
القلعة نيوز-استكمالا للنهج الملكي المستمر منذ عقود طويلة وضعت الحكومة مزيدا من الدعم والحوافز للمعلمين والطلبة على طريق الاهتمام بالتعليم ورفع سويته وتحقيق الراحة المادية والمعنوية للمعلمين وإنشاء مدارس وخلق بيئة تعليمية للطلبة، بهدف رفعة التعليم وبناء الوطن وتعزيز الانتماء له وغرس قيم الولاء للقيادة الهاشمية.
فبرامج التدريب المستمر لنحو 60 ألف معلم، وتعزيز القيم الوطنية والهوية في المدارس، وربط التعليم بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، هي مؤشرات واضحة على توجه الدولة نحو تعليم حديث قادر على بناء الكفاءات المستقبلية حسب آراء مختصين في التربية والتعليم ومعلمين استطلعت آراءهم وكالة الأنباء الأردنية (بترا).
وأكدوا أن ما أعلن عنه رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان خلال زيارته لوزارة التربية والتعليم بتوفير حوافز للمعلمين وإنشاء وصيانة مدارس في الوزارة هو خطوة نوعية تدل على أن الأردن يعتبر المعلم والطالب هما خط الدفاع الأول عن الأردن ويجب توفير بيئة داعمة لهما من أجل الإبداع والتطور والتعلم الفعال.
وقال مدير التربية والتعليم لمنطقة الزرقاء الأولى، الدكتور أسامة شديفات لـ(بترا)، إن الاهتمام بالمعلم والبيئة المدرسية يأتي على قمة أولويات جلالة الملك عبد الله الثاني، وحديث رئيس الوزراء في وزارة التربية والتعليم هو امتداد لهذا الاهتمام من حيث تقديم كل ما يمكنه من إعلاء شأن المعلم ورفعته وتقدمه وتوفير الراحة النفسية والمعنوية والمادية في كل الظروف وصولا إلى خدمة العملية التعليمية التي تسهم في بناء ورفعة الوطن.
وأضاف أن المعلم هو الركن والعنصر الأساسي في العملية التعليمية، وتبذل وزارة التربية كل الجهود ليكون المعلم في قمة تطوره وراحته، لأن ذلك ينعكس على أدائه داخل الغرفة الصفية وخارجها، ومنذ سنوات طويلة كان المعلم هدفا رئيسيا لكل برامج التدريب والتأهيل، وتوفير البيئة المناسبة لذلك.
وأكد أن المدرسة هي المكان الرئيسي لتعزيز قيم الولاء والانتماء للوطن وزرع ذلك في نفوس الطلاب الذين هم نواة المجتمع ومستقبل الأردن، ومن هنا فإن التركيز بشكل يومي وثابت يأتي على الاهتمام بهذا الجانب داخل الصف الدراسي وخارجه وفي المجتمع بحيث يكون الأردن أولا قولا وفعلا لدى الطلبة والمعلمين.
وبين أن الوقوف احتراما عند عزف السلام الملكي وترديد النشيد الوطني كل صباح والالتزام الكامل هو شيء ثابت يوميا في المدارس، يتبعه تأكيد وزراعة للقيم الوطنية داخل الغرف الصفية وهذا ما عكفت عليه وزارة التربية والتعليم من خلال خططها وبرامجها اللامنهجية والمنهجية ويتم التعامل بشكل يومي مع كل الملاحظات التي تأتي خلاف ذلك.
وقال عميد كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية الدكتور محمد صايل الزيود لـ(بترا)، إن الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة مؤخرا لدعم المعلمين والارتقاء بواقعهم المهني والمعيشي نوعية، وهذه الخطوات تشكل نقلة كبيرة في تمكين المعلم وتعزيز انتمائه لمهنة التربية والتعليم، وترسيخ دوره كركيزة رئيسية في بناء الإنسان الأردني وتنمية المجتمع.
ولفت إلى أن ما أعلن عنه رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان من حزمة قرارات داعمة للمعلمين، يعكس وعيا عميقا بأهمية النهوض بمكانة المعلم، ويشكل استجابة حقيقية لتطلعاتهم، فتعزيز الاستقرار المعيشي، وتوسيع نطاق المنح والمكرمات لأبناء المعلمين، وتحسين شروط التمويل والإسكان، كلها مداخل مؤسسية وطنية مهمة لتجديد الثقة بالرسالة التربوية، وتحفيز المعلمين على العطاء والإبداع.
وأشاد الزيود بجهود وزارة التربية والتعليم في تطوير البيئة التعليمية والتربوية، من خلال مشاريع التوسعة والصيانة وبناء المدارس، وما يتصل بذلك من مبادرات المسؤولية المجتمعية، مؤكدا أن البنية المدرسية المتطورة تشكل عاملا محوريا في دعم المعلم وتهيئة مناخ تعليمي محفز للطلبة والمعلمين معا.
وأضاف: "أن تطوير برامج التدريب المستمر لنحو 60 ألف معلم، وتعزيز القيم الوطنية والهوية في المدارس، وربط التعليم بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مؤشرات واضحة على توجه الدولة نحو تعليم حديث قادر على بناء الكفاءات المستقبلية".
وأكد أن كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية، باعتبارها إحدى المرجعيات الأكاديمية الوطنية في إعداد المعلمين، تثمن هذه الرؤية الإصلاحية، وتحرص على مواءمة برامجها وتخصصاتها مع متطلبات سوق العمل والتحولات الرقمية، مشيرا إلى أن التكامل بين المؤسسات الأكاديمية وصناع القرار التربوي هو الضامن الأساسي لنجاح أي إصلاح مستدام في قطاع التعليم.
وقال: "نحن أمام فرصة وطنية حقيقية لتعزيز مكانة المعلم في وجدان المجتمع، وتفعيل دوره كقائد تربوي في الصف والميدان، ومن واجبنا جميعا أن نواصل العمل بتكامل وتنسيق لتعظيم أثر هذه المبادرات وتحقيق غاياتها النبيلة في خدمة الأجيال القادمة".
مدير برنامج الدبلوم العالي لإعداد المعلمين في الجامعة الأردنية الدكتور عمر الخطاطبة قال لـ(بترا ) إن التعليم هو الركيزة الأساسية لتنمية الموارد البشرية، وهو القوة الدافعة لمستقبل الأردن، مما يتطلب منا نشر ثقافة الوعي بأهمية دور المعلم في بناء الوطن، فنهضة الأمم تبدأ بالمعلم.
وأضاف أن الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك عبد الله الثاني، أكدت على الاستثمار في مستقبل أبنائنا وهم عماد نهضتنا، والتي تمثل خريطة طريق لنا جميعا وهي في جوهرها تمثل الغاية الفضلى لنا؛ لنتشارك الأفكار والرؤى، ونتبادل التجارب والخبرات، ونتأمل في الممارسات ونطورها، ونفتح آفاقا جديدة في تقديم الدعم والتوجيه اللازم للمعلمين الطلبة، ونطرح حلولا ونتغلب فيها على التحديات، ونعزز من إصرارنا في إعداد معلم المستقبل.
ولفت إلى أن رسالة البرنامج تتمثل بإعداد معلم يمتلك اتجاهات إيجابية نحو مهنة التعليم، منتم لوطنه وقيادته الهاشمية، متمكن من المهارات والممارسات والإستراتيجيات المتقدمة في التدريس، يؤمن بالاختلاف، معلم رقمي، قادر على بناء مجتمعات تعلم مهنية.
ونوه إلى أنه وإيمانا بهذه الرسالة فإننا وضعنا هدفا لا نحيد عنه وهو نشر ثقافة الوعي بأهمية دور المعلم ودوره في بناء الوطن فقدمنا لطلبتنا الدعم الأكاديمي والنفسي لإعدادهم إعدادا يليق بوطنا الغالي يجسد مسيرة الاستقلال المستمرة التي بناها الآباء والأجداد، بقيادة هاشمية حكيمة وضعت شعارا لها أن الإنسان أغلى مانملك وأن الاستثمار به أساس نهضتها.
وبين أن أهم أهداف البرنامج هي غرس الانتماء للوطن والملك، وهو خط الدفاع الأول لمسيرة الاستقلال الحقيقية، وهو بوابة مشرعة للحرية والعدالة والمساوة وطلب العلم، والتعايش بسلام مع مهنة التعليم والتي تتطلب الشغف المستمربها، وامتلاك المهارات اللازمة، والكفايات الرقمية، والمداومة على إجراء البحوث القصيرة التي تحسن من الصحة النفسية للطلبة، وتزيد من تفاعلهم داخل الغرفة الصفية.
وقال إن البرنامج يؤكد على ما جاء في زيارة رئيس الوزراء لوزارة التربية والتعليم وهو البحث عن ثقافة الجودة والعمل بمعاييرها، والاطلاع على أفضل الممارسات والتجارب الملهمة والقدرة على إدارة الذات.
وأكد أن البرنامج يحرص على تدريب المعلمين على نشر ثقافة التعلم الذاتي بين الطلبة، والبداية تأتي بالمعلم فهي مهارة المستقبل ومهارة مهمة جدا لصنع بصمة خاصة في هذا القرن، تقوى فيها المهارات الفكرية، وتتطور مهارات البحث والتخطيط، والانضباط الذاتي وإدارة الوقت.
وأشار إلى أن المعلم هو نواة التغيير، داعيا إلى أن لا يبخل أي معلم على الطلبة وترسيخ روح التسامح والمحبة والسلام، فالمعلم المتميز هو من يجعل البسمة والفرح والسعادة حاضرة في كل مكان.
وبين المعلم في وزارة التربية والتعليم طارق سليمان لـ(بترا)، أن تعزيز مكانة المعلم والاهتمام بوضعه المعيشي هو أحد أهم أساسيات العناية به ليبدع في الغرفة الصفية وخارجها، وهذا الاهتمام يكمن في السعي الدائم لتحسين وضعه ومنحه ما يجعله دائم التفكير في الابداع والتميز.
ولفت إلى أن المعلم هو خط الدفاع الأول عن الأردن والمجتمع وتعزيز قيم الانتماء في نفوس الطلبة بحيث يكون جزءا أساسيا وقدوة حسنة في كل سلوك يقوم به، لافتا إلى أن ذلك جزءا أصيلا من عمله ورسالته النبيلة التي حملها الأنبياء منذ بدء الخليقة.
وأعلن رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان عن تخصيص أراض لإنشاء إسكانات للمعلمين في المحافظات من خلال المؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري، وسيتم رصد المخصصات لها ضمن موازنة عام 2026، وذلك ضمن حزمة متكاملة لدعم معلمي وزارة التربية والتعليم.
وأضاف أن هناك تأخرا بصرف السلف المالية الطارئة في صندوق الضمان الاجتماعي، كاشفا عن تخصيص المبالغ اللازمة لتغطية جميع المتقدمين لها هذا العام، وتسريع الطلبات المتأخرة، موجها بوضع آلية أوسع وبشروط محسنة لتقديم تمويل ميسر وطويل الأمد وبنسب فائدة مخفضة من خلال صندوق الضمان الاجتماعي في وزارة التربية والتعليم.
ولفت إلى أنه سيتم بحث زيادة المكرمة الملكية للمعلمين في الجامعات، بالإضافة إلى زيادة المستفيدين من المنح والقروض لأبناء المعلمين اعتبارا من شهر أيلول المقبل، والنظر في زيادة نسبة المعلمين في بعثات الحج الأردنية وشمول الزوج أو الزوجة فيها.
وشدد على أنه يجب أن يكون في جميع مدارس المملكة تعبير وطني واضح يعكس قيم الدولة ورسالتها وصورتها في نفوس الأجيال الجديدة، وأنه لا يمكن القبول إلا أن تبدأ المدرسة يومها بالطابور الصباحي، ووقوف الطلبة أمام العلم وترديد السلام الملكي، أو أن تتصرف وكأنها غير معنية بالهوية الوطنية، مشيرا إلى أن في الأردن هوية واحدة تجمعنا.
--(بترا)