
القلعة نيوز:
قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الهجمات التي شنتها "إسرائيل" على غزة هذا الأسبوع ترسل إشارة مفادها أن "تل أبيب" غير مهتمة بالتفاوض على وقف إطلاق النار.
وقال رئيس الوزراء القطري لشبكة "سي إن إن" الأميركية، إن قطر اعتبرت إطلاق سراح "الرهينة" الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر "إنجازا سيُساعد في إعادة المفاوضات إلى مسارها الصحيح".
وأضاف: "ولكن للأسف، كان رد فعل إسرائيل على ذلك القصف في اليوم التالي، بالتزامن مع إرسال الوفد"، مؤكدا أن "إسرائيل" بذلك "ترسل إشارة مفادها أنها غير مهتمة بالمفاوضات".
وتابع رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري: "فرقنا تتواصل مع كلا الطرفين. نأمل أن نرى بعض التقدم؛ لست متأكدا ما إذا كان هذا التقدم سيُرى قريبا في ظل هذا السلوك المستمر من قبل إسرائيل".
وأكد أن "الحل سيكون صعبا ما لم تكن الأطراف مستعدة لمفاوضات هادفة مهما بذل الوسطاء"، مضيفا: "في نهاية المطاف، القرار بيد الأطراف".
وأوضح رئيس الوزراء القطري أن خطة توزيع المساعدات الإنسانية التي تدعمها الولايات المتحدة لغزة "غير ضرورية"، مؤكدا أنه ينبغي عوضا عن ذلك السماح للأمم المتحدة بتسليم المساعدات إلى القطاع الذي مزقته الحرب.
وأرسل الاحتلال الإسرائيلي فريقا إلى الدوحة لمواصلة المناقشات، التي تتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى قطر.
وذكر مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، في بيان صدر عنه الأربعاء، أن نتنياهو أنهى سلسلة محادثات مطولة مع ويتكوف وفريق التفاوض الإسرائيلي في ملف الأسرى والمفقودين، دون أن يورد أي تفاصيل إضافية حول فحوى اللقاءات أو نتائجها.
ومساء الأربعاء، أدلى ويتكوف بتصريحات من الدوحة عبّر فيها عن تفاؤله بشأن غزة، وقال إن المحادثات التي أجراها مع أمير دولة قطر ورئيس الوزراء القطري كانت "بناءة" ويتوقع أن تقود إلى "أشياء جيدة". وأضاف أن الوضع في غزة "مأساوي"، مشددا على أن الجهود تُبذل لتحسينه.
في المقابل، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، نقلا عن مصدر إسرائيلي مساء الأربعاء، إن ويتكوف اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الدوحة مرات عدة خلال الـ24 ساعة الماضية في محاولة لإقناعه بتوسيع صلاحية وفد بلاده المفاوض وإبداء مرونة أكبر في التفاوض، "لكن دون جدوى".
وأضاف المصدر للصحيفة أن ويتكوف "يدرس أيضا مقترحات إضافية للإفراج عن المختطفين على دفعات، بهدف دفع الأطراف إلى وقف إطلاق النار".
وبحسب المصدر، فإن "إسرائيل" تصر على مقترح ويتكوف الذي تم التوصل إليه قبل شهرين ونصف، والذي يقضي بأن تفرج حماس عن عشرة أسرى أحياء ونصف الأسرى القتلى، كشرط للدخول في مفاوضات ووقف إطلاق النار لمدة 45 يوما.
ونقل موقع "واللا" العبري عن مسؤولَين إسرائيليين أن المحادثات التي يديرها المبعوث الأميركي في الدوحة لم تُحرز أي تقدّم حتى الآن. وأوضح أحد المسؤولين أن نتنياهو يُبدي "صفر مرونة" تجاه أي تعديلات على مقترح ويتكوف.
وفي وقت سابق الأربعاء، ذكرت القناة "12" العبرية، أنه رغم الضغوط الأميركية، فإن الوفد الإسرائيلي الذي وصل إلى الدوحة لا يملك سوى تفويض محدود، مع عدم وجود مجال كبير للمناورة، وإنما يسمح للمناقشة فقط في إطار مخطط ويتكوف الأصلي، والذي يتضمن إطلاق سراح 10 أسرى وإمكانية توسيع المفاوضات إلى ترتيب شامل أو وقف إطلاق نار.
وفي السياق ذاته، ذكرت قناة "i24NEWS" العبرية أن نتنياهو والوفد الإسرائيلي المرافق له أوضحوا خلال المباحثات أن مقترح ويتكوف هو الصيغة الوحيدة الممكنة من وجهة نظرهم، ولا مجال لقبول بدائل أو تعديلات جوهرية عليه.
وأضافت القناة، نقلا عن مصدر مطلع، أن عددا من عائلات الأسرى الإسرائيليين المتواجدين في الدوحة عقدوا اجتماعا استمر ساعتين ونصف الساعة مع مسؤولين قطريين والمبعوث الأميركي، دون الإشارة إلى نتائج تلك اللقاءات.
وأشارت مصادر في الإدارة الأميركية إلى أن رسالة ويتكوف للجانب الإسرائيلي كانت واضحة، بأن واشنطن تصر على إنهاء الحرب في غزة.
ويرى مستشارو ترامب أن إطلاق سراح الأسير عيدان ألكسندر مؤخرا، وزيارة الرئيس الأميركي للمنطقة، يشكلان فرصة لا ينبغي تفويتها للضغط على نتنياهو للمضي قدما نحو إتمام صفقة شاملة، لا تترك له خيارات كثيرة للتراجع.
كما تأمل مصر وقطر والولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق خلال زيارة الرئيس ترامب للمنطقة، والتي بدأها الثلاثاء وتستمر حتى 16 أيار/ مايو الحالي، في أول زيارة له للمنطقة منذ بداية ولايته الثانية في كانون الثاني/ يناير الماضي.
وتزامنا مع المفاوضات وزيارة الرئيس ترامب للمنطقة، يصعّد الاحتلال الإسرائيلي من حرب الإبادة على قطاع غزة، حيث استهدف جيش الاحتلال لليوم الثاني بسلسلة غارات عنيفة، مناطق متفرقة؛ بما فيها محيط مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خان يونس، ما أسفر، خلال يوم، عن استشهاد ما لا يقل عن 70 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء.
وارتفعت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي لغزة إلى 52928 شهيدا و119846 مصابا، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، وفقا لأحدث بيانات وزارة الصحة في القطاع.