شريط الأخبار
نتنياهو: نضرب إيران بقوة هائلة وتكبدنا خسائر مؤلمة وول ستريت جورنال: ترامب أبلغ كبار مساعديه بموافقته على خطط للهجوم على إيران الطاقة الذرية: الضرر الإشعاعي على الأردن يكاد لا يذكر في حال انفجار مفاعل ديمونة عاجل: إيران تطلق صواريخ باتجاه إسرائيل في اليوم السادس من التصعيد العسكري وزير الخارجية ونظيره الجزائري يؤكدان ضرورة إنهاء التصعيد في المنطقة الجيش الأردني : اعتراض الصواريخ والمسيرات ليس خيارًا بل ضرورة محادثات أوروبية مع وزير الخارجية الإيراني بشان النووي وزير الخارجية يبحث مع نظيره المغربي التصعيد الخطير في المنطقة فاعليات نقابية وحزبية: خطاب الملك أمام البرلمان الأوروبي يجسد الثوابت الأردنية تذبذب مؤشرات الأسهم الأميركية واستقرار نفط تكساس روسيا تبدي استعدادها للوساطة بين إسرائيل وإيران غوتيريش يطالب بعدم تدويل الصراع بين إيران وإسرائيل مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة الجمعة بطلب من إيران واشنطن تبدأ بإجلاء دبلوماسييها لدى إسرائيل الفيدرالي الأمريكي يثبت معدلات الفائدة عند 4.5% للمرة الرابعة تواليًا سماوي: مهرجان جرش في موعده وشعلته لن تنطفئ وقادرون على التكيف مع أي متغير الأردن وألمانيا: منهجية واضحة لترجمة العلاقات لتعاون اقتصادي تنموي عضلات مفتولة.. محمد صلاح يشارك متابعيه بصور على أحد الشواطئ أثناء قضاء إجازته الصيفية عرض عملة رمزية لمجموعة "بريكس" في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي "سي إن إن": جدل حاد وانقسامات داخل الحزب الجمهوري بشأن التدخل العسكري الأمريكي في إيران

الرواشدة يكتب : ما موقفنا من الحرب بين إيران وإسرائيل؟

الرواشدة يكتب : ما موقفنا من الحرب بين إيران وإسرائيل؟
حسين الرواشدة
‏بعد إيران، الدور على مَنْ؟ استدعاء هذا السؤال ضروري لتقدير مواقف سياسية هادئة وعاقلة من الحرب التي تدور بين إسرائيل وإيران، صحيح، ثمة جراحات تاريخية وأخطاء عديدة وثقيلة، واحتمالات وحسابات وجيهة تدفع البعض، في بلدنا وعالمنا العربي، إلى وضع الطرفين (طهران وتل أبيب) في سلة واحدة، وربما تدفع آخرين إلى الشماتة بإيران وإشهار الرغبة بهزيمتها.

‏لكن لكي نفهم أكثر، ونقدّر مواقفنا بصورة أفضل، ثمة فرق بين عدوّ وعدوّ آخر، الاختلاف ليس في النوع، فقط، وإنما في الدرجة أيضاً، إسرائيل احتلت، ولا تزال، فلسطين، والجولان وجزءاً من جنوب لبنان، هزمت أمتنا مرات ومرات، ولديها مخطط معلن للاستفراد ببلداننا والهيمنة عليها، كما أن شهوة التوحش لديها لن تستثني احداً في المنطقة، والعالم يدعمها ويقف معها، إيران استهدفت حدودنا وتجرع أشقاؤنا الآلام بسبب أطماعها، بصماتها لا تزال شاهدة على جرائمها في اليمن ولبنان وسوريا والعراق، ولكننا على عمق خلافاتنا نتقاسم معها التاريخ، وربما نتقاسم معها المستقبل، حيث يمكن أن نتصالح إذا ما قدر للقوميات الثلاثة في هذه المنطقة (العرب والترك والفرس) أن تتلاقى للوصول إلى صفقة تاريخيّة، تخرجنا من كوارث 100 عام وأكثر من الحروب والصراعات، هذا إذا تمكن العرب من إنجاز مشروعهم، وتخلت ايران الجريحة عن إرثها التاريخيّ ضد جيرانها العرب.

‏لا يوجد عداوات مطلقة، ولا صداقات دائمة، في رمال السياسة المتحركة تضع الدول أقدامها حيث تكون مصالحها، مسطرة الحكم يجب ان تتعلق ببلدنا أولاً، وبما يخدم مصالحنا العليا اليوم وغداً، الخطاب الرسمي الأردني وضع هذه الحرب في سياقها الصحيح، اعتبرها عدواناً قامت به إسرائيل ضد إيران، التزم الأردن بالحياة الإيجابي، أصر على سيادة أراضيه ولم يسمح لأي طرف بانتهاكها، خطاب الملك أمام البرلمان الأوروبي شكل مرجعية سياسية وأخلاقية للعالم، وعكس مواقفنا مما حدث منذ 7 أكتوبر وحتى الآن، هذا التوازن يعكس جزءا من الإجابة عن الأسئلة الكثيرة التي تطرح، مثل مع من نقف، وأين مصالحنا، وماذا نتوقع بعد الحرب، وما هو دورنا القائم والقادم أيضاً..؟

‏للتذكير، فقط، في حرب السنوات الثمانية بين إيران والعراق، وقف الأردن مع العراق، لكن بعد أن تجرع الخميني السمّ آنذاك، ووافق على وقف الحرب (1988)، دعا المرحوم الملك الحسين، مطلع التسعينيات، كبار العلماء الشيعة والسنة للاجتماع في عمان، فانطلق من القصر الملكي أول لقاء بين أتباع المذاهب الإسلامية (استمر نحو عشرة أعوام )، في عام 2003، بعد غزو العراق، قام الملك عبدالله بزيارة إلى طهران، صحيح لم تكن العلاقات بين عمان وطهران دافئة على الدوام، فقد تخللتها في فترات عديدة موجات من التوتر وعدم الانسجام، وربما الصدام، لكن ظلت السياسة الأردنية تجاه إيران «غير عدائية»، كما كان للأردن دور مهم في محاولة عقلنة الخطاب الإيراني، وكبح جموح نفوذ طهران في المنطقة، ربما نجحنا أحيانا، وأخفقنا أحيانا أخرى.

‏لا مصلحة للأردن في أن تكون طرفاً في الحرب، أي حرب، ولا مصلحة في تصعيد خطابنا السياسي اتجاه أي دولة، إلا في إطار رد الاعتداء، أكيد، ايضاً، لا مصلحة للأردن في انتصار إيران، كما أن انتصار تل أبيب بالنسبة لبلدنا كارثة، المعادلة يجب أن تكون في إطار ترتيب الأعداء وتحديد مصادر التهديد، ثم تقدير الخسارات والاثمان السياسية التي تترتب فيما بعد، إذا كان انتصار طهران ليس في مصلحتنا، فإن انتصار تل أبيب يشكل خطرا إستراتيجيا على بلدنا والمنطقة، وفق هذا الميزان يمكن أن نحدد مواقفنا وخياراتنا أيضا.

‏أعرف، تماما، محددات حركتنا السياسية، وإمكانياتنا، أعرف، أيضا، حجم المخططات التي بدأت تتضح خيوطها لإعادة ترتيب (تمزيق) المنطقة، وما يدور في الإقليم من تحالفات قد لا يكون لنا مصلحة بالدخول فيها، لكن ما يجب أن نفهمه، خاصة عند بناء خطابنا السياسي والإعلامي، أو عند محاولة صناعة رأي عام أردني حول هذه الحرب، وما بعدها، هو أن الأردن يدور في فلك مصالحه العليا أولاً، الحياد الإيجابي هو القاعدة التي تحكم سلوكه السياسي، إسرائيل تشكل خطراً وجودياً على بلدنا والمنطقة، إيران مصدر خطر وتهديد، الهدف الذي نسعى لتحقيقه هو البحث عن النجاة من هذه الحروب والصراعات، الدور الذي نقوم به هو المساهمة بوقف الحرب وإعادة السلام والتفاهم إلى شعوب ودول هذه المنطقة، وبالتالي يمكن للعالم الاعتماد على بلدنا، كما قال الملك، أمام البرلمانيين الأوروبيين.