
القلعة نيوز- في لحظة تعانق فيها الذاكرة الوطنية نبض الإنجاز، يحتفل الأردنيون بعيد الجلوس الملكي، الذي يعد مناسبة وطنية شامخة تجسد عمق الولاء والانتماء والوفاء للعرش الهاشمي، وتؤرخ لمرحلة مفصلية في مسيرة الدولة الأردنية الحديثة.
وأكدت فاعليات محافظة الزرقاء الرسمية والأكاديمية والشعبية، أن هذا اليوم يعد بداية عهد جديد من الحكمة والعزم والرؤية الشمولية، عهد أرسى فيه جلالة الملك عبدالله الثاني، دعائم النهضة الوطنية، وفتح أبواب المستقبل الرحبة على مصراعيها، بأسس متينة من التمكين، والمعرفة، والابتكار.
وأكد محافظ الزرقاء، الدكتور فراس أبو قاعود، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الأردن، بقيادة جلالة الملك، نجح في ترسيخ استقلالية قراره السيادي، وتعزيز ثوابته الوطنية والقومية، وصون أمنه واستقراره رغم اضطراب الإقليم.
وأضاف أن الوطن ماض بخطى ثابتة نحو التحول إلى دولة منتجة، تعتمد على إمكانياتها الذاتية، وتفتح آفاقها للاستثمار المستدام، ما يعزز مكانتها السياسية والاقتصادية إقليميا ودوليا.
وأشار أبو قاعود إلى أن أبناء الوطن بجميع أطيافهم ومواقعهم، يجددون في هذه الذكرى التفافهم الراسخ حول القيادة الهاشمية، وتمسكهم العميق برؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، خصوصا في القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشددا على أن مواقف جلالته الثابتة تشكل سدا منيعا في وجه كل محاولات تصفية هذه القضية العادلة.
وفي سياق الحديث عن منجزات الزرقاء، قال أبو قاعود إن المحافظة شهدت، بفضل الرؤية الملكية، إطلاق مشروع باص التردد السريع، الذي يمثل نقلة نوعية في منظومة النقل العام، لما يسهم به في الحد من الازدحام، وتقليل الانبعاثات، وخفض تكاليف التنقل، وتعزيز الاستدامة البيئية، كما أنشئت محطة القياس والتخفيض للغاز الطبيعي في الهاشمية، التي دعمت القطاع الصناعي، واستقطبت استثمارات جديدة، وساهمت في التوسع الإنتاجي وخلق فرص عمل.
من جهته، قال رئيس الجامعة الهاشمية، الدكتور خالد الحياري، إن عيد الجلوس الملكي يمثل بوابة حقيقية للتحديث والعبور إلى المستقبل، حيث شهد قطاع التعليم العالي في عهد جلالته تطورا نوعيا وكميا، إذ يضم الأردن اليوم أكثر من 70 مؤسسة تعليم عال، في إنجاز يعكس حرص جلالة الملك على تأهيل أجيال مسلحة بالمعرفة والمهارة، قادرة على المنافسة في عالم متعدد الثقافات وسريع التحول.
وأكد الحياري أن جلالة الملك يولي التعليم العالي اهتماما بالغا، ويوجه باستمرار لربطه بسوق العمل، والانفتاح على المهارات المستقبلية، وتطوير التعلم المستدام، ما يستدعي من الجامعات التحول إلى مؤسسات ابتكارية تواكب أولويات التنمية الوطنية وتعزز التفكير المسؤول لدى الطلبة.
وأضاف أن الجامعة أطلقت تخصصات نوعية مثل الذكاء الاصطناعي، وعلم البيانات، والأمن السيبراني، والتسويق الرقمي، فضلا عن برامج اختصاص عال في الطب البشري، لتأهيل كفاءات تخدم القطاع الصحي، كما تعمل على استحداث تخصصات تقنية جديدة، في إطار رؤيتها للربط بين التعليم الأكاديمي وسوق العمل.
وأوضح الحياري أن الجامعة تشارك في البرنامج الوطني لتأهيل المعلمين، وتحدث برامجها لمواكبة الاقتصاد الرقمي، وتخرج طلبة يتمتعون بالكفاءة والانتماء الوطني، قادرين على التفاعل مع التكنولوجيا الحديثة، مثلما تحرص الجامعة على تعزيز الهوية الوطنية، انطلاقا من إيمانها بدورها الحضاري والنهضوي تحت راية جلالة الملك.
وأشار مدير تربية الزرقاء الأولى، الدكتور أسامة شديفات، إلى أن المديرية نفذت خطة شاملة لتطوير المدارس والمشاغل المهنية والمختبرات، ضمن برنامج التعليم المهني (BTEC)، إضافة إلى إنجاز البنية الرقمية للامتحانات الإلكترونية، ما يعكس رؤية مستقبلية تواكب التحولات العالمية.
وأفاد رئيس غرفة صناعة الزرقاء، المهندس فارس حمودة، بأن الصناعة الأردنية شهدت في عهد جلالة الملك تطورا لافتا، منتقلة من النمط التقليدي إلى التصنيع الذكي والمبتكر، وقد حققت الصادرات الصناعية لمحافظتي الزرقاء والمفرق ارتفاعا ملحوظا، بالرغم من التحديات الإقليمية والعالمية.
وأوضح حمودة أن مشروعات البنية التحتية التي تحققت في العهد الملكي تمثل مرتكزا أساسيا لجذب الاستثمارات، وتحسين مستويات المعيشة، ومن أبرز هذه المشاريع، مدينة الزرقاء الصناعية، على مساحة 2500 دونم، والتي تنفذ المدينة على ثلاث مراحل، إلى جانب مبادرة تحسين بنية وادي العش الصناعية.
وبين أن هذه المشاريع، إلى جانب البيئة الاستثمارية الجاذبة، ستسهم خلال السنوات الخمس المقبلة في مضاعفة مؤشرات الأداء الاقتصادي، لترتفع قيمة الصادرات الصناعية للمحافظتين إلى 3 مليارات دولار، وتستحدث آلاف فرص العمل.
وقال رئيس غرفة تجارة الزرقاء، حسين شريم، إن الأردن، بقيادة جلالة الملك، انتهج سياسة اقتصادية منفتحة، حررت التجارة، وعززت آليات السوق، ووقعت اتفاقيات تجارية مع أكبر التكتلات الاقتصادية في العالم، ما جعل الأردن مركزا إقليميا للتجارة والاستثمار، يتيح الوصول إلى أكثر من مليار مستهلك عالمي.
وأكد شريم أن جلالة الملك لم يغفل عن حماية الاقتصاد الوطني رغم التحديات، إذ يوجه باستمرار إلى تنفيذ خطة التحديث الاقتصادي، ودعم القطاعات الإنتاجية، وزيادة الصادرات، وتقديم التسهيلات المطلوبة لتحفيز النمو.
وأشار مدير صحة الزرقاء، الدكتور خالد عبد الفتاح، إلى أن المحافظة شهدت قفزات ملموسة، تمثلت في توسعة المراكز الصحية وتطويرها، مشيرا إلى حصول مركز وادي الحجر الشامل على جائزة الملك عبدالله الثاني للتميز.
من جانبه، أوضح مدير شركة "مياهنا" في الزرقاء، المهندس وسام الحياري، أن الشركة طورت شبكات المياه والصرف الصحي، ورفعت كفاءة الفوترة من خلال عدادات القراءة الإلكترونية، إلى جانب تحسين كفاءة التزويد واستبدال الشبكات القديمة.
أما على الصعيد الثقافي، فأشار مدير ثقافة الزرقاء، محمد الزعبي، إلى أن المحافظة شهدت نهضة ثقافية واسعة، تمثلت في إقامة مهرجانات أدبية وفنية، ومشاريع نوعية مثل دارة الملك عبدالله الثاني، وحديقة الأميرة سلمى، والمتحف التراثي، إضافة إلى تنفيذ جداريات فنية ومسارات ثقافية إلى مأدبا والمفرق وعجلون، ضمن الاستراتيجية الوطنية للثقافة وتعزيز الهوية المحلية.
أما لواء الرصيفة، الذي يشكل نقطة وصل بين الزرقاء والعاصمة عمان، فقد حظي باهتمام ملكي خاص نظرا لميزاته الاقتصادية والكثافة السكانية العالية، حيث يقطنه نحو مليون نسمة من مختلف الأصول والمنابت.
وخلال العهد الميمون، نفذت مشاريع خدمية وتنموية في اللواء بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك، أبرزها المجمع الرياضي الذي افتتح عام 2017، ويضم منشآت رياضية ومراكز للشباب والشابات، ما جعله متنفسا مهما ورافدا للنشاط الشبابي والرياضي.
ولم تغب القضايا البيئية، إذ وجه جلالته بإزالة تلال الفوسفات القديمة، وإنشاء الحديقة البيئية على مساحة 72 دونما، التي افتتحها جلالته عام 2023، لتكون واحة خضراء ومركزا للاحتفالات الوطنية.
وأكد رئيس بلدية الرصيفة، شادي الزيناتي، أن البلدية تواصل عملها بروح التوجيهات الملكية السامية، وتنهج التحديث المؤسسي في مختلف القطاعات، لتكون شريكا في عملية البناء الوطني.
وأعرب وجهاء وممثلو المجتمع المحلي في المحافظة عن بالغ فخرهم واعتزازهم بالقيادة الهاشمية الحكيمة، مؤكدين أن جلالة الملك عبدالله الثاني، بما يتمتع به من رؤية ثاقبة وحرص دائم على مصلحة الوطن، يجسد روح القائد القريب من شعبه الساعي دوما إلى تلبية تطلعات المواطنين، وتعزيز مسيرة التنمية والعدالة والكرامة في كل بقعة من أرض الوطن.
--(بترا)