
القلعة نيوز - أدان الأردن التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في سوريا، واعتبره جريمة بشعة مدانة بكل المقاييس، ويتنافى مع القيم الدينية والإنسانية، ويعكس حجم الفكر المتطرف الذي لا يمتّ لا إلى الدين ولا إلى الأخلاق بأي صلة.
وقال وزير الأوقاف الأسبق الدكتور هايل داود لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن موقف الأردن من الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين، هو موقف ثابت ومبدئي، قائم على الرفض المطلق للتطرف والإرهاب، بغضّ النظر عن هوية الضحايا أو أماكنهم أو دياناتهم، مضيفًا أن استنكار جلالة الملك عبدالله الثاني لهذا العمل الإرهابي يأتي امتدادًا للسياسة الأردنية الراسخة في مواجهة العنف والتطرف بكل أشكاله.
وشدد على أن استهداف دور عبادة مسيحية في سوريا بعد سنوات من الحرب والدمار هو عمل جبان لا يمثل لا دينًا ولا إنسانية، مضيفًا أن "الأردن يرفض كافة أشكال استخدام العنف غير المبرر، سواء كان مدفوعًا بأسباب دينية أو عرقية أو سياسية أو إجرامية"، معتبرًا أن ما صدر عن جلالة الملك بهذا الخصوص "يؤكد على عمق الموقف الأردني ورغبته بعلاقات مميزة مع الأشقاء في سوريا في المرحلة المقبلة".
ووصف وزير الأوقاف الأسبق الدكتور وائل عربيات التفجير بأنه "عمل إرهابي إجرامي مرفوض بكل المعايير الدينية والأخلاقية والسلوكية والإنسانية"، مؤكدًا ضرورة محاربة الإرهاب على جميع الصعد: المادية والفكرية والمعنوية، واقتلاع جذوره من منابعها.
وأشار إلى أن رسالة العزاء التي وجّهها جلالة الملك للأشقاء في سوريا تأتي في سياق مواقف ملكية ثابتة، حيث كان الملك أول من حذر من خطر الإرهاب، وأطلق مبادرات فكرية عالمية كـ"رسالة عمان" و"أسبوع الوئام بين الأديان"، فضلاً عن الجهود الأردنية في تعزيز قيم الاعتدال والوسطية عبر المؤسسات التعليمية والدينية.
وختم عربيات بالتشديد على أهمية وحدة الصف السوري وتكاتف أبنائه في مواجهة محاولات زعزعة الاستقرار، قائلاً: "لتبقى سوريا واحدة آمنة مستقرة بإذن الله".
وقال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب الدكتور رفعت بدر، إنّ الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في منطقة الدويلعة بالعاصمة السوريّة دمشق، وأودى بحياة عشرات الأبرياء أثناء قداس الأحد، هو "عمل إجرامي جبان، يُدان بشدة، وينتهك قدسية دور العبادة وكرامة الإنسان في آنٍ معًا".
وأضاف أن هذا الاعتداء "يستدعي موقفًا حازمًا من السلطات المدنية، للوقوف بوجه كل أشكال الإرهاب والتعصّب والتطرّف والتحريض، أياً كان مصدرها أو غايتها"، مشيرًا إلى ما قاله قداسة البابا لاون الرابع عشر قبل أيام بأن "الحياة السياسية يمكنها أن تحقق الكثير من خلال توفير الحرية الدينية وتعزيز الاحترام المتبادل بين الجماعات".
وثمّن الموقف الأردني الرسمي، الصادر عن جلالة الملك عبدالله الثاني، في إدانة هذا العمل الإرهابي، قائلًا: "نقدّر عاليًا كل الأصوات العربية والدولية والكنسية، وكل إنسان ذي إرادة حسنة، وقف وتضامن مع سوريا الشقيقة في هذا المصاب، وسعى إلى دعمها في معركتها ضد الإرهاب، وحماية أمنها واستقرارها، والحفاظ على وحدة شعبها واحترام شعائره الدينية".
--(بترا)