شريط الأخبار
ارتفاع تدفق الاستثمار الأجنبي بالربع الأول 14.3% ليسجل 240 مليون دينار الإدعاء العام يستمع اليوم لبيانات النيابة العامة بقضية التسمم بكحول الميثانول الصحة: 57 حالة راجعت المستشفيات بسبب التسمم بمادة الميثانول وزير الأوقاف يفتتح ملتقى الوعظ ويوما خيريا في اشتفينا شهداء وجرحى جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الأمن العام: إحالة قضية التسمم بالميثانول إلى مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى وزير المالية: الاقتصاد الوطني على المسار الصحيح ارتفاع مقلق في إصابات "السحايا" وسط تدهور الأوضاع الصحية في قطاع غزة ارتفاع غرام الذهب في السوق المحلية 70 قرشاً تعليق مثير لتركي آل الشيخ عقب فوز الهلال على مانشستر سيتي ارتفاع غرام الذهب في السوق المحلية 70 قرشاً بالملح والسكر .. وصفات طبيعية لتقشير البشرة في المنزل العناية بالبشرة في الصيف.. 5 خطوات تحمي من الشمس شوربة خضار بالزبدة .. وصفة بسيطة ومغذية! طريقة عمل ساندويش صحية بالكبدة والبصل للبشرة الدهنية.. خطوات فعالة لترطيب متوازن والتحكم في إفراز الزيوت 6 مرطّبات طبيعية تمنحكِ بشرة ناعمة ومشرقة دون تكلفة مريض بالسكري؟ هذا ما تفعله القهوة في جسمك يوميا التغذية الصحيحة في الطقس الحار دراسة حديثة .. زيت إكليل الجبل العطري يحسّن الذاكرة

سيكولوجية الإنسان المقهور والمتخلف.

سيكولوجية الإنسان المقهور والمتخلف.
سيكولوجية الإنسان المقهور والمتخلف.
القلعة نيوز -
القت إلي زوجتي كتاب التخلف الإجتماعي للدكتور مصطفى حجازي، وقالت هذا الكتاب من جنس الكتب التي تعشقها، اظنها باتت تعرفني فنحن اقتربنا من عقدنا الثالث، وهي مشتركة في نادي قراءة، ويتم تحديد كتاب يقرأ بشكل جماعي، وهذا الكتاب حتما ليس من مجموعة الكتب التي تفضلها فقد بت اعرفها، فهي تفر من هذه المواضيع، ولكن يبدو ان الأدمن كان له رأي أخر.

بدأت اقلب صفحاته بشكل سريع، وعلقت فيما ورد هنا، نعم انا ادندن حول هذه المفاهيم، واسعى محاولا وضعها في اطر وانماط كما يقول د عبدالوهاب المسيري، لأنك ستضيع مع الحقيقة او الحقائق بدون انماط والقول له، فكم من حقيقة تأتي مضللة ولكن عندما تعيدها إلى نمط معين ستدرك ذلك الإتجاه الذي تسير به، وهذا يصلح مع كل شيء تقريبا، نحن لنا انماط سلوك، والدول لها انماط سلوك، وحتى الأبناء لهم انماط سلوك، وحتما ستضيع بدون تنميط العقل البشري، او وضع انماط لتحديد الحقائق والعقول حولك، هل هذا هو حال العقل العربي ضائع؟ هذا ليس موضوعنا على كل حال.

نعود إلى سيكولوجية الإنسان المقهور وسيكولوجية الإنسان المتخلف فهما تتقاطعان في بعض الجوانب، لكنهما ليستا متماثلتين بالكامل، فلكل منهما خصوصيته: متي يصبح التغيير هدفا ومتى نقاوم التغيير، التشتيت هل هو هدف بحد ذاته أم وسيلة الهاء ام ضياع حضاري.
في البداية لنعرف من هو الإنسان المقهور (حسب مصطفى حجازي)
هو شخص يعيش تحت وطأة القمع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ويعاني من فقدان السيطرة على مصيره، تتصف نفسيته بالشعور بالعجز والدونية، وهو خاضع للسلطة أو متماهي معها، في سلوكه عدوانية مكبوتة، قد تنفجر في شكل عنف داخلي أو اجتماعي، لديه إنعدام ثقة بالذات والآخرين، وهو متعلق بالغيبيات والقدرية للهروب من الواقع.

ومن هو الإنسان المتخلف، هو نتاج بيئة تعاني من تأخر حضاري وثقافي وعلمي، وطبعا التخلف هنا لا يتعلق بالجينات أو العِرق، ولكن بالبنية الثقافية والاجتماعية، ويتمير بالتفكير الخرافي واللاعقلاني، وغياب النقد الذاتي، ورفض التغيير والتمسك بالماضي، وتقديس السلطة الأبوية، وقصور في فهم العلاقة بين السبب والنتيجة، انتهى كلامه.

فكلاهما يعاني من الاغتراب وفقدان الفعالية، اما بسبب القمع او بسبب التخلف، وينتج عنهما سلوك دفاعي مثل التبرير او الإسقاط او الإنكار. ويميلان إلى الاستسلام للقدر بدلًا من الفعل الواعي، وبين الوقوع في فخ القدرية او عدم الفاعلية او التخلف النتيجة هنا واحدة، فنحن امة تقترب من مليارين، ومع ذلك لا تنسيق، ولا فكر موحد، ولا فاعلية، ولا قدرة على توجيه النفس والأخر بشكل يعود على الجميع بالفائدة، وكلاهما يساهم في إعادة إنتاج وضعه، سواء بالتواطؤ مع القهر أو برفض التغيير.

بينما يحدث الاختلاف بينهما في ان الإنسان المقهور قد يكون مثقفًا أو واعيًا، لكنه يُقهر بالقوة، في حين أن الإنسان المتخلف يعيش في ثقافة متخلفة ترسّخ تخلفه، فما يحدث لنا هو نيتجة قوة عليا، او علينا ان ننتظر المهدي ليحررنا، او كما تسعى المسيحية الص ه وينية إلى تهيئة الظروف التي تؤدى إلى نزول المسيح، وبالتالي نخلص من المسلمين والي ه ود معا، وهكذا نعلق في غيبيات لا تحرر الأمة، ومع ان فعل الرسول صل الله عليه وسلم، كان قائما من اول يوم في حياته إلى نهايتها، على الاعداد والتجهيز ودراسة المعطيات والتاريخ والجغرافيا، وتوظيف الظروف والعلاقات الاجتماعية والسياسية والسنن التاريخية والاجتماعية والكونية لخدمة منهجه، ومن ثم التوجه بالدعاء لخالقه، والتركيز على الاخلاص في التوجه والنية، وهذا تعرضنا له في مواقع اخرى بشكل تفصيلي، وليس هنا مجال للتوسع فيه هنا.

المقهور يمكن أن يتحول إلى ثائر في وجه انظمة القمع والظلم العالمية إذا وجد الأمل والقيادة، أما المتخلف فنادرا ما يقاوم التغيير لأنه لا يدرك حاجته إليه. ولذلك سعى غاندي إلى غرس منهج جديد في التعامل مع الإستعمار البريطاني، وهذا ما قام به ماو تسي تونع وهوشي منه، وهنا أين يقع ما فعله الرسول صل الله عليه وسلم مع امته؟.

هل ادركت ما فعله الرسول صل الله وعليه وسلم مع امته، وكيف استطاع صناعة انسان يصلح بأن يكون خليفة في الأرض، يرفض الظلم ولا ينصاع له، ويسعى لخير الإنسان هنا، ويتكتل بشكل منهجي معا، ويتصرف بصورة نمطية منظمة منضبطة، قادرة على إجبار الأخر لينصاع لها، ويسير معها حرصا وخوفا منها.

وبنظري هكذا يحدث التغيير.

ابراهيم ابو حويله ...