
القلعةنيوز:
ما يزال الشاب عيسى الطعمات بني خلف، محاصرًا منذ أكثر من 30 ساعة، داخل بئر ارتوازي بعمق 65 مترًا تحت الأرض في منطقة العقبة، في مشهد مأساوي يشغل مشاعر الأردنيين، وسط جهود إنقاذ متواصلة من قبل كوادر الدفاع المدني، والأجهزة الأمنية، وبمتابعة مباشرة من محافظ العقبة ومدير الأمن العام. وحتى لحظة إعداد هذا الخبر، لم تنجح فرق الإنقاذ في الوصول إلى الشاب الذي يُعتقد أنه ما يزال على قيد الحياة، وسط صعوبات بالغة ناجمة عن طبيعة التربة الرملية "كـرمل صويلح"، وانخفاض نسبة الأوكسجين في البئر، الأمر الذي يهدد حياة المنقذين أنفسهم. وفي بيان صدر عن عشيرة الطعمات – بني يونس من بيت يافا في محافظة إربد، عبّرت العائلة عن إيمانها العميق بقضاء الله وقدره، مؤكدة في الوقت ذاته تقديرها الكبير للجهود المبذولة من قبل الجهات المختصة. وجاء في البيان: "حتى لحظة إصدار هذا البيان، لم يتم العثور عليه بعد، رغم الجهود العظيمة والمخلصة المبذولة من كوادر الدفاع المدني، والأجهزة الأمنية... ولكننا على يقين أن مشيئة الله فوق كل مشيئة، وقدرته لا يعجزها شيء." وأكدت العشيرة أن الشاب عيسى لم يكن يعمل في الموقع بشكل فردي، مطالبة بـفتح تحقيق شامل في ظروف الحادث، ومحاسبة كل من قصّر أو أهمل أو تهاون في إجراءات السلامة العامة. وأشار البيان إلى حالة التضامن الوطني والشعبي الواسع، حيث شارك أبناء عشائر بني خلف وبيت يافا، وسكان غرب إربد، والزرقاء، والعقبة، في الدعاء والوقوف إلى جانب العائلة في هذا الظرف العصيب، مضيفين أن "المصاب واحد، والوجع واحد، والمفقود ابن الجميع." ولم تغفل العائلة عن الربط بين مأساتها الإنسانية ومعاناة أهل غزة، حيث ختم البيان بالدعاء لعيسى ولكل مكروب، وبتحية للمجاهدين في غزة: "اللهم فرّج كرب ابننا عيسى، وكرب كل مكروب... وانصر المجاهدين الصادقين في غزة، وكل أرض يُرفع فيها الحق." وتواصل فرق الدفاع المدني جهودها الدقيقة، باستخدام معدات خاصة وحفر يدوي في بعض المواقع لتجنب الانهيارات، وسط أمل يملأ قلوب الجميع بعودة عيسى حيًا، رغم الظلام العميق والأنفاس المتقطعة.