويات.
وأكد أن سجل الزيارات المتبادلة بين القيادتين يُعد شاهدًا على عمق هذه العلاقات وتميّزها، إذ زار جلالة الملك الحسين بن طلال الفاتيكان 5 مرات، في حين قام جلالة الملك عبدالله الثاني بـ7 زيارات رسمية للكرسي الرسولي، عكست جميعها التقدير المتبادل والرغبة المشتركة في تعزيز أواصر التعاون والحوار.
ونوّه أن الأردن كان محط زيارات تاريخية لعدد من باباوات الفاتيكان، فزاره قداسة البابا بولس السادس عام 1964، في زيارة تُعد الأولى من نوعها إلى الأراضي المقدسة، تلاها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في عام 2000، والذي أبدى خلالها احترامًا كبيرًا لدور الأردن المحوري في رعاية المقدسات، ثم قداسة البابا بندكتس السادس عشر عام 2009، الذي أكد على قيم الحوار والتسامح، وأخيرًا زيارة قداسة البابا فرنسيس في عام 2014، والتي حملت رسائل قوية في دعم التعايش والسلام.
وأشار إلى أن هذه الزيارات المتبادلة ليست مجرد مناسبات بروتوكولية، بل تحمل في طياتها أبعادًا عميقة تتصل بدعم القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والدفاع عن حقوق الشعوب في الحرية والكرامة، إضافة إلى دورها في تعزيز مناخات الاحترام والتفاهم بين أتباع الديانات، انطلاقًا من إيمان الأردن والفاتيكان بأهمية دور الدين في بناء المجتمعات ونبذ العنف والتطرف.
وأكد أن جلالة الملك عبدالله الثاني لطالما اضطلع بدور محوري على الصعيدين الإقليمي والدولي في تعزيز مفاهيم الحوار والوئام والعدالة، من خلال مبادرات نوعية تركت أثرًا ملموسًا في الوعي العالمي، مثل "رسالة عمّان"، التي شكّلت مرجعية مهمة في التعريف بحقيقة الإسلام، ومبادرة "كلمة سواء"، التي فتحت آفاق الحوار الإسلامي–المسيحي، إضافة إلى "أسبوع الوئام العالمي بين الأديان"، الذي تبنته الأمم المتحدة بمبادرة أردنية خالصة، ويُعد اليوم أحد أبرز المنابر العالمية للدعوة إلى التفاهم بين الشعوب والأديان.
وأشاد بالدور الريادي للبابا فرنسيس، الذي كان مثالًا للقيادة الروحية الحكيمة، وكرّس جهوده في سبيل السلام العالمي، ورفع صوت الحق في قضايا الفقر واللجوء والتمييز، ودعا إلى الأخوّة الإنسانية، في مواقف نبيلة جعلت منه شخصية محبوبة ومؤثرة لدى مختلف أتباع الديانات والثقافات.
واعتبر شحاتيت أن مشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني في وداع البابا فرنسيس تعبّر عن التقدير الأردني العميق للرمزية الدينية والإنسانية التي كان يُمثلها الراحل، كما أنها تؤكد حرص القيادة الهاشمية على المضي قدمًا في نهج التواصل الإنساني، والحوار القائم على الاحترام والمشترك القيمي، في وقت يحتاج فيه العالم إلى مزيد من التلاقي ونبذ الانقسام.
وتوجّه بالشكر والعرفان إلى جلالة الملك عبدالله الثاني والعائلة الهاشمية، تقديرًا للجهود الكبيرة التي يبذلونها في سبيل تعزيز مكانة الأردن عربيًا ودوليًا، وصون دوره كمنارة للإسلام المعتدل، وصوتا للحكمة والاعتدال، ومنبرا للدعوة إلى الحوار والتفاهم بين أتباع الديانات والثقافات، مشددًا على أن الأردن سيبقى، بقيادة جلالته، نموذجًا رائدًا في ترسيخ قيم السلام والعدالة والاحترام المتبادل في العالم.
بدوره، أكد وزير الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية الأسبق، الدكتور هايل داود، أن مشاركة جلالة الملك عبد الله الثاني والذي ينتسب لآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، في جنازة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان تنطلق من جذور التسامح والمحبة والوئام المنطلقة من رسالة الإسلام، وتسهم في نشر ثقافة الحوار والمحبة والتسامح في هذا الوقت المهم، وتؤكد دور الأردن في حمل رسالة الحوار بين أتباع الأديان والعيش فيما بينهم بمحبة وسلام ووئام.
وقال "نحن بحاجة لمثل هذه الرسائل الملكية ذات المعاني الإنسانية السامية في وقت ينتشر به التعصب والحروب والدمار، فالبعد الإسلامي لهذه المشاركة تشير إلى منظور ملكي يعبر عن جوهر رسالة الإسلام التي تلتقي مع الآخر ولا تقف موقفا مختلفا لمجرد الإختلاف بالدين".
وأضاف "الخلاف بالدين لا يشكل سببا من أسباب العداوة والبغضاء لأن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدِّين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرُّوهم وتقسطوا إليهم إنَّ الله يحب المقسطين"، مبينا أنَّ المشاركة في هذا الحدث جزء من البِّر الذي دعانا اليه القرآن الكريم، وتحمل رمزية كبيرة تعبر عن طبيعة ثقافة الدولة الأردنية ودينها الذي ينطلق منه جلالة الملك، في مثل هذه المواقف.
وأكد أنَّ الأردن دائما بمواقفه ومنطلقاته، يسهم في تعزيز السلم العالمي والتعايش بين الأديان ولم يكن يوما طرفا بنزاع وصراع بسبب الدين او العرق، مشيرا إلى مبادرات عديدة أطلقها الأردن في هذا الشأن منها "كلمة سواء" وأسبوع الوئام بين الأديان الذي اعتمدته الأمم المتحدة بداية شهر شباط من كل عام وكان جلالة الملك أول المتحدثين به.
من جهته أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس المطران عطا الله حنا، أن مشاركة جلالة الملك في جنازة قداسة البابا تجسد القيم الإنسانية والوحدوية التي ينادي بها جلالته دائمًا.
وقال إن جلالة الملك الذي يعد راعيًا وحاميًا للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، هو أيضًا راعي وحامي للوحدة الوطنية وقيم التسامح الديني والأخوة بين المسلمين والمسيحيين في هذا المشرق وفي العالم بأسره.
وأشار إلى أنَّ مشاركة جلالة الملك في الجنازة تحمل العديد من الرسائل المهمة، منها رفض التطرف والكراهية والعنصرية، والدعوة إلى المحبة والتلاقي والحوار بين جميع أتباع الأديان في هذا العالم.
وقال: "وفي القدس، نحن أوفياء لجلالة الملك، الذي يعتبر صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات والأوقاف الإسلامية والمسيحية"، ومن هذا المنطلق، فإن حضوره جلالته في الجنازة يؤكد أنه ليس فقط حاميا للمقدسات وصاحب الوصاية الهاشمية، بل هو أيضًا الحامي والمحافظ على العلاقات التاريخية الأخوية بين والمسلمين والمسيحيين في المنطقة والعالم بأسره".
ولفت أستاذ الأديان المقارنة بجامعة آل البيت، المستشار الأكاديمي للمعهد الملكي للدراسات الدينية، الدكتور عامر الحافي إلى أنَّ مشاركة جلالة الملك وجلالة الملكة في تشييع جثمان بابا الفاتيكان يحمل وجهًا إنسانيًا قبل كل شيء وشعورا بالتضامن الإنساني مع شخصية مهمة لها مواقف إنسانية عظيمة"
وأكد أن المشاركة الملكية في هذا الحدث يؤكد أن الأردن وقيادته تبحث عن المشترك الإنساني الأعظم والقيم الإنسانية المشتركة بين الأمم والشعوب.
وقال إنَّ العلاقة بين الإسلام والمسيحية تُمثل ذروة العلاقة بين الأديان والشرائع السَّماوية، كما جاء في القرآن الكريم: "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنَّا نصارى"، وقوله تعالى: " وجعلوا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية اتبعوها"، وبالتالي فإن تركيز القرآن الكريم على عمق العلاقة بين الإسلام والمسيحية والمؤمنين بهما يؤكد على أننا أمام مسؤولية إتمام هذه العلاقة، وبالتالي ما يقوم به جلالة الملك هو جزء من تمثل العلاقة بين المسلمين والمسيحين كأكبر ديانيتين في العالم.
وقال إنَّ من أهم المبادرات الإسلامية المسيحية هي مبادرة "كلمة سواء" وهي وثيقة مهمة صدرت من الأردن لبناء علاقة دينية وحضارية وإنسانية عميقة، ولأول مرة في التاريخ تصدر وثيقة بالعلاقة الإسلامية المسيحية بعد محاضرة شهيرة للبابا بنديكتوس في ألمانيا وجاءت هذه الوثيقة لتبين العلاقة بين المسيحية والإسلام وهي من أهم الوثائق، ووثيقة الأخوة الإنسانية أيضًا.
وأكد الأمين العام للنيابة البطريركية اللاتينية في الأردن، الأب الدكتور عماد العلمات، أن جلالة الملك عبدالله الثاني يؤمن إيمانًا راسخًا بثقافة الحوار كوسيلة لحل الأزمات وتعزيز بناء الجسور بين الدول والشعوب، تمهيدًا لتحقيق السلام العالمي.
وأوضح أن قداسة البابا فرنسيس عمل كذلك على المستوى الدولي لترسيخ هذا النهج من خلال زياراته المتعددة إلى مختلف دول العالم، وأنَّه قام بـ 46 زيارة دولية، حمل خلالها رسالة السلام والحوار، مشيرًا إلى توقيعه وثيقة "الأخوة الإنسانية" في أبو ظبي عام 2019، والتي هدفت إلى تعزيز العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، وبناء شراكة إنسانية قائمة على القيم واحترام الآخر.
وأشار إلى أن زيارة البابا فرنسيس إلى المملكة عام 2014، شكّلت المحطة الرابعة لزيارات الباباوات إلى الأردن، بعد زيارة البابا بولس السادس، والبابا يوحنا بولس الثاني، والبابا بندكتوس السادس عشر، مؤكدًا أن زيارة البابا فرنسيس سلطت الضوء على الدور المحوري الذي يضطلع به الأردن، خاصة في استضافة اللاجئين وتثبيت مفاهيم التضامن والاحتواء للمستضعفين في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن زيارة قداسة البابا فرنسيس أسهمت في إبراز مكانة الأردن الدينية، واستقطابه للحج المسيحي إلى الأماكن المقدسة، وأن الفاتيكان اعتمد خمسة مواقع للحج المسيحي في المملكة، وهي: مزار سيدة الجبل في عنجرة، وكنيسة جبل نيبو، والمغطس، وموقع مار إلياس في عجلون، ومكاور في محافظة مأدبا.
ولفت إلى أن مبادرتي "رسالة عمّان" و"أسبوع الوئام بين الأديان"، اللتين أطلقهما جلالة الملك عبدالله الثاني، اكتسبتا بعدًا عالميًا، وتنسجمان مع الرسالة التي يحملها قداسة البابا فرنسيس، والمبنية على ترسيخ الحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات، مشددًا على أن هذه القيم المشتركة تشكّل الأساس المتين للعلاقة بين الأردن والكرسي الرسولي.
--(بترا)