شريط الأخبار
مبادرة من ولي العهد والأميرة رجوة بتوزيع الكنافة على الجماهير قبل مواجهة الأردن والسعودية في نصف نهائي كأس العرب الاتحاد الأردني يعلن أسعار وآلية تذاكر مباريات النشامى في كأس العالم 2026 النشامى ينهون استعداداتهم لمواجهة السعودية في نصف نهائي كأس العرب (صور) قرارات مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة اليوم مجلس الوزراء يحيل مدير عام مؤسسة التدريب المهني إلى التقاعد أرسنال يحقق فوزا دراماتيكيا أمام وولفرهامبتون ويعزز صدارته للدوري الإنجليزي إيران تهاجم غروسي: تكراره للاتهامات لا يغير الواقع ميلان يسقط في فخ التعادل أمام ساسولو ويهدر فرصة الابتعاد بالصدارة الولايات المتحدة ضاعفت تقريبا مشترياتها من الحنطة السوداء من روسيا في شهر سبتمبر بطل مسلم ينقذ عشرات اليهود من الموت في هجوم سيدني ..ويحرج نتنياهو.. ما القصة؟ الموعد والقنوات المفتوحة الناقلة لمباراة المغرب ضد الإمارات في نصف نهائي كأس العرب الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال الأردن: منخفض جوي جديد يجلب الأمطار والبرودة اعتباراً من الإثنين الظهراوي والعموش يطالبان باستقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات بعد وفاة 11 مواطناً بسبب مدافئ الشموسة الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة من التاريخ إلى المستقبل: كلية عجلون الجامعية في خدمة الوطن سلامي: مواجهة السعودية صعبة رغم الغيابات والنشامى متمسكون بحلم التأهل لنهائي كأس العرب دراسة قانونية في الإطار الدستوري والرقابي مقتل شخصين وإصابة 9 بإطلاق نار داخل جامعة براون في الولايات المتحدة البنك الدولي يتوقع إرساء عطاءات لمشروع كفاءة المياه بقيمة 250 مليون دولار

متى ستنهض دول الشرق العربي بعد فوضى الربيع العربي؟ كريستين حنا نصر

متى ستنهض دول الشرق العربي بعد فوضى الربيع العربي؟ كريستين حنا نصر
القلعة نيوز:
منذ أكثر من 14 سنة وعند اندلاع ما يُسمى بالربيع العربي والثورات المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة، شهدنا سعي بعض الشعوب الى اسقاط الانظمة، فعلى سبيل المثال كما جرى تجاه نظام البعث العراقي والسوري، وكذلك الحال في ليبيا القذافي ومصر ومجيء محمد مرسي ثم حكم عسكري للسيسي، وهو الامر نفسه الذي حدث في تونس وغيرها أيضاً.
وهنا نلاحظ خلال ثورات ومظاهرات الربيع العربي والتي عصفت خريفاً من الدماء والفوضى وعدم الاستقرار، ومن مخلفاتها حروب طائفية وتقسيم واحتلالات خارجية لبعض الدول أو لأجزاء منها، فإن السؤال المهم، هو هل بعد ثورات الربيع العربي حققت الشعوب فعلاً أهدافها في التغيير والتحرر والحصول على العدالة والمساواة والديمقراطية في الشرق العربي؟.
وبعد أن عانت الشعوب في بعض دول الشرق العربي من الحكم القمعي وممارسات اللامساواة وبالاخص في الدول التي سقط حكامها في ثورات الربيع العربي، فها نحن الآن نحصد ثمار هذه الثورات، فعلى سبيل المثال كما هو الواقع في العراق وسوريا وما نلاحظه من أنهيار تام في منظومة وبنية الدولة وسيادتها، حيث دخلت هذه المناطق في الفوضى، بدلاً من أن يكون سقوط الانظمة فيها سلساً مريحاً ودون نتائج سلبية، لتدخل البلاد كما هو مفترض في مرحلة من بناء الدولة الديمقراطية المتقدمة، ولكن للاسف دخلت البلدان حالة من النزاعات العرقية والطائفية ، كما جرى على سبيل المثال في الموصل المدينة العراقية، وبعد ظهور فلول داعش فيها، كما دخلت هذه الدول بعد سقوط أنظمتها في فوضى عارمة واصابها وضع اقتصادي صعب ومنهار، وحالة مزرية أصابت الشعوب التي عانت من ضيق شديد في الاوضاع المادية وفي خضم ما تشهده من النزاعات المشتعلة، وللاسف أصبحنا أمام تزايد في اعداد الارامل والاطفال اليتامى والمهجرين والمشردين، ومعظمهم فقد مقاعده في الحصول على التعليم والرعاية الصحية، وبدلاً من التطور والتقدم الى الأمام حضارياً وثقافياً وسياسياً، فقد عادت الشعوب التي تريد التقدم والتغيير الى الوراء ، والبعض منها أصبح يتحسر على أيام الحاكم الذي أسقطته الشعوب نفسها، والسبب أن الاوضاع كانت في أيامه أفضل من واقع الحال اليوم، واحسن من هذه الفوضى العارمة والحرب التي عصفت بهذه البلدان وبشعوبها، وللأسف نلاحظ إزدياد في التطرف الذي تعمق بين الافراد والشعوب ، لنجد أن أفراد الشعوب أنفسهم أنضموا إلى فلول داعش واصبحوا هم الذين كانوا يريدون التغيير من المتطرفيين، ودمروا بلدانهم وقتلوا شعوبهم، واعتقد أن هذا ناتج عن الانظمة القمعية، التي خلقت عملياً حالة من عدم المساواة خاصة في ظل الوضع الاقتصادي والاجتماعي العصيب، والذي أوجد حالة من التمييز وعدم العدالة والمساواة بين الافراد في المجتمع، حيث تولدت لديهم روح الانتقام وازداد الشرخ والكراهية وتفاقمت العنصرية والطائفية وعدم قبول الآخر المختلف في الوطن الواحد للأسف.
والسؤال أيضاً، لماذا انتشر التطرف والطائفية، واصبحت مظاهر موجودة في المجتمع كبديل عن الديمقراطية والتعايش السلمي بين الشعوب، وبديلاً للاسف ايضاً عن تعزيز مفهوم المواطنة والاتحاد بين افراد الشعب الواحد، للنهوض من حالتهم الى حالة اخرى أفضل يتم فيها تجاوز أي معوقات يفترض أن يواجهونها معاً وبشكل جماعي، ويكونوا كشعب واحد متحد في كل الظروف التي يمر فيها أي وطن شرق عربي، إن الجواب هو وللاسف يكمن في التعليم، خاصة التعليم الديني في المدارس ودور مشايخ ورجال الدين الذين استغلوا ذلك في فوضى الربيع العربي، الى جانب الوضع الاقتصادي والعوز والبطالة المنتشرة بين الشباب، وضمن رفع شعار أن الهدف تحسين وضعهم الاقتصادي، تمّ التغرير بهم وضمهم الى فلول داعش وارسالهم الى سوريا والعراق وافغانستان ، وللاسف البعض منهم أصبح متطرفاً بالرغم من أنهم كانوا متعلمين ومعهم شهادات جامعية.
وللاسف بعض المغرضين أيضاً ساهموا في الخداع والتغرير بغرس مفهوم خاطىء وهو أن الاخر المختلف هو كافر وحلال قتله ، حتى وان كان من الدين نفسه، ولكن لأنه لا يتماشى مع افكارهم لذا يكون حلال قتله ، وللأسف فإن واقع الحروب والاقتتال والفوضى نتج عنها أيضاً وجود الأبناء والأطفال بدون تعليم واصبحت الحالة متردية وواقع يمكن وصفه أنه رجوع للوراء جراء الجهل الذي تفشى في مناطق النزاعات، وها نحن في بعض بلدان الشرق العربي بدلاً من النهضة والتطور لم نصل الى درجة العالم المتقدم، لكننا رجعنا للوراء نُكفر بعضنا البعض ونقتل بعضنا البعض لعدة اسباب في معظمها تافهة والعالم من حولنا ينهض علمياً ويشهد ثورة تكنولوجية ونحن للاسف على حالنا في الرجوع الى الخلف .
لذا متى سندخل مرحلة بناء الدول في الشرق العربي؟، ونصبح بلدان ديمقراطية تعددية، تُبنى على مفهوم المواطنة الحقيقي، وعدم اقصاء المكونات الاخرى والمختلفة في الوطن الواحد، بل يكون الشعب في حالة تماسك ويصبحون أيضاً يملكون قوة الوحدة الوطنية الصلبة ، وأوطان لا توجد فيها تفرقة عرقية أو دينية ، بل تُبنى دول الشرق العربي المستقبلية كنموذج من الديمقراطية التي سوف يحتذى بها عند شعوب العالم، اذا نجحوا في الوصول الى هذه الديمقراطية الحقيقية في دول الشرق العربي .