
بقلم / الدكتوره فينان الزهيري
عُدْتُ للاستماع إلى خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في البرلمان الأوروبي أكثر من مرة، وفي كل مرة يخفق قلبي بشغف الذكرى والأحاسيس. لقد كان خطابه خطابًا إنسانيًا عميقًا، ينسجم فيه البعد السياسي مع لحن الإنسانية، حيث طرح جلالته قضايا مصيرية تشغل بال العالم.
تلك اللحظة التي أطل فيها جلالته، وكان صوتك يتردد في أرجاء البرلمان، كان لها وقع السحر على مسامع الجميع. تذكرت كم كان صوت والدي يملأ المنزل، يمنحني شعور الأمان والطمأنينة، وكأننا جميعًا محاطون بحمايته. جاء صوت جلالة الملك ليعكس هذا الشعور، مؤكداً لنا جميعًا، وخاصةً النساء، أننا تحت مظلة حمايته الكريمة، وأن هناك من يدعمنا ويسندنا في محن الحياة.
كان فخرًا عظيمًا أن نتباهى بالوحدة التي يجسدها الشعب الأردني، حيث يعيش الجميع، بمختلف أديانهم وثقافاتهم، تحت سقف واحد ينعم بالأمن والسلام. ومع ذلك، لم يغفل جلالته عن أهمية التفكير بالآخر، داعيًا الجميع إلى الحوار والتعاون، في زمن باتت فيه الإنسانية في أمس الحاجة إلى التعاضد.
كان خطاب الملك دعوة قوية للتآزر والوحدة، يذكرنا بأننا لسنا وحدنا في مواجهة التحديات، وأن صوتنا يستطيع أن يتردد عبر القارات، محمولًا بقوة القيم الإنسانية المعنوية. في زمن يعتريه الصراع والفرقة، يبقى الأمل معقودًا في قلوبنا، ونظل متكاتفين كالبنيان المرصوص، مستنيرين برؤية قيادتنا الحكيمة.