
القلعة نيوز:
الزعبي يستضيف وفد مبادرة الحوار المجتمعي ويؤكد: وثيقة السلط الشعبية عبرت سابقًا عن نبض الناس وجسدت تطلعاتهم
في مشهد وطني مشرف، التقى اللواء المتقاعد عبدالرحيم الزعبي في منزله عددًا كبيرًا من الشخصيات الوطنية وأعضاء مبادرة الحوار المجتمعي، في لقاء نوعي هدفه مناقشة مضامين وتوصيات وثيقة السلط الشعبية، التي باتت تمثل صوتًا حقيقيًا للمجتمع المحلي في مدينة السلط ومحافظة البلقاء على وجه الخصوص.
وشهد اللقاء حضورًا مميزًا ومداخلات غنية بالأفكار والاقتراحات البناءة، عكست وعي المشاركين وإيمانهم العميق بضرورة العمل المجتمعي المنظم الذي يستند إلى وثيقة وطنية ، تحمل هموم الناس وتطلعاتهم، وتدعو إلى الالتفاف حول القيم والهوية الوطنية .
وأكد اللواء المتقاعد عبد الرحيم الزعبي على دعمه الكامل لما تضمنته الوثيقة من رؤى وطنية ومجتمعية شاملة، مشيرًا إلى التعامل الحقيقي بمضمون الوثيقة التي رآها الكثيرون أنها تمثل وجدان المجتمع، وتحمل إرث السلط وتاريخها الوطني والنضالي.
كما حيّا القائمين على صياغتها، وخص بالذكر من قضى منهم، ترحمًا ووفاءً، ومن لا يزال يحمل الشعلة على قيد الحياة.
وأكد الزعبي أنه سيكون من أوائل من يتبنون هذه الوثيقة، داعيًا إلى تعميمها على مستوى العشيرة والمجتمع المحلي، والعمل على تحويلها إلى مبادرات واقعية تنهض بالسلط وأبنائها في شتى المجالات، وتكون منصة للحوار الفاعل، والتغيير الإيجابي لافتا إلى ضرورة تنفيذ مضامين الوثيقة على مراحل وفترات زمنية مدروسة، لضمان تحقيق الأثر التدريجي والمستدام.
وتحدث النائب السابق محمد ناصر الزعبي عن أهمية الوثيقة كأداة لحشد الطاقات، وبناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، مؤكداً أن ما تطرحه الوثيقة من مبادئ وقيم كفيل بأن يكون أساسًا لوثيقة وطنية شاملة يمكن البناء عليها.
كما دعا إلى توسيع قاعدة المشاركة المجتمعية، وربط الوثيقة بآليات عمل واضحة تضمن استمراريتها، مشيدًا باللقاء وما رافقه من انسجام فكري ووطني بين الحضور.
من جانبه، أبدى مضر الزعبي رؤيته المتقدمة حول ضرورة تفعيل بنود الوثيقة ضمن مسارات عمل ملموسة، وربطها بالمجتمع المحلي من خلال ورش عمل ولقاءات في مختلف أحياء السلط.
وتحدث عن الوثيقة ليس باعتبارها ورقة أفكار فقط، بل كمشروع إصلاحي يعكس إرادة الناس، ويتفاعل مع همومهم الحقيقية.
وأكد على ضرورة أن يكون للشباب دور محوري في تطبيق مضامين الوثيقة، عبر تأهيلهم وتمكينهم وتمتين العلاقة بينهم وبين قياداتهم المجتمعية، بما يحقق مصلحة الوطن أولًا وآخرًا.
ولفت الدكتور خالد ناصر الزعبي، نائب رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الأنظار من خلال طرحه رؤية متقدمة تقوم على إشراك طلاب الجامعات في تبنّي المبادرة، وتوسيع الحوار مع فئة الشباب، لأنهم عصب الوطن وعماد المستقبل.
وأعلن خلال اللقاء عن رغبته في عقد ورشة خاصة مع طلبة جامعة البلقاء التطبيقية لنشر المبادرة وتعزيز قيمها مشيرًا إلى أن الجامعة يجب ألا تكون فقط مؤسسة أكاديمية، بل مركزًا للنهضة الفكرية والمجتمعية، وهذا اللقاء وهذه الوثيقة فرصة عظيمة لترسيخ هذا الدور.
وأكد محمد رضوان الزعبي في مداخلته أن الوثيقة تمثل نقطة تحول في العمل المجتمعي في السلط، وأشاد بقدرة القائمين عليها على إشراك كافة شرائح المجتمع داعيا إلى ضرورة العمل على نشرها من خلال الإعلام المحلي والرقمي، وإنشاء لجان متابعة لكل محور من محاورها مبينًا أن الوثيقة يمكن أن تكون رافعة للعديد من المبادرات التنموية إذا ما أحسن إدارتها وتحويلها إلى خطة عمل ممنهجة.
وأشاد الأستاذ عيد عبدالحليم الزعبي، عضو مجلس المحافظة، بأهمية الوثيقة، معتبرًا إياها أداة رقابية ومجتمعية على العمل التنفيذي، خاصة في ظل وجود مجلس اللامركزية الذي يعبر عن هموم المواطنين في الميدان مؤكدا أن المجلس يمكنه دعم المبادرة من خلال تضمينها في أولويات الخطط التنموية للمحافظة، وتخصيص دعم لها من موازنات البرامج المجتمعية، بما يضمن استدامتها.
وشدد زهير سلامة الزعبي على أن المبادرات الناجحة تبدأ من القيم الصلبة، وأن الوثيقة بما تحمله من مضامين أخلاقية ووطنية قادرة على إعادة البوصلة المجتمعية إلى مسارها الصحيح مطالبا بتشكيل فرق تطوعية من الشباب لتطبيق الأفكار الواردة فيها في المدارس والأحياء والجامعات، بما يعزز حس المسؤولية والانتماء.
وأكد الأستاذ عبدالرزاق الزعبي على أن الوثيقة تمثل إطارًا فكريًا يمكن تطويره عبر المنظومة التعليمية، داعيًا إلى إدخال مضامينها في الأنشطة المدرسية والجامعية مشددًا على أهمية فتح منصات للحوار، وتدريب القيادات المجتمعية على آليات التواصل الإيجابي، كي تنتقل الأفكار من الورق إلى الواقع.
وطرح الدكتور وضاح الزعبي مداخلة متقدمة دعا فيها إلى تبني الوثيقة ضمن رؤية تنموية علمية تستند إلى الإحصاء والمعرفة. وقال إن أي مشروع مجتمعي يجب أن يقوم على فهم الواقع وقياس الأثر، مشيرًا إلى أن الوثيقة تؤسس لهذا الاتجاه من خلال طرحها المتزن.
وأكد صخر الزعبي أن الشباب هم العنصر الأهم في تطبيق أي مشروع مستقبلي، وأن الوثيقة نجحت في استيعاب تطلعات الجيل الجديد بلغة واضحة. ودعا إلى تبني سياسة التواصل المباشر معهم، وخلق مساحات حرة يعبرون من خلالها عن رؤاهم الوطنية.
وأكد المهندس عبدالفتاح الدرادكة على أهمية أن تكون الوثيقة خارطة طريق لمبادرات عملية، تترجم قيم المواطنة إلى مشاريع تنموية، وتشجع على العمل التطوعي المنظم، مشددًا على ضرورة توحيد الجهود الرسمية والشعبية لدعم تنفيذ مضامين الوثيقة على أرض الواقع.
وشدد الدكتور جمال العبادي على أهمية الوثيقة في هذه المرحلة، مؤكدًا أنها تمثل "خط الدفاع الأول عن الهوية الوطنية"، خاصة في ظل ما تشهده المجتمعات من ضغوط ثقافية واقتصادية معتبرا أن الوثيقة تُعيد تأكيد الثوابت الوطنية، وتقدم حلولًا واقعية نابعة من داخل المجتمع داعيا إلى دمج الوثيقة في الأنشطة المدرسية بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، لتصبح جزءًا من وعي الجيل الجديد.
وقال عبدالغني طبلت إن جوهر المبادرة هو جمع الكلمة وتوجيه الطاقات نحو البناء لا النقد فقط، مشددًا على ضرورة أن لا تكون الوثيقة مجرد بيان نخبوي، بل يجب أن تصل إلى الناس البسطاء في الشوارع، في المساجد، في المدارس، وأن يشعر بها المواطن العادي في حياته اليومية، مقترحًا إطلاق برنامج تثقيفي حول مضامين الوثيقة لتوسيع الفهم العام لها.
وأشار أمين عربيات إلى أهمية تحويل الوثيقة إلى "مرجعية مجتمعية"، تستند إليها مؤسسات المجتمع المدني والبلديات وحتى الأفراد في تعاملهم مع القضايا العامة، مبينًا أن الوثيقة تشكل فرصة ذهبية لإعادة تعريف العلاقة بين المواطن والدولة على أساس من الشفافية والمشاركة، مؤكدًا ضرورة عقد جلسات مفتوحة مع الناس لمناقشة بنودها بندًا بندًا، والرد على كل تساؤل أو تخوف شعبي.
وتحدثت منى الفاعوري أن الوثيقة تُعيد الاعتبار للدور المجتمعي للمرأة، من خلال دعوتها للمشاركة في الحياة العامة والقرار المحلي، داعية إلى تأسيس لجنة نسائية منبثقة عن المبادرة تكون مهمتها نشر الوثيقة بين أوساط النساء، خاصة في القرى والمناطق الأقل حظًا، مشددة على أن تمكين المرأة يبدأ من إيمان المجتمع بقيمتها كشريك كامل في الوطن، لا تابع أو مؤيد فقط.
ودعا المهندس هاني خليفات إلى إنشاء منصة رقمية تفاعلية تعرّف بمضامين الوثيقة، وتتيح للناس إرسال اقتراحاتهم وتعليقاتهم، لافتًا إلى أهمية الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الحديثة في تسويق المبادرة بطريقة تواكب العصر، مؤكدًا أن الجيل الشاب لن يتفاعل مع الوثيقة ما لم يجدها قريبة من أدواته اليومية.
وأشاد عمر الزعبي بروح اللقاء واعتبره نموذجًا لما يجب أن تكون عليه الحوارات الوطنية في كل المحافظات، قائلاً إن الوثيقة فتحت بابًا حقيقيًا أمام الشباب للمشاركة، لكن ذلك يتطلب دعمًا فعليًا لهم.
وطرح رعد أبو حمور تصورًا لإدارة المبادرة بشكل مؤسسي، من خلال تشكيل هيكل إداري يضم لجانًا متخصصة بكل محور من محاور الوثيقة، مثل لجنة التعليم، ولجنة الشباب، ولجنة القيم، وغيرها مؤكدا أن نجاح الوثيقة يتطلب رصدًا دوريًا وتقييمًا شفافًا لمدى تحقيقها لأهدافها، مشددًا على أهمية توفير مصادر تمويل للمبادرات المنبثقة عنها لضمان استمراريتها.