
القلعة - البترا ـ كارم الشراري
تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد إمارة الفجيرة، وباستضافة مركز الفجيرة للمغامرات، وبالتعاون مع حكومة الفجيرة، شارك الدكتور فارس البريزات، رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، كمتحدث رئيسي في مؤتمر سياحة المغامرات الدولي الأول والذي يعقد في الفجيرة من 30 أبريل إلى 2 مايو 2025.
وجاء المؤتمر تحت شعار: "المجتمع والاستدامة"، بحضور رفيع المستوى ضمّ نخبة من الخبراء، وصنّاع القرار، والمختصين من مختلف دول العالم، إلى جانب ممثلين عن منظمة السياحة العالمية، حيث جرت مناقشة أحدث التوجهات والاستراتيجيات المتعلقة بتطوير قطاع سياحة المغامرات، وتعزيز الاستدامة البيئية، واستعراض التجارب الناجحة عالميًا.
وشارك البريزات في جلسة حوارية بعنوان: "الاستدامة والمجتمع: حماية الطبيعة وتمكين الاقتصادات المحلية"،حيث ركّزت الجلسة على أهمية تحقيق التوازن بين الحفاظ على البيئة وتحقيق المكاسب الاقتصادية من خلال دمج مبادئ السياحة البيئية، ودعم ريادة الأعمال المجتمعية، وحماية الموارد الطبيعية والثقافية.
وفي مداخلته، قدّم البريزات مجموعة من الرؤى حول تجربة البترا كموقع تراثي حيّ حيث أكد أن البترا ليست مجرد وجهة سياحية، بل رمز حي للهوية الوطنية، مشيرًا إلى أهمية سياحة المغامرات كأداة لتعزيز الانتماء الثقافي والتمكين الاقتصادي للمجتمع من خلال المراكز التنموية والجمعيات مشيرًا إلى الجهود المبذولة من السلطة في دعم المجتمعات المحلية وتنميتها وضرورة أن تعم الفائدة على المجتمع المحلي، وهو ما عملت السلطة على تنفيذه ضمن خططها التنموية لتعظيم استفادة المجتمعات المحلية من العملية السياحية وُيساهم في تنويع المنتجات السياحية في ذات الوقت، بالإضافة إلى الحفاظ على الهوية الثقافية للموقع وصون البترا كموقع تراث عالمي مدرج على قائمة منظمة اليونسكو منذ عام 1985 للتراث الثقافي الإنساني المادي وأهمية الحفاظ على ثقافة البدو في البترا التي أدرجتها اليونيسكو عام ٢٠٠٨ على قائمة التراث الثقافي الإنساني غير المادي.
وفي سياق متصل أشار البريزات إلى حملة "سيادة القانون والتنمية" التي بدأت السلطة بتنفيذها في كانون الأول من عام 2023 والتي تهدف إلى ترسيخ مبدأ سيادة القانون كأداة داعمة للتنمية المحلية المستدامة من خلال إشراك المجتمع في بناء بيئة سياحية عادلة للجميع ومنظمة تُسهِم في تحسين جودة الحياة وتعزيز فرص استفادتهم من السياحة.
و شدّد البريزات على ضرورة أن تُمارَس الأعمال السياحية بمسؤولية في المواقع ذات الحساسية الأثرية، داعيًا إلى تبني سياسات تحفظ القيمة التاريخية والثقافية للمكان، وأشار إلى أن إدارة سلوك الزوار تُعد من أهم التحديات، واستعرض استراتيجيات فعّالة لضمان احترام المواقع من قبل السياح، بما في ذلك التوعية المجتمعية وتوفير معلومات شاملة داعيا إلى اعتماد نهج شمولي يوازن بين حماية الإرث الأثري وتعزيز النمو الاقتصادي، مع تطوير السياسات التي تضمن استدامة طويلة الأمد للموقع.
وعكست مشاركة البريزات في هذا الحدث الدولي البارز التزام الأردن بتطوير السياحة المستدامة وتعزيز الدور القيادي للبترا كنموذج عالمي في حماية التراث وتفعيل المجتمعات المحلية.