شريط الأخبار
"نيويورك تايمز": تقرير الاستخبارات الأمريكية حول نتائج ضربة إيران أحبط ترامب أبو عبيدة: جنائز وجثث جنود الجيش الإسرائيلي ستصبح حدثا دائما طالما استمر العدوان ضد شعبنا ترامب لديه "ثلاثة أو أربعة" مرشحّين لخلافة رئيس الاحتياطي الفيدرالي انتشار أمني واسع .. ماذا يحدث في إيران بعد وقف الحرب الجيش الإسرائيلي يدعي : برنامج إيران النووي تعرض لضربة قاسية الصحة الفلسطينية : 3 شهداء و7 مصابين برصاص المستعمرين شرق رام الله 3 سيناريوهات للمواجهة بين إسرائيل وإيران بعد وقف إطلاق النار إيران تفتح مجالها الجوي جزئيًا الأمم المتحدة: لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي إزاء ما يجري لأطفال غزة رئيس الوزراء يهنئ بمناسبة حلول العام الهجري الجديد الملك وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة بحلول العام الهجري الجديد ولي العهد: عام هجري مبارك تحفه السكينة والسلام مصدر : عودة ضخ الغاز الطبيعي للأردن من حقل ليفياثان وزير الخارجية يبحث مع نظيره التايلندي جهود إنهاء التصعيد في المنطقة مصادر من «حماس» : حراك «هدنة غزة» نشط... لكن لا اختراق بعد الملك يهنئ بعيد استقلال جيبوتي عباس في رسالة لترامب: مستعدون للعمل من أجل تحقيق وعد السلام "صحة غزة": شاحنات أدوية ومستلزمات طبية ستدخل غزة عبر الصحة العالمية ترامب: سيكون هناك أخبار جيدة بشأن غزة.. وحماس تقول إن الاتصالات تكثفت ترامب يعلن موعد استئناف المحادثات النووية مع إيران

رسالة (خياليه ) من مضر بدران: ....نداءٌ صادقٌ من أجل مستقبل الأردن

رسالة (خياليه ) من مضر بدران: ....نداءٌ صادقٌ من أجل مستقبل الأردن

رسالة (خياليه ) من مضر بدران: ....نداءٌ صادقٌ من أجل مستقبل الأردن

بقلم مضر بدران، رئيس الوزراء الأردني الأسبق

تكتبها : م رنا الحجايا رئيسة بلدية الحسا

25 يونيو 2025

عزيزي و زميلي رئيس وزراء الاردن :

أكتب هذه الرسالة ليس فقط بصفتي رئيس وزراء أردني سابق، بل كأردني بسيط .. ولد في جرش و سار في شوارع عمّان التي تسمونها الان عمان القديمه ! وشرب الشاي مع فلاحيها و متعلميها وشيوخ البدو فيها ، وتربى يحمل ثقل آمال أمتنا و هموم ابنائها. أكتبها لك هذة الرساله لتشابه ظروفنا و لشوقي الشديد لوطن احببته و لشعب احبني و ساندني !

لقد علمتني سنوات قيادتي للأردن - وسط عواصف اقتصادية، واضطرابات سياسية، وسياسات التشكيك و محاولات اضعاف الجبهه الداخليه من الخارج_ ووجدت نفسي امام خيارات مهمه كي اتأكد اننا لسنا ضعيفين و جبهتنا الداخليه قويه ومحصنه وما أشبه اليوم بالامس بأن القيادة تتعلق بالقلب و الشجاعه بقدر ما تتعلق بالاستراتيجية.

اليوم، أرى أردننا الحبيب يُصارع الفقر المُتزايد، وديمقراطيةً تتوق إلى التنفس، وانتخاباتٍ تُثير التساؤلات ، وتشكيك واتهاماتٍ كاذبةٍ تُؤلم كبرياءنا ، دفعتني لان ارسل لكم هذة الرساله مُشحونةً بقصص الاردنيين التي تتكرر من أيامي، آملا أن تُنير دربكم.

إن خبر تفاقم الفقر في الأردن يُؤلمنا بشدة. أتذكر عام ١٩٨٩، عندما كانت العائلات تكافح لشراء موادها الاساسيه، وفاض غضبهم إلى الشوارع. تجولتُ في عمان حينها، ورايت الناس بعيون متعبه بقيت حاضرة في ذهني، تدفعني للتحرك. أنت تواجه تحديًا مشابهًا الآن - الكثير يتساءلون إن كان الغد سيكون أرحم. خلق فرص عمل يا صديقي، ليس رفاهيه بل سبيل استقرار , عليك و انت تعلم أكثر مني ان تراجع مسؤوليات القطاع الخاص و خاصه التعدين و الاتصالات و الصناعات الخفيفه و بناء المراكز التقنية و ان لا تكتفي بالوعود في قطاع الزراعه بل بالتحرك الصادق، و تعزيز المساعدات الاجتماعية لحماية العائلات من تداعيات التضخم، ولكن تأكد من وصولها إلى القرى، وليس فقط إلى المدن وان لا تكون هي الحل بل الوسيله للتمهيد لحل دائم للتضخم و ابتكار الحلول الاقتصاديه الوطنيه و ليس تلك المعلبه من الخارج!.

كن صريحًا بشأن كل دينار يُنفق؛ فالناس يثقون بمن يُظهر أهمية نضالهم. علمتني أعمال الشغب التي وقعت عام ١٩٨٩: اذا تجاهلت الفقر، فأنت تُخاطر بفقدان التوازن .و لا تقبل بأن تكون يدك ثقيله على الناس -الحلول الامنيه سهله ولكن ثمنها باهض - انت صاحب الولايه ..تذكر ذلك ! لقد كنت مدير مخابرات الاردن في اكثر مراحله دقه و تهديد ومع ذلك ابدينا تسامحا كبيرا مع المعارضين للفساد لاجل الوطن و لكنني لم اتساهل مع من كانوا يعادون الوطن و يستخدموا اقلامهم الرخيصه ضدنا.

دعني أشاركك لحظة من فترة رئاستي للوزراء، لحظة أتذكرها كثيرًا في الأمسيات الهادئة. في عام ١٩٩٠، خلال اجتماع وزاري متوتر لمناقشة الإصلاحات الاقتصادية، حدثني صديقي الذي ذهب إلى مقهى صغير في إربد لرجلٌ عجوز، ودعاه إلى طاولته. وعلى فنجان قهوةٍ مُرّ، تحدّث عن ابنه، الخريج العاطل عن العمل، وعن خوفه من أن يفقد الأردن روحه في مواجهة المصاعب. ثم ابتسم قائلًا: "نريد انتخابات . تمنحنا صوتًا، حقيقيا ... وسنصمد". في تلك الليلة تحديداعزمت على جعل الديمقراطية حقيقةً، لا مجرد وعد. يهذا الايمان بروح الأردن ضرورة لك كي تستطيع ان تناضل من اجل المواطنين

هذا ما يقودني إلى الديمقراطية، حلمٌ ساهمتُ في إحيائه عام ١٩٨٩ بإعادة البرلمان بعد سنوات من الصمت. فالشعب يريد صوتًا حقيقيا و شجاعا . عززوا المحاكم، واجعلوها بمنأى عن السياسة، حتى يكون لكل صوتٍ أهميته. افتحوا الباب على مصراعيه للحوار فهو نبض الاردن. ديمقراطيتكم بحاجة إلى هذا الانفتاح الآن، وإلا ستنهار تحت الضغط. لا تدعوها تفلت من أيديكم، كما خشيت في أيامي الأخيرة.

نتائج الانتخابات الأخيرة أشبه برسالة من الشعب - اقرأوها بعناية !في عام ١٩٨٩، أظهرت الأصوات غضبًا على الأسعار وفرص العمل، وكان عليّ أن أصغي وإلا فقدت ثقتهم. من المرجح أن تحمل صناديق الاقتراع اليوم الرسالة نفسها: إصلاح الاقتصاد، ومحاربة الفساد، ومنحنا الأمل. تضامنوا مع جميع الأطراف، الرابحين والخاسرين، كما فعلت مع الجميع، فالبرلمان القوي يعني حكومه اقوى . وحافظوا على نزاهة الانتخابات – فالتزوير اصبح خطرا ، ستخسرون أكثر من مجرد أصوات. هذه الصناديق هي حصانتكم الحقيقيه ابعدوا المال السياسي الاسود المتسلل من زوايا الصناديق البعيده.

لا شيء يؤلمنا مثل الأكاذيب حول وطننا. في أيامي، وصفتنا الإذاعة السورية انذاك في عهد حافظ الاسد وقبله في صوت العرب من القاهره والنشرات المعاديه لنا بأننا دمى في يد الغرب كان الأمر مؤلمًا، خاصةً عندما عرفت تضحيات الأردنيين - جنودنا، مساعداتنا، حدودنا المفتوحة ، لم نكن دوله ضعيفه في يوم من الايام و ادرت جهاز المخابرات في تلك المرحله الدقيقه بقوه و شجاعه و ذكاء , لقد كان عملنا الامني مهني ولحماية بلدنا ! أسمع همسات رقمية تُصوّر الأردن ضعيفًا أو فاسدًا، وهذا يُثير غضبي. عليك أن تُقاوم بالحقيقة. استخدم كل قناة - التلفزيون، كل هذة الوسائل الحديثه حتى تظهر الحقيقه .

إذا كان لا بد من ذلك – علينا ان نفتح مستشفياتنا المليئة باخوتنا من غزه و الضفه الغربيه وهذا و اجبنا اولا امام الاعلام ، وان نتاكد ان دبلوماسيينا يدافعون عن فلسطين كما يدافعون عن الاردن تماما لانه عليك ان تتذكر ان "وحدتنا هي ردنا على أي اكاذيب ".

مواجهة الفساد وجهاً لوجه – عليك ان تشحذ اسنانك و اظافرك في وجه الفساد السياسي الذي تقوده نخبه تسلقت على مشاكل الاردن الاقتصاديه و ان تكون سيفا مسلطا على الفساد الماالي و ترهل المؤسسات ، كما أتمنى لو فعلتُ أكثر. الأيدي النظيفة تُخرس المنتقدين وهي أسرع من أي خطاب.

سأنهي رسالتي بنداء من القلب :

الفقر والمال السياسي وضعف الانتخابات والتشكيك ليست مجرد امور سياسية عاديه بل هذه تسعى الى قتل روح الأردن.

انا لم أُصلح كل شيء؛ لا أحد يفعل ذلك لكنني تركتُ منصبي وأنا أعلم أنني حاولت. اعتمدوا على الناس الصادقه – تواصل مع الجميع ، واستمع إلى قصص الاردنيين و اصلح نقاباتهم و حسن معايير الشركات، وحتى المنظمات غير الحكومية تواصل معها ! ضع الأردن في المقام الأول.

لقد عشت في زمن لم نمنح الوقت الكافي للتفكير و التصرف بل كنا دائما على صفيح ساخن دفعنا احيانا الى عدم الإنصات الكافي. لا ترتكب هذا الخطأ. ليس كل دعايه يطلقها مسؤول في حكومتك هي حقيقه , الحوار الحقيقي و ليس الانتقائي سيوضح لك الحقيقه و التي هي التي ستقوي موقفك اما الشعب

انطلق بعزيمة اردني صادق وقلب ابن بار بوطنه . الأردن يعتمد عليك.

مع خالص التحيات، للأردن دائمًا، مضر بدران