
القلعة نيوز- استعرض رئيس لجنة الإعلام والتوجيه الوطني في مجلس الأعيان، العين محمد داودية، في محاضرة أبرز التحديات التي تواجه المنطقة وفي مقدمتها التصعيد في عدد من بؤر التوتر، وانعكاسات ذلك على الأمن الإقليمي، ومستقبل القضايا المحورية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إضافة إلى التحولات في موازين القوى الإقليمية والدولية، والتشابك بين الأزمات السياسية والاقتصادية.
وجاءت المحاضرة، التي عقدت في مجلس الثلاثاء الثقافي العراقي، بعنوان: "التحديات الإقليمية الراهنة.. آفاقها وسبل مواجهتها"، ضمن سلسلة الفعاليات الفكرية التي ينظمها المجلس، بهدف تسليط الضوء على المستجدات الإقليمية والدولية، من خلال استضافة شخصيات بارزة في مجالات السياسة والإعلام والفكر، لتقديم تحليلات معمقة وموضوعية للواقع العربي الراهن.
وأكد داودية، خلال المحاضرة، أهمية تعزيز العمل العربي المشترك، وتفعيل أدوات الدبلوماسية البرلمانية والشعبية، وتوظيف القدرات الإعلامية في بناء وعي عربي جماعي قادر على التصدي لحملات التضليل والتشويه، وترسيخ ثقافة الحوار والانفتاح والتعاون.
وفي الشأن المحلي، قال داودية إن الأردن، رغم ما مرّ به من ظروف قاسية، استطاع تجاوز المحن بفضل القيادة الهاشمية الحكيمة والنظام الحكيم المتوازن، ووحدة الشعب، ويقظة وكفاءة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، مشيرا إلى أن الدستور الأردني يشكل مرجعية وطنية جامعة يخضع لها الجميع.
وأضاف أن الأردن يتوسط إقليما ملتهبا ويواجه اليوم ضغوطا متزايدة ناتجة عن تحديات أمنية واقتصادية وبيئية، في ظل قلق شعبي مشروع تجاه المستقبل، ما يستدعي تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية، والارتقاء بالحوار الوطني إلى مستوى التحديات.
ودعا إلى حوار وطني شامل، قائم على برامج واضحة ومشاركة الجميع دون إقصاء، مؤكدا أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن تتطلب مواجهتها بالحكمة، وتعزيز الأمل، والتمسك بالاستقرار، والثقة بقدرة الأردن على عبور المرحلة.
وفي سياق حديثه عن التحديات الإقليمية، أشار داودية إلى الدور الأردني الثابت والمشرف تجاه الأشقاء في فلسطين، لا سيما في قطاع غزة، في ظل العدوان المستمر والحصار القاسي المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني.
وأكد أن الإنزالات الجوية الأردنية للمساعدات إلى غزة جاءت كحل سريع وفعال لتجاوز العقبات الجغرافية التي تعيق إيصال المساعدات، مشيرا إلى أن المستشفيات الميدانية الأردنية ما تزال تواصل عملها في القطاع رغم التحديات، تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني.
ونوّه داودية بالمواقف المشرفة والمتقدمة لجلالة الملك في المحافل الدولية والإقليمية، حيث كان جلالته السباق في طرح الحلول، والمطالبة بكسر الحصار، وتوفير الدعم الإنساني اللازم لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة.
كما استعرض أبرز أشكال الدعم الذي قدمه الأردن، بقيادة جلالته، للأشقاء الفلسطينيين، والتي شملت سلسلة من الإنزالات الجوية الإنسانية، والمستشفيات الميدانية، والمبادرات النوعية التي تنفذها القوات المسلحة الأردنية، إلى جانب القوافل البرية والمساعدات التي تنظمها الهيئة الخيرية الهاشمية.
وختم داودية محاضرته بالتأكيد على أن الأردن، رغم ما يحيط به من تحديات وضغوط، يظل قادرا على مواصلة دوره العروبي والإنساني والريادي، بفضل قيادتة الحكيمة والغير دموية وعي شعبه، وقوة مؤسساته، وإيمانه بعدالة القضايا التي يحملها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وقدم شكره إلى مجلس الثلاثاء العراقي الثقافي الذين يضم عددا من المفكرين والكتاب العراقيين، وأجاب داودية على أسئلة واستفسارات المشاركين الذين ناقشوا عددا من القضايا ذات العلاقة.