
التحول الرقمي لشبكات مياه الشرب في الأردن : من الأزمة إلى الريادة
القلعة نيوز:
أحمد عبدالباسط الرجوب
في ظل التحديات المائية التي تواجه الأردن، يبرز دور التكنولوجيا الرقمية كحلٍّ استراتيجي لتعزيز كفاءة إدارة شبكات مياه الشرب وضمان استدامتها. تُعد الإدارة الرقمية نهجًا متكاملًا يدمج بين الابتكار التكنولوجي والإصلاح المؤسسي، مما يسهم في تحقيق أمن مائي مستدام. وفيما يلي أبرز المحاور التي تُظهر أهمية هذا التحول الرقمي والنتائج المرجوة منه:
1. إسعاد المتعاملين عبر خدمات ذكية غير مسبوقة
تهدف الخطة الرقمية إلى تمكين المواطنين من خلال تقديم خدمات ذكية تعزز الشفافية والتحكم في الاستهلاك اليومي. يتضمن ذلك:
•تنفيذ برنامج متكامل لإدارة الطلب مثل تركيب عدادات ذكية تتيح للمستخدمين مراقبة استهلاكهم في الوقت الفعلي.
•حملات توعية رقمية عبر تطبيقات الهاتف المحمول لإرشاد المواطنين حول ترشيد الاستهلاك.
•نظام إخطار آلي لإبلاغ المستهلكين بأي أعطال أو إجراءات طارئة، مما يقلل من التذمر ويعزز الثقة في الخدمات المقدمة.
النتيجة المرجوة: تحقيق رضا المتعاملين عبر خدمات سريعة ودقيقة، مع خفض معدلات الهدر بنسبة تصل إلى 30%.
2. ضمان نمو واستدامة شبكات النقل والتوزيع
تعتمد استدامة المياه على تحديث البنية التحتية باستخدام أدوات التخطيط الرقمي ذات الكفاءة العالية، مثل:
•نظام SCADA لمراقبة شبكات التوزيع واكتشاف التسربات تلقائيًا.
•الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأعطال وتحسين تدفق المياه.
•نمذجة محاكاة الأزمات للاستعداد لسيناريوهات الجفاف أو التلوث.
•المراقبة الذكية للمشاريع الاستراتيجية مثل مشروعي مياه الديسي والناقل الوطني (قيد الدراسة والتنفيذ)، والتي ستسهم في تعزيز الاستدامة المائية عبر تقنيات المراقبة الفورية وإدارة الموارد بكفاءة.
•تقنيات الاستشعار عن بُعد: تعتمد على استخدام الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار لرصد المياه ومواردها من خلال الصور الجوية والتصوير الحراري. يمكن استخدام هذه التقنيات لتحديد مواقع الاعتداء على خطوط المياه وتوزيع المياه ورصد الأماكن التي تعاني من نقص المياه أو التلوث.
النتيجة المرجوة: تقليل الفاقد المائي من 50% إلى أقل من 20%، وزيادة كفاءة الشبكات بنسبة 40%.
3. التميز في تقليل انقطاع الخدمة وضمان الجودة
تركز الخطة على معايير الجودة العالية من خلال:
•تحليل البيانات: تعتمد تقنيات إدارة الشبكات المائية الذكية على تحليل البيانات واستخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي لفهم وتحليل سلوك الشبكات المائية. يتم جمع البيانات من مصادر مختلفة مثل أجهزة الاستشعار المثبتة على الشبكة وأجهزة القياس والأجهزة المحمولة، وتُحلل هذه البيانات لتحديد أنماط الاستهلاك والتحذير من التسرب والاكتشاف المبكر للمشاكل.
•لوحة تحكم مركزية (Dashboard) تعرض بيانات الشبكة في الوقت الفعلي.
•خرائط GIS لتحديد مواقع الأعطال بدقة وتوجيه فرق الصيانة بشكل فوري.
•أجهزة استشعار ذكية لمراقبة جودة المياه وضمان سلامتها.
النتيجة المرجوة: خفض فترات انقطاع المياه بنسبة 50%، وضمان جودة المياه وفق المعايير الدولية.
4. التميز المؤسسي عبر الابتكار وبناء القدرات
تقوم الخطة على تعزيز البيئة المؤسسية المحفزة للإبداع من خلال:
•تدريب الكوادر الفنية على الأنظمة الرقمية والأمن السيبراني.
•الشراكات مع الجامعات لتطوير حلول محلية مبتكرة.
•إنشاء فرق مختصة في الأمن السيبراني لحماية البنية التحتية الرقمية.
النتيجة المرجوة: تحويل المؤسسات المائية إلى مراكز تميز تقني، وجذب استثمارات دولية في مشاريع المياه.
5. تعزيز الشراكات الاستراتيجية والكفاءة المالية
تضع الخطة التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين في صلب أولوياتها، عبر:
•الشراكات مع القطاع الخاص لتمويل مشاريع التحلية والطاقة المتجددة.
•السندات الخضراء لجذب استثمارات مستدامة.
•التعاون الإقليمي لضمان حقوق الأردن المائية وتبادل الخبرات.
النتيجة المرجوة: تحقيق تمويل مستدام لمشاريع المياه، وتعزيز مكانة الأردن كرائد في الإدارة المائية الذكية.
6. حقول المياه الرقمية
•مع القفزة العملاقة في استخدامات التكنولوجيا، تقوم العديد من الاستثمارات الجديدة بتحديث عملياتها لزيادة الإنتاجية. باستخدام حل حقول المياه الرقمية، تولد عمليات حقول المياه عائدًا أعلى على استثماراتها.
•إلى جانب ذلك، هناك تدفق سلس للعمليات ومعالجة العمليات أكثر انسيابية وكفاءة.
•تُساهم تكنولوجيا إنترنت الأشياء في ربط الآلات والمعدات باستخدام أجهزة الاستشعار ويدعم هذه التقنية الفريدة الذكاء الاصطناعي.
النتيجة المرجوة: يُساعدك الحل على مراقبة التقارير من خلال لوحة تحكم واحدة، وفهم السبب الرئيسي للمُشكلة قبل أن تُعيق سير أي من العمليات التشغيلية الأخرى.
7. الهيكل التنظيمي الداعم للإدارة الرقمية
يدعم الهيكل التنظيمي التخصصية في تنفيذ الأعمال من خلال تحديد حدود واضحة للمهام والمسؤوليات:
•دائرة إدارة الأصول: تُعنى بإنشاء أصول الشبكة ووضع مواصفات العمليات ومعايير الصيانة.
•دائرة التشغيل والصيانة: تركز على التشغيل الآمن والصيانة الاستباقية لشبكات التوزيع.
•دائرة المشاريع والتوصيلات: تختص بإنجاز المشاريع الرأسمالية وتوصيل المتعاملين بالشبكة.
•دائرة خدمة المتعاملين: تقدم الخدمات عبر القنوات الرقمية والصوتية، وإدارة الفواتير، والشكاوى، وتركيب العدادات.
النتيجة المرجوة: تعمل هذه الدوائر بتناغم لضمان استمرارية تقديم الخدمات الآمنة للمواطنين بشكل مبسط وميسر.
الخاتمة: من الأزمة إلى الفرصة
الرسالة الجوهرية: يمثل التحول الرقمي فرصة استراتيجية لتحويل أزمة المياه في الأردن إلى قصة نجاح، من خلال الإدارة الذكية للمورد الأهم في حياة المواطنين. ونسعى، بالتعاون مع شركائنا المحليين والدوليين، إلى بناء نموذج أردني رائد في الإدارة المائية الذكية، تُحتسب فيه كل قطرة ماء، وتُقدَّم فيه كل خدمة بكفاءة، ويكون فيه المواطن شريكًا أساسيًا في الحفاظ على هذا المورد الحيوي.
وقد نوقشت هذه الحلول مع نخبة من الخبراء والمختصين في مجال إدارة انظمة المياه ، حيث أُكدوا على جدواها التقنية والاقتصادية، خاصة في ظل توفر الأدوات التكنولوجية المتقدمة.. وفي هذا الإطار، نُؤكد استعدادنا – بالتعاون مع نخبة من الخبراء والشركاء المحليين والدوليين – لوضع برامج تدريبية متخصصة للعاملين في قطاع المياه، لاطلاعهم على أحدث ما توصلت إليه الإدارة الرقمية، وتمكينهم من تطبيق أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.
الهدف الأكبر: جعل الأردن نموذجًا رائدًا في الإدارة المائية الذكية على المستويين الإقليمي والدولي، حيث تُصبح كل قطرة ماء محسوبة، وكل خدمة مائية ذكية، وكل مواطن شريكًا في الحفاظ على هذا المورد الحيوي.
خبير استراتيجيات المياه