شريط الأخبار
واشنطن وراء “أفظع الجرائم” وأوروبا ملت الأكاذيب.. والخليج: “فرصة ترامب الأخيرة” الجنسيات الأجنبية ترفع استثماراتها في بورصة عمان.. والهند تتصدر القائمة قطيشات يهنئ احمد الخرابشه بمناسبة زفاف نجله موناكو يواجه موقفا طريفا قبل دوري الأبطال الشرع: واشنطن لا تضغط على دمشق للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل ولي العهد يعقد لقاءات مع أعضاء من الكونغرس الأمريكي في واشنطن ترحيب عربي ودولي واسع بخارطة الطريق الأردنية السورية الأميركية بشأن السويداء الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على إسرائيل السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك سفيرة الأردن في المغرب تستقبل نائبة رئيس مجلس جهة فاس / مكناس خديجة حجوبي الأردن يشارك في الاجتماع التنسيقي العربي للقمة العربية الروسية الأردن يدين فتح سفارة لجمهورية فيجي في القدس 3 شهداء في غارة لمسيّرة إسرائيلية على البقاع اللبناني البابا: أعرب عن قربي من الشعب الفلسطيني في غزة الأردن وقطر: شراكة متجددة بإرادة سياسية ورؤية اقتصادية مشتركة وزير الزراعة: "المهندسين الزراعيين" شريك استراتيجي في تحديث القطاع جامعة البلقاء التطبيقية تحصد المركز الأول في هاكاثون "نبتكر لسلامة الأغذية" بالرياض عبر مبادرة Basket of Life ريال مدريد يخسر خدمات أرنولد لفترة طويلة الأسواق العالمية في حالة ترقب.. استقرار الأسهم وتراجع الذهب قبل قرار الفيدرالي الأمريكي بوتين يمدد العقوبات المضادة المفروضة على الدول غير الصديقة حتى نهاية عام 2027

الرئيس الأمريكي وقدرته على تفكيك الملفات.

الرئيس الأمريكي وقدرته على تفكيك الملفات.
الرئيس الأمريكي وقدرته على تفكيك الملفات.
القلعة نيوز:
كتب تحسين أحمد التل: مهما قلنا عن الرئيس ترمب، أو اتهمناه بأنه غريب الأطوار، أو أنه كل ساعة برأي، ويستخدم عبارات فضفاضة ربما ليس لها معنى، سوى أنها تأتي على شكل تهديد فارغ غير مقترن بفعل، يمكن أن يحقق نتائج، إلا أننا وخلال الفترة الأخيرة ما قبل الإفراج عن الأسير الأمريكي؛ شاهدنا، وقرأنا أقوال مقرونة بأفعال، أدت فيما أدت اليه الى وقف الحرب مع اليمن، واستعادة الأسير دون دفع أي ثمن.

وقف الصراع مع اليمن لم يأت وليد الصدفة، أو عبر مكالمة، إنما جاء عن طريق طلب الإدارة الأمريكية من القيادة في عُمان بالتدخل لحل المشكلة القائمة، والتي تُصر صنعاء على أن وقف الحرب يجب أن يقابله وقف تجويع سكان فلسطين، ووقف القتل والإبادة الجماعية، وهذان الأمران لا تقبل القيادة اليمنية في صنعاء مجرد النقاش دون تحقيق هذه المطالب، لذلك استمرت اليمن بقصف إسرائيل.

ولأن الأمر يتعلق بالحرب الدائرة في البحر الأحمر، وبعد تضرر الأسطول الأمريكي نتيجة الهجمات اليمنية، اضطرت القيادة الأمريكية الى تنفيذ شروط غير معلنة، وبرأيي وتحليلي الشخصي كانت على النحو التالي:

أولاً: أن تقدم أمريكا تعويضات مناسبة على ما دمرته هي وبريطانيا في اليمن، عندما قصفت العديد من المنشآت المدنية، مثل الموانىء، والمطارات، والمصانع، والشركات، لأن اليمنيين ما دخلوا الحرب إلا ليستمروا بها مهما كلفهم ذلك من تضحيات، كما هو معروف عنهم.

ثانياً: دفع تعويضات للضحايا المدنيين من قتلى وجرحى بالمئات، قتلتهم الغارات الأمريكية البريطانية، حيث ألقت عليها مئات الأطنان من القنابل، أما الغارات الإسرائيلية، فيمكن اعتبارها ضمن ملف آخر سيتم الحديث عنه فيما بعد، ويبدو أن الرئيس الأمريكي لم يناقش أو يفتح هذا الملف، أي أنه لم يتدخل في موضوع الحرب بين اليمن وإسرائيل ذلك لأنه مرتبط بشكل مباشر بالحرب على قطاع غزة.

ثالثاً: كان الرئيس الأمريكي فتح خطاً آخر مع قيادات المقاومة الفلسطينية بدون علم الحكومة الصهيونية في فلسطين، وهذا الإجراء لم تعتد عليه الحكومات الأمريكية السابقة، لكن بوجود رجل يهتم (بالبزنس)، مثل ترمب فالأمر يعتبر طبيعي أن يتعامل مع الآخرين من مبدأ مصلحة أمريكا أولاً.

أمر ثاني وهو الأهم برأيي، أنه يريد إيصال رسائل سريعة للحكومة الصهيونية في فلسطين أنه استطاع فكفكة بعض الملفات دون أن يقدم تناولات تُذكر، هكذا يبدو أمام العالم، وأمام إسرائيل بالذات، ولكي يثبت لهم أن حربكم المستمرة منذ عام ونصف لم تحققوا فيها أية إنجازات، ولم تستعيدوا أسيراً واحداً بالضغط العسكري.

يعلم الرئيس الأمريكي جيداً أن حرب إسرائيل على الشعب الفلسطيني هي من الحروب العبثية، حرب لن تحقق سوى الخراب، والتدمير، والقتل، والتجويع، لشعب عانى ويعاني منذ أكثر من سبعين سنة مرت في تاريخه مع الحقد الصهيوني، بالمقابل هناك خسائر إسرائيلية فادحة، حتى وإن انتصرت في النهاية (لا سمح الله)، ستدفع إسرائيل ثمناً باهظاً؛ أخلاقياً، وإنسانياً، ومادياً، إذ ستتمثل هذه الخسائر التي ستظهر بعد وقف الحرب، فيما يأتي من نقاط:

أولاً: ستوافق إسرائيل مرغمة على قيام دولة فلسطينية، وهذه الدولة التي تجمع شتات الشعب الفلسطين في دولته المستقلة، وعاصمتها القدس، سيعمل على تبريد الصراع العربي الإسرائيلي، وتفكيكه، والتخلص منه في حال احترم كل طرف الطرف الآخر.

ثانياً: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أو العربي عموماً، يثبت أن الإحتلال لن يجلب الأمن للشعب اليهودي، أو لمن يفكر بالقدوم، والعيش في فلسطين، ونهب المزيد من الأراضي لبناء مستوطنات، لأن فلسطين غير آمنة للعيش بأمن وأمان، سيما وأننا نتابع بشكل يومي عمليات تسليح مستمرة، لمهاجمة المدن والقرى الفلسطينية لجلب الأمن بقوة السلاح؛ وهذا لن يحدث أبداً، أن يتسلح شعب كامل لمحاربة شعب آخر بحجة الأمن، وفرض السيطرة، ومن ثم يطلبون العيش بهدوء في وطن احتلوه وطردوا شعبه، هذا لا يتحقق ولو بالأحلام.

يبدو أن ملف الصراع الدائر الآن في المنطقة، والذي وصل الى طريق مسدود، بسبب تعنت العدو الصهيوني، وفرض شروط متغيرة، ومطالب لا متناهية، يبدو أنه لا يمكن أن يتم حله إلا بواسطة الرئيس الأمريكي الذي فعلها مع اليمن، ومع المقاومة، وإذا استمر على هذا المنوال، سيبقى هولاكو وحده في الساحة، وسيتجاوزهم قطار ترمب الذي انطلق بسرعة لتحقيق ما يفكر به من جعل أمريكا قوة اقتصادية عظمى، وفق مفهومه هو، ونظرته للولايات المتحدة خلال الأربع سنوات الأخيرة من عمر رئاسته لأمريكا.

وحتى لا يعتقد البعض بأنني متفائل كثيراً بما يجري، جاء هذا المقال مجرد تحليل لما جرى من أحداث متسارعة، مع العلم أن الدولة الأمريكية لا تتعامل مع حكومة بعينها، إنما تتعامل مع الدولة الإسرائيلية العميقة التي يحكمها لوبي صهيوني له أذرع في جميع أنحاء العالم، وحكومة هولاكو هي قطعة من شطرنج ضمن هذه المنظومة.