
القلعة نيوز – في ظل التصاعد المستمر للتوترات والأزمات التي تعصف بالمنطقة، يواصل جلالة الملك عبد الله الثاني التأكيد على موقف الأردن الثابت والداعم للحلول السياسية والدبلوماسية كوسيلة أساسية لإنهاء النزاعات وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وجاء حديث جلالة الملك في مجلس الأمن القومي واضحًا وثابتًا على موقف الأردن من أحوال المنطقة، حيث أكد أنَّ الأردن لن يكون ساحة لأي طرف في الصراع، وأن الاعتداء على سيادة الدول مرفوض، وأنَّ الحل العسكري لن ينهي الاضطرابات، وأنَّ القانون الدولي والمفاوضات بين جميع الأطراف هو أقصر الطرق وأقل الكلف على الإنسان في الإقليم الذي يعاني منذ زمن طويل.
استاذ الدراسات في معهد الدوحة للدراسات العليا والوزير الأسبق الدكتور باسم الطويسي قال لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إنَّ حديث جلالة الملك عبد الله الثاني يعبر عن الوضوح السياسي الأردني الذي يُوصف به السياسة الخارجية الأردنية على مدى عقود طويلة، وهو دليل على قدرة وإدراك سياسي عميق في فهم الموقف السياسي والاستراتيجي في المنطقة.
وأكد أنَّ إشارة جلالة الملك إلى ذلك تفسر حديثه بأنَّ الحلول السياسية هي أقصر الطرق وأقل كلفة على شعوب المنطقة، ومن هنا تُفهم السياسة الخارجية الأردنية المستندة إلى إرث تاريخي ثابت وطويل من الوضوح السياسي والأخلاقي، الذي يضع مصلحة الإنسان وحياته وأمنه وكرامته فوق أي اعتبار.
وقال وزير العدل الأسبق وخبير القانون الدكتور إبراهيم العموش إنَّ جلالته أكد على موقف الأردن الثابت من القضايا الإقليمية والدولية، المتمثل في لزوم احترام سيادة الدول وأمنها وفق مبادئ القانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية، وفي هذا السياق أكد جلالته أن حل النزاعات الدولية لا يكون بالوسائل العسكرية، وإنما بالطرق الدبلوماسية والمفاوضات البناءة.
وبين أن جلالة الملك أكد أنَّ الأردن لن يسمح لأي جهة بانتهاك مجاله الجوي أو استخدامه، أو استخدام أراضيه كساحة حرب بين دول الإقليم، فالمجال الجوي الأردني خاضع للسيادة الأردنية، ولا يجوز لأي كان استخدامه كمعبر للعمليات الحربية من قبل دولة ضد أخرى.
ولفت إلى أنَّ الدبلوماسية الأردنية، بقيادة جلالة الملك، سعت جاهدة وفي جميع المنابر الدولية لتوجيه البوصلة صوب تسوية النزاعات بالطرق السلمية والتفاوضية، بهدف الحفاظ على منظومة الأمن الدولي.
وأشار إلى أنَّ جلالة الملك شدَّد على ضرورة استمرار التنسيق بين أجهزة الدولة المختلفة لضمان أمن وسلامة المواطنين، والتزام المواطنين بتعليمات الجهات الرسمية في الظروف الراهنة حفاظًا على سلامتهم.
ولفت إلى أنَّ ما يميز الأردن عن الكثير من الدول هو الرفاهية الأمنية، وهذه الرفاهية لا تتحقق إلا بوجود أجهزة أمنية كفؤة وقوية، ومواطنين على درجة عالية من الوعي، وهو ما أثبتته أجهزتنا الأمنية ومواطنونا في كل المنعطفات السياسية التي عصفت بالإقليم منذ اندلاع حركات وانتفاضات ما سُمي بالربيع العربي وحتى يومنا هذا.
وقال وزير الاتصال الحكومي الأسبق فيصل الشبول إنَّ جلالة الملك، عبر سنوات طويلة، يعرف المنطقة ومشاكلها، وشدد في كل مرة على أن لا حوار بالسلاح، وأن الحوار يكون على الطاولة، وأن الحل هو بإيجاد حلول سياسية لكل أزمات المنطقة، وأساسها القضية الفلسطينية، وهي القضية التي يؤكد جلالته على أنه بدون توفير عدالة للفلسطينيين، وإقامة دولتهم، ومنحهم حقوقهم المشروعة، لن يتحقق السلام والأمن في هذه المنطقة.
وأضاف أن حديث جلالة الملك في مجلس الأمن القومي أكد أنَّ الهجوم الإسرائيلي على إيران يخالف القانون الدولي، ويشكل تعديًا على سيادتها، وسيزيد من عدم الاستقرار في الإقليم، وأنَّ الدبلوماسية والمفاوضات واحترام القانون الدولي هو ما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة فقط.
وأكد أنَّ جلالة الملك يمثل صوت العقل والاعتدال، ليس فقط على مستوى منطقة الشرق الأوسط، بل يتعداه إلى العالم، وهذا يتماشى مع تاريخ الأردن الطويل ومواقف قيادته الهاشمية، وأن القانون الدولي هو الفيصل بين دول العالم، وهو الذي يضمن العيش بكرامة وإنسانية وعدالة وهذا الموقف الأردني الذي يحمله جلالة الملك هو الحل، ولا غيره، لتحقيق الهدف والغاية.
ولفت إلى أنَّ توجيه جلالته للحكومة بالإبقاء على أعلى درجات الجاهزية والتنسيق بين جميع مؤسسات الدولة هو من صلب العمل المؤسسي في مواجهة الأزمات التي تعاقبت على المنطقة منذ الربيع العربي وما قبله، والفوضى التي تقترب من الأردن، حيث تقوم القوات المسلحة الأردنية بواجبها على أكمل وجه، بحماية حدود الأردن البرية والجوية والبحرية، ولم ولن تسمح بمرور ما يهدد أمن الأردن وساكنيه.
وأكد أنَّ الأجهزة الأمنية المختصة تحافظ على السلم الأهلي منذ نشأة الدولة الأردنية الحديثة، وما زالت، وأن التنسيق دائمًا يكون على أعلى درجات الجاهزية، ويُوجَّه من قبل جلالة الملك الذي يعلم يقينًا أن الجبهة الداخلية هي نقطة الدفاع الأولى عن الأردن، ومواقفه الثابتة، التي لا تقبل إلا بالحل السياسي، والحوار، ومنح الحقوق لأصحابها.
وبيَّن أنَّ الأردن، منذ عقود، يشكل نموذجًا في المنطقة من حيث دعوته للسلام، وعدم الاعتداء على حقوق وسيادة الدول، والتدخل في شؤونها، وأنَّ الحلول العسكرية حلول بائسة، وأنَّ ما يجري من دموية وقتل في فلسطين المحتلة يجب أن يتوقف، لأنها لم تعد مقبولة.
وأشار إلى أنَّ جلالته تحدث اليوم، مخاطبًا وعي الأردنيين، الذي كان دائمًا هو الفائز في كل الأزمات التي تجتاح المنطقة، وأن من الضروري حث المواطنين على الالتزام بتعليمات السلامة الصادرة عن الجهات المختصة، لأنَّ سلامة الأردنيين هي الاهتمام الأول لجلالته، والتي لا يقبل معها أن يتحول الأردن إلى ساحة للصراع.
-- (بترا)